البعد الاخر د. مصعب بريــر يكتب : الجيش جيشنا .. نحنا اهلو وبنستاهلو ..!
البعد الاخر
د. مصعب بريــر يكتب :
الجيش جيشنا .. نحنا اهلو وبنستاهلو ..!
– هذا المقال نشرناه الخميس (10 اغسطس 2023م) ، واعدنا نشرة (17 فبراير 2024م) احتفاءا بالتقاء جيش كررى بجيش المهندسين الذى شكل نقطة تحول مفصلية بالحرب كان لها مابعدها و نعيد نشره اليوم فرحة بعودة مدينة ودمدنى الحبيبة ..
– سادت مدرستين عسكريتين فقط مرجعيات العلوم العسكرية بالعالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وهما المدرسة الاميريكية والمدرسة الروسية ، الا ان حرب السودان الحالية بشرت بدخول مدرسة عسكرية ثالثة فرضت نفسها عنوة واقتدارا ، وهى المدرسة السودانية وذلك بشهادة العديد من خبراء العلوم العسكرية وتحليلاتهم المنشورة حول التكتيكات العسكرية الفعالة والكفاءة العالية التى ادار بها الجيش السودانى خطة دحر مؤامرة تمرد قوات الدعم السريع المعلومة التجهيزات العسكرية واللوجستية والاسنادية والمرتكزة على جيش المرتزقة عبر القارات ودعم دويلة الشر وخيانة الجوار البغيض وجوقة العملاء الرخيصين وتفاهة أحزابنا الكرتونية ..
– اكثر السناريوهات تفاؤلآ اجزم بان التحضيرات المبزولة والتآمر المفضوح للذراع السياسى للتمرد الممثلة فى (قحت المركزى) ونسختها اللاحقة (تقدم) ، والتآمر الدولى الصارخ والاسناد الضخم بالمرتزقة والذى وصل حتى لمرحلة تجنيد ذوى الجرائم الخطيرة بسجون بعض دول افريقيا وكاتيلات كولومبيا والدفع بهم لاسناد التمرد باعتراف قيادة بعض الدول (كدولة النيجر) و (كولومبيا) ، والهالة الاعلامية المهولة التى صاحبت انطلاق عمليات التمرد ، بل واعلان مرتزقة التمرد بفيديوها مبثوثة سيطرتهم على السودان كانهم كائنات فضائية غزت الأرض لأول مرة ، فاكثر السناريوها تفاؤلا كان يجزم بان الجيش السودانى لن يستطيع الصمود لـ 72 ساعة على اقصى حد ليتم تصفيته بالكامل ان لم يعلن استسلامه الفورى ..
– بل ان بعض المحللين العسكريين اجزم بان الاستعدادات العسكرية واللوجستية وجيش العملاء والمرتزقة والمجرمين الذين تم اطلاق سراحهم من السجون والسياسيين الماجورين والمرشدين الخونة من المتعاونين مع العدو ، الذى تم حشده لمعركة الخرطوم ، لو تم وضعه بنفس السناريو مقرونا بالسيطرة على الأرض التى حققها الدعم السريع قبل الحرب (فى زمن الغفلة) بالتواجد الكثيف لقواتة بكامل راتبها الحربى بمؤسسات ومعسكرات ولاية الخرطوم حتى قبل اطلاق الطلقة الأولى ، لو تم ذات السناريو بلندن لسقطت فى أربعة وعشرين ساعة ..
– الا انه بحول الله وقوته ، ودعاء الخلص من ابناء الشعب السودانى ، نجح الجيش السودانى بسرعة فى أخذ زمام المبادرة و وضع تكتيكات فعالة لامتصاص الصدمة الأولى باقل خسائر ممكنة ، وفى نفس الوقت اكمل الجيش خطة دحر وتفكيك التمرد بتبنى تكتيك الـ(خطوة بخطوة) ، مع التركيز على تدمير القدرات النارية للعدو استنادا على معرفته بالسلوك القتالى وتكتيات العدو المزهو بقوته الباطشة واعلامه الطاغى والصوت العالى لعملائة ومستشاريه من الخونة الذين برروا جرائم التمرد دون حياء أو ذرة نخوة وطنية تنفيذا لاهداف كفلائهم المعلومين ..
– سرعان ما قلبت هذه الخطط الفعالة الطاولة تحت اقدام الغزاة والمتامرين معهم ، وتوج ذلك بانتصارات الدبلوماسية السودانية بمجلس الامن و الذى تم استعجال جلسته بواسطة الرباعية لفك الحصار المفروض على المتمردين على الأرض ، فاعتراف المجتمع الدولى من داخل مجلس الامن بان استقرار السودان هو مفتاح استقرار الجوار الافريقى يوضح بجلاء حجم الورطة التى يعيشها المتامرين الدوليين الان ، فتداعيات فشل مشروع احتلال السودان عبر عملائهم انفجرت كما نرى الان بجميع دول الاقليم بل تنذر بمواجهات دولية جديدة بدول التآمر التى تعلو اصوات طبول الحرب فيها الان ، ويبدو ان المتمرين الان يتجرعون مرارة تخلى حلفاؤهم الدوليين و ذراعهم السياسى عنهم ، والشاهد على ذلك ادانة الدعم السريع وتحميله جرائم الحرب عبر انتهاكات القوانين الدولية تجاه المدنيين و ممارسة ابشع انواع التطهير العرقى التى اعلنها مجلس الامن وبعدها الولايات المتحدة الامريكيه ، فهى رسالة قاتلة لداعمى التمرد ، وأعقبت هذه التحولات الدولية مقرونة بانتصارات الجيش الباهرة على الأرض هرولة المحايدين واغتسال المتلونين المعروفين من رجس التمرد عسى ان يقلل ذلك من خسارتهم المنتظرة ..
– و تم حينها قبر فولكر وكسر شوكته الوهمية ومنعه من تقديم الاحاطة حول السودان بمجلس الامن بموقف حاسم من حكومة السودان جعلت المتعلقين باستار البعثة الاممية حالهم كحال تعلق عملاء امريكا بعجلات طائرات الاجلاء الشهيرة بافغانستان .. فقرارات قطع الطريق أمام التدخل الاجنبى وادانة حكومة النيجر لارسالها قوات مكونة من 6000جندى تحارب كمرتزقة غزاة اجانب مع الدعم السريع بالخرطوم تؤكد اطلاق يد السودان لحسم التمرد ياعتباره مهدد امنى داخلى ، كل هذه المستجدات تعتبر تحولا كبيرا فى المواقف الدولية تجاه قضية السودان العادلة ..
– ويعد دعم مجلس الامن الدولى لمبادرة دول جوار السودان لاحلال السلام ، وتشجيع المجتمع الدولى للاطلاع بدور فعال فى خطط اعمار مادمرته الحرب ، نقطة ضوء فى نهاية نفق الحرب المظلم ، ونهاية متوقعة لكيد عملاء الخارج وكفلائهم المندحرين الذين وصلوا لمرحلة التلويح بالتدخل العسكرى وتكوين حكومة منفى فى لحظات هستيريا الكيد الاجنبى الرخيص ..
بعد اخير :
يحق للشعب السودانى الابى ان يفخر بجيشه العظيم وقدراته الكبيرة و خبراته التراكمية التليدة ، و لنتغنى باهازيج الفخر البازخ “الجيش جيشنا .. نحنا اهلو و بنستاهلو” ، ولا عزاء للعملاء والماجورين والخونة والمارقين .. فإن عهد الطلس والسواقة بالخلا قد ولى الى غير رجعة ، وعهد الوصاية على الشعب قد انتهى ، فمن اراد تولى الحكم بالسودان فليجهز نفسه للتنافس الشريف عبر صناديق الاقتراع و الانتخابات الحرة النزيهة و على سياسى الغفلة الاطلاع بتمعن على امواج الفرح التى غطت كل السودان ومدن العالم فرحة بانتصارات الجيش السوداني العظيم بولاية الجزيرة وتحرير ود مدنى عنوة واقتدارا حتى يتلمسوا مدخلا آخر لقلوب الشعب السودانى الذى لم يجدهم فى محنته الحالية ، و يجب ان يتم اعادة هيكلة المنظومة السياسية المدنية القائمة حاليا قبل أى تداول ديموقراطى قادم للسلطة ، على ان يحكم ذلك قوانين ولوائح ضامنة لترسيخ الممارسة الديموقراطية داخل الاحزاب السياسية بدلا عن سيادة نظام االاحزاب الأسرية و احزاب الرجل الواحد و الشلليات و عصابات المتاجرة السياسية والعمالة والارتزاق واصحاب الولاءات والجوازات المزدوجة التى ابتلى بها نظامنا السياسى المدجن للخارج منذ الاستقلال .. والله اكبر على العملاء والحمدلله الذى أخزى اعدائنا واعز جندنا الشرفاء .. نسأل الله القبول لشهدائنا الأبطال وان يشفى الجرحى ونساله تعالى عاجل الفرج للمأسورين والعودة للمفقودين ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاحد (12 يناير 2025)
[email protected]