رهاب . رهاب هكذا تولد الأفكار العظيمة د . محمد خير حسن محمد خير يكتب : جيشنا الوطني جيش الهنا
رهاب . رهاب
هكذا تولد الأفكار العظيمة
د . محمد خير حسن محمد خير يكتب :
جيشنا الوطني جيش الهنا
ما فتئت في ورش وملتقيات كثيرة أوجه كثير من الانتقاد الي وزارة المالية والاقتصاد الوطني والي بعض تصريحات وزيرها الدكتور جبريل ابراهيم وقد عقدت بعض تلك المناشط داخل وزارة المالية نفسها بل وتم اختياري في عضوية عدد من لجانها ولم تسلم من انتقادي لها في بعض جوانب اداءها وقد علق لي بعض كبار الموظفين (مداعبين) بقولهم ( والله يا دكتور محمد خير الكلام اللي بتقولوا دا نحن داخل الوزارة ما بنقدر نقولوا ) وفي حديثهم رغم مسحة المداعبة إشارة الي ضيق مساحات النقد الذاتي والذي غاب في كثير من المؤسسات والكيانات ومنظمات المجتمع المدني في السودان والذي كان من شأنه تراجع الأداء في كثيرٍ منها…
ولكني اليوم سأفاجئ الكثيرين باشادة ومدح مستحقين في حق وزارة المالية والاقتصاد الوطني وفي حق وزيرها الذي يقودها مع أركان وزارته ومنسوبيها .. فقد ادلهمت الخطوب ببلادنا نتاج هذه الحرب الممنهجة اللعينة المدعومة بدعم مفتوح غير مسبوق في الحروب التي تعرضت لها بلادنا في سنواتها السابقات والتي ادت الي تدمير البنيات الأساسية في كل القطاعات الانتاجية فتعطل بموجب ذلك اكثر من 600 مصنع في القطاع الصناعي ودمر تماما القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ولم يسلم قطاع الخدمات فدمرت المستشفيات والجامعات تدميراً ممنهجاً وبطبيعة الحال تعطل القطاع التجاري تماما” بنزوح التجار والرساميل الوطنية طلبا” للأمن والأمان داخليا” وخارجيا” وتوقفت الي حد كبير عمليات الصادر وتدهورت بنيات قطاع النفط والتعدين وتناقص الانتاح من نحو 126 الف برميل يوميا” الي نحو 30 الف برميل يوميا أو دونها وانقطعت خدمات الماء والكهرباء في كثير من الولايات والمدن بل وامتدت الأيادي الآثمة الي محاولات محو ذاكرة الأمة فدمرت دار الوثائق وسجلات الأراضي وارشيف الإذاعة والتلفزيون والجامعات ومكتباتها الكبري وهربت الآثار .
في ظل هذه الظروف المعقدة التي انتجتها هذه الحرب كان متوقعا” جدا الانهيار الكامل للاقتصاد السوداني والذي كان يعاني في الأصل وما قبل الحرب من مشكلات متعمقة انعكست في كثير من الأزمات الاقتصادية والتي ربما كانت سببا” في اشتعال ثورة أبريل 2019 وما تمخض عنها من تطورات سياسية واقتصادية وامنية وحكومات انتقالية واهنة افضت الي ما نحن فيه من ابتلاء .. اي خبير أو سياسي يحسن قراءة الأحداث والمآلات كان يتوقع الانهيار الكامل للاقتصاد السوداني فقد نتج عن ذاك التدمير الممنهج ذهاب ما يربو عن ال80% من الإيرادات العامة ورغم ذهاب هذا الحجم من الإيرادات العامة والتي تسير بها وزارة المالية والاقتصاد الوطني انفاقها العام في بنود الموازنة الخمسة الا انها ظلت متماسكة والتزمت بما يقارب ال60% من الأجور وتعويضات العاملين وانفقت علي المجهود الحربي وتزويد الجيش بالاسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة الي آخره من مطلوبات هذه الحرب واستمرت في استيراد المحروقات والدقيق والأدوية المنقذة للحياة واجتهدت في فتح الآفاق مع المؤسسات المالية الإقليمية والدولية لجذب بعض الدعومات للاقتصاد الوطني وهو يمر بهذه المحنة … بل كنا نتوقع انهيار كامل للعملة الوطنية نتاج تدهور الإنتاج وبالتالي الإيرادات العامة وتوقف الصادر ونضوب مصادر تدفق النقد الأجنبي للبلاد ورغم ذلك حفظ الله البلاد بجهود الخلّص من أبناءه فلم يتجاوز السعر الرسمي 2300 رغم انه عالي جدا” ولكنه تطور طبيعي لظروف الحرب التي تمر بها البلاد ولا يمكن تسميتها بالقيمة الكارثية للعملة الوطنية ورغم ان قيمة العملة الوطنية قد وصلت في السوق الموازي نحو 2600 الا انها قد تراجعت الي قيم افضل مؤخرا وفي ذلك دلالة علي الجهود العظيمة المبذولة من السلطان النقدية والمالية في البلاد وهذا امر يستحق الإشادة والتقدير …
ورغم ان مستوي الاسعار قد قفز اكثر من 100% لكل السلع وقفز معدل التضخم في شهر يوليو 2024 الي 136% وفي اغسطس الي 193% وفي اكتوبر الي 215% الا اننا كنا نتوقع اسوأ من هذه القيم وهذا امر تحمد عليه الوزارة …
وما يستحق الإشادة والتقدير كذلك أن موازنة 2025 قد حملت كثير من البشريات وهي بشريات جاءت متزامنة مع البشريات العظيمة التي ظل ينثرها ( جيشنا الوطني ) ( جيش الهنا ) نتاج انتصاراته العظيمة التي حققها في كثير من محاور القتال في ولاية الخرطوم ولايات دارفور وكردفان ولاية الجزيرة والنيل الأبيض والتي أدخلت الفرحة في نفوس السودانيين داخل السودان وخارجه والتي آمل أن تتوج بالنصر الكبير وهو عودة ( الجميلة ) مدني الي حضن الوطن وخلو الخرطوم الكبري من اي جيوب للمليشيا المتمردة ومن ثم خلو كردفان الغرة ام خيراً برا وخلو دارفور أرض التقابة من اي جنجويدي …
حملت موازنة 2025 كثير من البشريات ونذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر خلو الموازنة الجديدة من اي زيادات في الرسوم أو الضرائب وأعلن فيها التزام وزارة المالية بسداد الأجور كاملة ابتداءا” من يناير 2025 والاستمرار في الإنفاق علي المجهود الحربي ودعم النازحين نتاج الحرب وجعل دعم الصحة والتعليم والاعلام الوطني في مقدمة اولويات الموازنة .. ورغم أن الموازنة خلت من الأرقام وهذا امر طبيعي في ظل هذه الحرب اللعينة وانها جاءت في شكل موجهات الا انها حملت كل هذه البشريات . وفي ظني وظني في هذا المقام يفيد اليقين أن وزارة المالية والاقتصاد والوطني وصنوها في مساحة السياسات النقدية بنك السودان يستطيعا بما حققاه من انجاز في هذه المرحلة العصيبة تحقيق هذه البشريات التي أطلقت من خلال موازنة 2025 وعبر السياسة النقدية المتكاملة معها بإذن الله تعالي
ينبغي أن يكون سودان ما بعد الحرب سودان بلا جنحويد سودان بلا عملاء سودان بلا خونة سودان بلا فساد وبلا فاسدين سودان آمن مزدهر ومتطور يعاد اعماره بسواعد بنيه …