منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مزمل صديق يكتب : حياة ودمدني وموت سيف

0

مزمل صديق يكتب :

حياة ودمدني وموت سيف


ما اقسي الكتابة عن الوجع في عز الفرح، وما اقسي اختلاط مشاعر الحزن بالفرح، ولكنها مشيئة المولي سبحانه في خلقه ان جعل الحزن والفرح كالليل والنهار يتتابعان، في صباح يوم امس الجمعة (خير يوم طلعت فيه الشمس ) وبعد اداء عمي سيف الدين فضل الله صلاة الصبح في المسجد ومن ثم القي علي الحاضرين وقتها محاضرة دينية قيمة وفور عودته لمنزله (احس بطعنة تجاه قلبه المفعم بالحنين) وما ان وصل مستشفي الحوادث بالقضارف فاضت روحه الطاهرة الي بارئها ليخيم الحزن علي الجميع لجهة انه كان متواصلا عبر الواتساب حتي بعد السادسة صباحا قبل ان يلتحق بالرفيق الاعلي حوالي السابعة والنصف، فالحديث عن الراحل قد تكون شهادتنا فيه مجروحة ولكن احسب ان الجنة وجبت بحول الله وقوته بشهادة كل من يعرفه من حسن الخلق ونقاء السريرة انا لله وانا اليه راجعون.
* اليوم ونحن نتلقي مراسم العزاء في فقيدنا الراحل، انتصرت ارادة الشعب وقواته المسلحة الباسلة والقوات المساندة لها بدخول ام المدائن ودمدني، انتصار لطالما انتظره الشعب السوداني الصابر، انتصار اعاد للطبيعة هيكلتها بابعاد القتلة الماجورين مليشيات الدم السريع وليس الدعم السريع، بعد ان رسمت للتاريخ صورة ذات سواد كالح عن الانتهاكات في حق الوطن والمواطن، معلوم ان اركان الايمان خمسة ولكن القوات المسلحة والقوات المساندة لها اضافت لها ركنا سادسا في دواخل الشعب السوداني البطل، شعب لم ينكسر ولم ينحني بل التحم مع قواته المسلحة والقوات المساندة لها بصورة تحكي وتعيد للاذهان جيل البطولات، قوات كانت كالعهد بها الفرح اينما حل ابهج.
* خرجت جموع اطياف الشعب السوداني للشوارع والطرقات وقد عايشت فرحة شعب القضارف المخلص الوفي وفي اعين كل فرد فيهم مرسومة (ودمدني الفرحة)، انطلقت الاحتفالات التلقائية تزينها زغاريد حسناوات بلادي اختلطت مشاعر النبل والشهامة والعفوية وكانت المحصلة حب ودمدني الكبيييير في افئدة العامة بلا تمييز، حتي الاطفال رسموا اجمل اللوحات وهم يرددون عقيدة الوطن الجميل (جيش واحد شعب واحد )، اما المنظومة الامنية عنوان الولاء والصمود بالقضارف لا تعبر الكلمات عن وصف مشاركتهم فرحة الشعب فهم سيبقون الدرع الواقي اينما حلوا، احتفالات بالقضارف لم تشهدها المدينة من قبل حتي ظننا باننا في ودمدني الجمال وما اروع الشعب السوداني…
* ما بين موت سيف وحياة ودمدني التي كانت تحت ايدي الانجاس الملاعين مشاعر لا يمكن وصفها ولكن نحسب ان الفقيد الراحل الذي ظل مهموما باوضاع ودمدني وفي حالة ترقب دائم لخطوات القوات المسلحة والقوات المساندة في كافة المحاور الان يتقلب في سعادة سرمدية بين يدي َمن هو ارحم منا جميعا، وتظل ودمدني ايقونة الوطن الفسيح، فهي ارض التسامح والنضال وهي انطلاقة الحرية والانعتاق من مؤتمر الخريجين الشهير، وهي التقابة والدواية والفن والكورة، وهي الوسيطة جغرافيا والوسطية طبيعة شعبها، وهي المرؤة والشهامة وعبق التاريخ وحنين الذكريات، ودمدني وان تحدثنا عنها دهورا لن نوفيها حقها فللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق…
* اااااخر الكلام:
* بعودة ودمدني الي حضن الوطن تعود الحياة وتنكسر اخر شوكات التمرد الغاشم في منطقة الوسط واصبح تحرير العاصمة الوطنية الخرطوم مسالة زمن ليس الا فايقاع الاكورديون يسير بعبقرية القوات المسلحة والقوات المساندة لها بخطي متسارعة بعد ان افتقدت المليشيات كل شيء، لتبقي فاشر السلطان وجميع المناطق التي دنستها ايدي المليشيا مسالة زمن ليس الا وبعدها نفرح الفرح الكبير في حضن الوطن الجميل ويذهب الذبد جفاء ويبقي ما ينفع الناس…
* اللهم اغسل سيف الدين بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس وادخله اللهم مدخل صدق مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا انا لله وانا اليه… وبالله التوفيق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.