د. بهاء الدين محمد الحاج السناري يكتب : بعض معاني ودلالات زيارة السيد/رئبس مجلس السيادة لدولة مالي
د. بهاء الدين محمد الحاج السناري يكتب :
بعض معاني ودلالات زيارة السيد/رئبس مجلس السيادة لدولة مالي
.دولة مالي كانت تعرف ب:الميرلي؛
.الرئيس المالي الحالي كان يعيش بالسودان ردحٱ من الزمن؛
.يلاحظ في الاستقبال أن الماليين كانوا يقدحون(الولاعات), وبعضهم يهتف: النار النار !؛ وكأنهم يقصدون سن النار(سنار)؛ والنار ولعت؛تعبيرٱ عن(الثقافة) التلقائية النابعة من الوجدان الشعبي المشترك؛
.مشاركة طرق الحج الافريقي، وإعطاء ميزة(اضافية) للحجاج الذين يتبركون بزيارة السودان الحالي؛ وقد كان يطلق على هذا الحزام في غابر الزمان:(الحزام السوداني)؛مماعمق تشرب الثقافة الاسلامية والعربية والافريقية في تمازج فريد؛ وهذا الحزام يضم عشرات القبائل المتداخلة والمتصاهرة والمتعايشة في محبة وسلام ووئام، ويلاحظ فيه غلبة الثقافة (السنارية) التي بذرتها(السلطنة الزرقاء), والممالك الاسلامية المختلفة في هذا الحزام وفي السودان الحالي تحديدٱ، وممالاشك فيه ان هذا المشهد يؤكد(حاكمية الثقافة)
على سبيل المثال:
لو اتيحت لكم زيارة لمدينة تمبكتو في مالي فستشعرون حقٱ: ان تمبكتو هي مدينة الثقافة؛ فهي مدينة ال333 ولي( من اولياء الله الصالحين)وهذا مسجل على لوحة كبيرة وبارزة في وسط اكبر ميادين المدينة،ايضٱ هم يحتفون بالصناعات اليدوية وتحتفظ هذه المدينة حتى اليوم بكافة اشكال الحرف التي كانت سائدة في العالم الاسلامي خلال العصور الفائتة، اما الحرف اليدوية فهي جميلة جدٱ وتشمل صناعة الجلود والمعدن والقماش فالملابس تكاد تكون جاذبة لكل من يزور الاسواق حيث جمال النقوش والتطريزات ، ويلاحظ انتشار الجلباب المسمى(كرتوم) اي الخرطوم، وعندنا الجلباب السناري(الجبة الانصارية او جناح ام جكو) وجلباب(على الله) والمدينة تزدهر بانتاجها الخزفي والزخرفي ونلاحظ الزخارف في المباني والابواب والشبابيك والمناور؛ والحرفيون يتوارثون الحرفة ابٱ عن جد ويستخدمون ذات الادوات القديمة…وكان الطوارق وغيرهم في حلهم وترحالهم يتركون امتعتهم الثقيلة ومخزونهم الغذائي في حراسة امرأة عجوز اسمها:(بكتو) فاشتهر هذا المكان باسم:(تين بكتو)؛ اي مخيم او مكان الوالدة بكتو، بعد ذلك تحرف الاسم مع الزمن واشتهر المكان وزادت اعداد الناس فيه واطلق عليه:(تمبكتو) تخليدٱ لاسم هذه السيدة الامينةعلى حاجات الضيوف والوافدين والنازحين واللاجئين…
لذلك اقام مركز سنار الاقليمي في العام 2019 بعض الانشطة في مركز احمدوبابا في تمبكتو اضافة لمعينات معلوماتية ولوجستية بقيمة حوالي عشرة الف دولار(ضمن ميزانية البرامج)؛ فماهي القواسم المشتركة بين سنار والسودان وتمبكتو؟:-
١. تمبكتو كانت تسمى ملكة السودان؛
٢. السودان به مدينة كبيرة وهامة تسمى (دار مالي)
٣. اسرار تمبكتو تصبح في السودان وسنار جهرٱ ومقامات حيث الاحفاد ينتشرون في ربوع سنار في التكينة وابوجيلي وروينا والحجيرات وأبلة وغيرها؛
٤. تمبكتو تنسب الى السيدة الفاضلة بكتو؛ وفي الروايات ان سنار في بعض الروايات تنسب الى السيدات الفاضلات الماجدات: سن النار وفنجة(اهلنا الفونج)؛
٥. سنار كان بها السيدة الماجدة ام خالد والتي كانت تساهم في كسوة الكعبة المشرفة؛ ايضٱ من سكان سنار لاحقٱ الماجدة فاطمة رجب( اخت الصحافي الاغبش/عبدالله رجب) حفيدة بني شيبة سدنة الكعبة الشريفة وحراسها وماسكي مفاتيحها؛ وبتول الغبشاء وحجاب النور؛
٦. منطقة غرب افريقيا كانت تتيمن بالفونج ويرون ان السودان النيلي يقع في ظلال الكعبة الشريفة؛ وبها ملوك عادليين عاليي المقدار لايظلم ولايضام عندهم احد؛ سنار يحفها النيل الازرق الدفاق،(احد انهار الجنة- العاديك الطوال ايديك:كناية عن التفرع المفيد-بحر سنار الجاري الذي عم الضهر والحضر), وتمبكتو تقع على نهر النيجر المعطاء(بمكن الرجوع لبعض اساتذتنا الاجلاء لمزيد من الايضاح)
٧. غرب افريقيا تحتفي بالفونج ولديهم ومحلية( محافظة ) اسمها محلية الفونج…
٨. في شرق سنار التقاطع توجد مقامات وجبانات لتسعة وتسعين وليٱ من اولياء الله الصالحين ،بما فيهم مؤسس العاصمة الخرطوم (الشيخ ارباب العقايد الخشن)ولما جيئ بجثمان الشيخ عبدالقادر ابوالحسنى/ الطاهر/ اقترحوا ان يتم دفنه بديم المشايخة ليكون الاولياء هنا بعدد حبات السبحة؛ وجوارهم مقام الشيخ/ مطيع ابن الشيخ /احمدالطيب البشير السمان(السماني) و مدافن وجبانات الفونج والعنج والهمج…وكرام المواطنين…
إضافة لذلك يوجد بهذه المنطقة العديد من الٱثار المهمة بمافيها المسجد العتيق وقصر السلطان وبقايا السوق القديم…ولكنها مطمورة وتحتاج لجهود كشف أثري…
اذن نتوقع الثمار الٱتية:-
١. إحياء المشارب الاسلامية في الحزام السوداني وتشمل مالي وجنوب موريتانيا والنيجر والسنغال وتشاد وتمتد إلى السودان الحالي وحتى اثيوبيا_ علمٱ بأن الكتلة السكانية اهذاالحزام قوامها مئات الملايين من البشر الصادقين؛ وتحت رعاية منظمة التعاون الاسلامي، والمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم(ايسيسكوlSESCO)؛
٢. تجفيف منابع الارهاب والغزو والأفكار المنحرفة في الغرب الأفريقي؛
٣. التكامل الدولي والاقليمي وتنشيط المؤسسات القائمة، مع التوجيه الإعلامي؛
٤. تفعيل المنظمات التي تعمل في مجال الوحدة والتضامن الافريقي وتطوير وتصحيح مستويات التعاون والتنسيق الاقليمي مثل:- الاتحاد الافريقي/الإيقاد/ النيباد/تجمع الساحل والصحراء…الخ؛ والتماهي مع استراتيجية القارة الافريقية2030م؛. مع نفخ الروح في:( مركز سنار الاقليمي للحوار والتنوع الثقافي), ليكون من الحواضن الاساسية لهذا البرنامج؛
٥. الاهتمام بالطرق القارية (خاصة السكك الحديدية)
مع تحيات :
( د. بهاءالدين احمد الحاج السناري)