همسة وطنية
د. طارق عشيري يكتب :
تعزيز الهوية الوطنية الجامعة
نقترب من بلوغ عامين من الحرب التي مزقت النسيج الاجتماعي وأثقلت كاهل السودان بمآسي التهجير والدمار ، تأتي الحاجة الملحة لتوحيد الرؤية السودانية كخطوة أساسية لبناء مستقبل مشرق. إن تجاوز إرث الحرب يتطلب إرادة جماعية ومشروعاً وطنياً شاملاً يُلبي تطلعات كافة أبناء الوطن، بمختلف أعراقهم وثقافاتهم. توحيد الرؤية لا يعني تجاهل التنوع الذي يميز السودان، بل استثماره كعامل قوة يُسهم في صياغة مسار جديد قائم على العدالة، المصالحة، والتنمية المستدامة. الآن، وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج السودانيون إلى التكاتف والعمل معاً لوع أسس متينة تُعيد بناء الوطن وتعزز وحدته.
السودان بتاريخه العريق وثقافاته المتنوعة، يقف اليوم عند مفترق طرق بعد سنوات من الحرب التي خلفت جراحاً عميقة في جسد الأمة. لقد أظهرت الصراعات الماضية الحاجة الملحة لرؤية وطنية موحدة تعيد بناء الثقة بين المكونات المختلفة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار. إن توحيد الرؤية السودانية ليس مجرد مطلب سياسي، بل ضرورة حتمية لإعادة إعمار البلاد، معالجة آثار الحرب، وتأسيس نظام عادل يحترم حقوق الجميع ويضمن تنمية متوازنة تشمل كافة الأقاليم.
إن التحدي الأكبر يكمن في تجاوز الانقسامات وإعلاء المصلحة الوطنية فوق المصالح الضيقة، من خلال حوار جامع يعترف بالماضي ويصوّب مسار المستقبل. بفضل روح التضامن السودانية وقدرتها على النهوض من الأزمات، يمكن تحويل محنة الحرب إلى فرصة لتحقيق سلام دائم، وتحقيق مشروع وطني جامع يعكس طموحات الشعب السوداني في الحرية، العدالة، والمساواة.
يتضح أن وحدة السودانيين هي الأساس المتين لبناء السودان و وطن مستقر ومزدهر. وإن تجاوز التحديات الراهنة يتطلب تعزيز الوعي الوطني وتغليب المصلحة العامة على المصالح الضيقة. من خلال تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف، يمكننا تحقيق نهضة شاملة تعكس تطلعات الشعب السوداني نحو مستقبل أفضل. كما أن تعزيز الهوية الوطنية الجامعة والابتعاد عن الانقسامات يسهمان في تحقيق الاستقرار والتقدم.
