منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

همسة وطنية د. طارق عشيري يكتب :. الجنديه قيمة تتجاوز حدود الواجب

0

همسة وطنية
د. طارق عشيري يكتب :.

الجنديه قيمة تتجاوز حدود الواجب


الجندية هي أسمى تجسيد للولاء والتضحية، حيث تلتقي فيها القيم الوطنية مع شرف المسؤولية. إنها ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة نبيلة تهدف إلى حماية الوطن، والدفاع عن الأرض والعرض، مهما كانت التضحيات. الجندي هو حارس الأمل في عيون الوطن، وقدوة في الإصرار والصمود في وجه الصعاب.
في قلب المعركة، تكون الجندية قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، بل والمستحيل إلى واقع. هي قوة معنوية وجسدية، تتجسد في أولئك الذين يضحون بكل شيء من أجل الآخرين، مدفوعين بحب الوطن وشرف الخدمة. الجندي لا يقاتل من أجل نفسه، بل من أجل مستقبل الأجيال القادمة، ليضمن لهم العيش في وطن آمن.
في الجندية، لا يكمن المعنى فقط في السلاح أو التكتيك، بل في الشرف الذي يرافق كل خطوة، والوفاء الذي يحرك القلب. هي تضحية لا حدود لها، لأن الجندي يعرف أن الحرب ليست مجرد معركة ضد الأعداء، بل معركة مستمرة من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان، وعزة الوطن.الجندية هي قيمة تتجاوز حدود الواجب العسكري، هي مبدأ يرتكز على التضحية الكاملة بالنفس من أجل حماية الوطن والشعب. إنها امتداد لأعمق مفاهيم الشجاعة، حيث يقف الجندي في ساحة المعركة، لا تفصل بينه وبين وطنه إلا بضع خطوات من العزيمة والإيمان. الجندي هو من يسطر بدمائه أروع القصص عن الصمود، فمع كل ضربة وركلة يتلقاها، يقف أكثر إصراراً على الدفاع عن الأرض التي ينتمي إليها.
الجندية، في أسمى صورها، هي انصهار بين القوة الداخلية والإيمان الراسخ بأن حماية الوطن هو أعظم مهمة يمكن للإنسان أن يضحي من أجلها. فحين يُستدعى الجندي، لا يملك سوى أن يرد النداء بأعلى درجات الإخلاص، حيث يعزز في قلبه معنى الشرف والكرامة. هي حياة مليئة بالصبر على مشاق الحرب، ومثقلة بالهموم التي تلاحق الجنود، ولكنها أيضًا مشحونة بالأمل في الانتصار، أمل يضيء في أعينهم رغم كل الظلام المحيط.
الجندية تخلق في القلب قدرة لا تُقاس على التصدي لكل الظروف القاسية، فهي ليست مجرد ملابس أو أسلحة، بل هي روحٌ تدفع الجندي للمضي قدمًا مهما كانت التحديات. وفي داخل كل جندي، توجد قناعة راسخة بأن كل قطرة عرق أو دم ستظل تروي تربة الوطن، وتحفظ له عزته وكرامته. تلك هي الجندية، التي لا تعرف اليأس، ولا تفرط في حق الوطن، وتظل، مهما تطاولت الأيام، خالدة في الذاكرة كرمز للوفاء. تحية لكل مستنفر ولكل مجاهد ولكل من حمل السلاح ولكل من قدم عونا لهم ولكل جعل الوطن اكبر هم من حياته ولكل وطني غيور علي تراب هذا الوطن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.