بروفيسور ايهاب السر يكتب :
أهزوجة العودة والرجوع
زهيرات القطن النائحات الباكيات على خدودهن سالت دمعات ساخنات بين الذبول والهزال مشرئبات الاعناق يبحثن بين الوجوه الغريبة بين السحنات الكالحة المرهقة بالقترة. الارض السمراء المتششقة يطأها الظالمون وتجف فيها امواه العفاف. الغرباء الكالحون تشتهي قلوبهم الرحمة والانسانية وهي كالحجارة او اشد قسوة . يتلفتون ويحيط بهم الضمير الخائن وقبح الخلقة والاخلاق اتباع الشيطان وحارقي البخور وعبدة التمائم. حمائم الجزيرة الخضراء وطيورها المغردات دخلن ربيع الصمت ليس ربيع راشيل الصامت وليس تداعيات الدي دي تي بل هو ربيع الحزن والغربة فلا الديار هي الديار ولا الوجوه هي الوجوه. ينتظرن في حبال الصبر لحظات النصر المبين.وهنالك هؤلاء الكالحون المشتتون يحزمون حقائب الرحيل ويطوون صفحات التشتت والضياع يعيشون في حلم العودة ودروب الرجوع المغلقة يقهرها ويسبر اغوارها ويفتق ازهارها هؤلاء الشجعان الذين طووا بهجة الدنيا خلف ظهورهم يحملون أكفانهم بين ايديهم وبين خيار النصر أوالشهادة يتحدد مصير وطن عزيز لا يعرف الذلة والانكسار. نحن عائدون يا عروس الجامعات لحضنك الحنون . نشاتقك كثيرا ونشتاق لسوح العلم وقاعات الدروس نتلهف للسبورة السوداء والطبشورة الملونة لهذا الممر الطويل الممتد فينا حبا هذا المترع بسخونة الإلفة وشحنات الحب الممتد من هذه البوابة العتيقة التي خرجت اجيالا واجيال قادمات يصنعون العزة للوطن والحب والسلام . حقولك المترعات بذكريات الصبا واحلام الاطفال المطاردون لفراشتك الملونة ويتنسمون هواك العليل. ازهار دوار الشمس ببتلاتها الصفراء وقلبها الاسود تبحث عن شمس الكون الغائبة بعد دنسها الغرباء أعراب الشتات واستباحوا ساحاتها وسرقوا أجنة سنابل القمح الذهبيه وغاب خوار البقرات الممتلئات ضروعهن بلبن الفطرة السليمة نشتاق مذاقه وطعمه ذيانك الذي كنا نعدو له متلهفين مع تنفس الصباحات الوريفة بعد اداء صلاة فجر الخلاص. النش كما يندهها عشاقها تصغيرا وتمليحا تراودنا ذكرياتك ونحن نحتضن صدى قاعاتك طلابا واساتذة وسكانا في المنازل الحنينة والاليفة الشوارع المليئة بذكريات الجيران الرائعون. سنعود حتما لنعانق ترابك ونتمرق في احضانك نداعب سنابل القمح الذهبية وزهيرات القطن التي ستشرق عليها شمس جديدة وتدب في أوصالها الحياة.
