منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

 قيد في الأحوال لواء م عثمان صديق يكتب : المهندسون .. الجنود المجهولون

0

قيد في الأحوال

لواء م عثمان صديق يكتب :

المهندسون .. الجنود المجهولون


بحمد الله وفضله ، في السودان مهندسون لا يقلّون تضحيةً عن الجنود المقاتلين ، وخاصةً مهندسو وفنيو وعمال الكهرباء . هؤلاء البواسل ظلوا يعملون في عملٍ دؤوب أربعةً وعشرين ساعة ، بنظام “الورديّات” المعروف ، لاينام لهم جفن ، رغم تعقيدات ومخاطر المهنة ، والتي لو غفل أحدهم لحظة ، تغدر به صعقة كهربية ترديه قتيلاً في الحال ، وكم من شهيدٍ صرعته الكهرباء ، قدّم حياته رخيصةً ، فداءاً لهذا الوطن الغالي ، وأمس الأول ضربوا أروع المثل في التضحية والثبات، وهم يقومون بإصلاح العطل من جرّاء الإعتداء الأول علي محولات السد ، من قبل مُسيّرات المليشيا ، والذي تأثرت به مناطق مروي وكريمة . وجاء خروجهم المحفوف بالعناية الإلهية ، بعد إصلاح العطل ، قبل ساعات من الإعتداء الثاني فجر الأثنين !.

هؤلاء الشرفاء ، اعتادوا في ظروف الشتاء القارس ، والصيف الحار ، والمطر الغزير، تسلُّق أعمدة الكهرباء ، يصلحون الأعطال.. يدخلون السرور في النفوس والبيوت ، حيث أضحت الكهرباء هي حياة الحياة .. بدءاً من إجراء العمليات الطبية ، إلي تشغيل المصانع ، والإضاءة ، والتبريد ، وتشغيل شبكات المياه ، وحتي شحن التلفونات .

ما أن تناقلت الوسائط أمس ، نبأ إستهداف محولات سد مروي بواسطة مسيرات ، حتي دخل البعض ، في حالات رعب واستياء عام ، باستحالة عودة التيار الكهربائي في الوقت القريب ، حيث تسببت “قطعة” الكهرباء في “قطعة” الفرحة بتحرير مدني .. وكان (قطعاً) مقصوداً ليُنقِصوا علي الشعب فرحته وحياته ! ، كما فعلوا ذلك يوم الفرحة الكبري .. يوم عيد الضحية “البفتحولو البيت” !.. لا يهمهم.. المهم هذا المواطن المغلوب علي أمره .. “ماينوم” !!.

لكن كان مهندسو الكهرباء “أولاد هذا المواطن”، ” قدرها “.. حين أعادوا الكهرباء في ساعات معدودة ! ، بين مُصدِّقٍ ومُكذِّب ! ، فكان التحدي .. وكان النجاح … وكانت إغاظة العدو !.. حتي المتخفِّي داخل القروبات.. يظهر !، حين يسعد ويتلذّذ ، بنشر خبر حريق محولات سد مروي ، ويحاول “يخفي نفسو”! … حين يضيف “حرقوها.. الله ينتقم منهم “! …. ثم هذا “الطابور” ، يكشف نفسه دون أن يشعر ، مع لحظة عودة التيار بقوله :” معقولة بالسرعة دي”؟!… ويتحرّج… وينكسف ، فيجد صحبه حوله !… ويتفشٍّي خبر أكبر مرجف في المدينة !.

آخر القيود :
أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم بمكافأة من صنع معروفاً، وقال :(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتي تروا أنكم قد كافأتموه) رواه أبو داؤود.

اللهم أسعد قلوب مهندسي وفنيي وعمال كهرباء السودان ، مثلما أسعدوا قلوب أهل السودان ، اللهم احفظهم من كل سوء ، اللهم حقق مرادهم مثلما حققوا أماني أهل السودان.

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
14 يناير 2025
قيد رقم (302)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.