منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عميد م محمد الحسن جا الله يكتب : إلى جنات الفردوس الحاج سليمان ابراهيم دقق

0

عميد م محمد الحسن جا الله يكتب :

إلى جنات الفردوس الحاج سليمان ابراهيم دقق

يقول تعالى { كُلُّ مَن عَلَيها فانٍ * وَيَبقى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ }[ الرحمن: ٢٧ ]*

*ويقول تعالى { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيِّتونَ }[ الزمر: ٣٠ ]*
*و يقول عز من قائل { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ ما فِي الأَرحامِ وَما تَدري نَفسٌ ماذا تَكسِبُ غَدًا وَما تَدري نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَموتُ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ }[ لقمان: ٣٤ ]*

*قال صلي الله عليه وسلم( خيركم من طال عمره و حسن عمله )*

*لبى نداء ربه بقاهرة المعز صباح الأربعاء الثامن من يناير الجاري الوالد العزيز الحاج سليمان دقق ، بعد عمر مديد قضاه في صالح الأعمال و جليل الأفعال.*

*كان تشييعه مهيباً مشهوداً تنادى الأهل و الأصدقاء و عارفو فضله وأبناء الأبيض بالقاهرة إلى مقابر عين شمس لوداع والدهم الحبيب الحاج سليمان دقق، شارك في التشييع أبناء مولانا السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الختمية و رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، كان تشييعه إستفتاء لمكانة الوالد العزيز الحاج سليمان دقق*

*الحاج سليمان دقق أسم من الذهب و الألماظ و الماس وهو علمٌ على رأسه نار ، نجمٌ سامق و كوكبٌ لامع و قمرٌ ساطع و هرمٌ باذخ و جبلٌ أشم، حباه الله بكريم السجايا و الخصال وجمال الخلقة و الأخلاق، كان وجيهاً وضيئاً يشع النور من محيَّاه الوسيم بطلته البهية و وجهه الباسم الصبوح، عُرف بالتقوى و الورع منذ نعومة أظافره، شخصية قوية قيادية ريادية متفردة في كل المجالات، فهو السياسي المحنك و الرياضي المطبوع و التاجر الصادق الصدوق ، ورجل البر و الإحسان الأول بالأبيض لا يدانيه أحد في الجود و الكرم فهو حاتمُ عصره و زمانه، يخدم ضيوفه بنفسه في تواضع شديد وأدب جم ، شيَّد المدارس و المساجد، نصيرٌ للضعفاء و الفقراء و الأيتام و المساكين ، داره قِبلةٌ لذوي الحاجات، يغدق عليهم بكرمه ونواله ، كما عُرف بالشهامة و المروءة ، تميز بالحلم و بالحكمة و بالرأي السديد ، كان محبا للابيض معلقا قلبه بها كان يمنى النفس ان يقبر بثراها لكن شائت ارادة المولى غير ذلك ٠ ٠*

*برحيله انطفأ سراجٌ وهاجٌ كان يضيء للجميع الطريق في عتمة الليل البهيم ، كرَّس ونذر وقته و صحته و ماله لخدمة الناس وإسعادهم، و هو من الذين اختصهم الله بقضاء حوائجهم.*

*ولد الفقيد الراحل المقيم الحاج سليمان دقق بقرية البلل ريفي نوري في العام ١٩٢٦، شقيق كل من محمد الحسن ، محجوب و محمد أحمد و السر و أحمد وجمال ( طيَّب الله ثراهم أجمعين) وهو والد كل من محمد و محجوب وجمال ٠*

*انتقلت أسرته إلى مدينة الأبيض ،برز و سطع نجمه في عروس الرمال، تقلد العديد من المناصب منها رئيس الغرفة التجارية بالأبيض، رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم لدورات عديدة ، رئيس اتحاد المزارعين بولاية كردفان، إذ يمتلك الفقيد مشاريع زراعية كبيرة بمنطقة هبيلة. الفقيد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي بكردفان ، وعضوٌ ببلدية الأبيض و عضوٌ في لجنة المسجد الكبير و خليفة الطريقة الختمية ، كما اُنتخب مرات عديدة عضواً بالبرلمان عن دائرة مروي الجنوبية عام ١٩٦٨م التي أحرز فيها فوزاً كاسحاً ونصراً مؤزراً واكتسح منافسيه بفارق كبير من الأصوات و انتخب مرات عديدة عن دائرة الأبيض، كانت المدينة تخرج عن بكرة أبيها مرددة (دقَّق ، دقَّق لينا يحقَّق ) كان محبوباً و مقبولاً من الجميع يبجلونه و يوقرونه لتواضعه الجم لمشاركته أهل الأبيض جميعاً في السراء و الضراء، لا يفرق بين غني أو فقير. كما تقلد منصب نائب رئيس الاتحاد العام لكرة القدم لعدة دورات مع صديقه دكتور كمال شداد ، ترأس العديد من البعثات الرياضية للفريق القومي و الأندية في المشاركات الخارجية والدولية. كان محبوباً من اللاعبين لمعاملته لهم كأبنائه.*

*شارك الخليفة الحاج سليمان دقق في القافلة الدعوية التي نظمتها الطريقة الختمية لمنطقة جنوب كردفان في العام ١٩٥٣ و التي إستمرت لحوالي خمسة وأربعين يوما قدموا فيها الكساء و الدواء والطعام والتي اسلم فيها حوالي ستة عشر ألف شخص من أبناء المنطقة*

*كان الوالد الحاج سليمان دقق اجتماعياً من طراز فريد مجاملاً للحد البعيد، يجوب البلاد من أدناها لأقصاها مجاملاً في الأفراح و الأتراح تجده اليوم في نوري وغداً في بورتسودان ثم يعود لأم درمان ثم إلى الأبيض وبعد يوم يعود مرة أخرى لمدني. و هكذا يظل في طواف على كل مدن البلاد، لا يدانيه أحد في جبر الخواطر و المجاملة، لم يمنعه المرض وتقدم السن من المشاركات في السراء والضراء.*

*كان الوالد سليمان دقق زرب اللسان يملك ناصية البيان متحدث لبق و خطيباً مفوهاً يملك العقول و الألباب.*

*كان الفقيد قومياً لا يعرف الجهوية و لا القبلية و لا العنصرية يعامل الجميع بأدب واحترام وبمودة و وئام*

*كان الوالد سليمان دقق كبيرَنا و أميرَنا وحادينا و ربانَ سفينتنا و تاجَ رأسنا به نحتفي و نقتدي و نفاخر و بحبه و تقديره و تبجيله نجاهر ، لم يكن فخراً لأسرته و حسب بل كان فخراً لأهله و لمسقط راسه البلل و لعشيرته و لمدينة الأبيض و لكردفان الغراء أم خيراً جوة و برة*

*كان والدنا الحاج سليمان دقق وطنياً غيوراً يحمل الوطن في حدقات العيون. كان ابن السودان البار، البار بأهله و طنه.*

*إن الكلمات تتقاصر في حصر مناقبه و كريم خصاله، فمهما أُوتينا من مجامع الكلم لن نوفيَه النذر اليسير من حقه و مستحقه.*

*هذا غيضٌ من فيضٍ من سيرته الحسنة، ناصعة البياض، فقد قدم الكثير و لم يستبقِ شيئاً، جزاه الله عنا و عن الوطن خير الجزاء.*

*اللهم إنا نتضرُّع إليك باسمك العظيم الأعظم أن ترحمه و تغفر له و تكرم نزله. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا و الذنوب كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم نوِّر مرقده وطيَّب مضجعه وعطِّر مشهده و آنس وحشته وارحم غربته و يمِّن كتابه ويسِّر حسابه واجعل الجنة مستقره و مقامه، اللهم احشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا يا رب العالمين، اللهم جازه بالحسنات إحساناً و بالسيئات عفواً و غفراناً يا رب العالمين، اللهم أخرجه من ضيق اللحود و مراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود، يا رب العالمين. اللهم اجعل البركة في عقبه إلى يوم الدين.*

*✍️ابنك المكلوم*

*محمد الحسن جادالله منصور*

*الجمعة 10 / 1 /2025*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.