منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

و قل اعملوا / د. عبدالله جماع يكتب : هل هي عقوبات .. ام معوقات امريكية ؟

0

و قل اعملوا / د. عبدالله جماع يكتب :

هل هي عقوبات .. ام معوقات امريكية ؟


قال احد الخبراء الامريكان: ان افضل عمل تقوم به الادارات الامريكية، هو اتخاذها القرار الخطأ!! واورد بعض الامثلة علي ذلك. منذ حرب فيتنام ثم الازمة الكوبية وتدخلها متأخرة في الحرب العالمية الثانية واستخدامها للسلاح النووي علي اليابان( قنبلة هيروشيما) ، ثم بافتعالها كذبة بلقاء لحرب العراق وغزوه في 2003 ، ثم تدخلها السافر في افغانستان بزعم محاربة الارهاب وتنظيم القاعدة ، وخروجها منها ذليلة صاغرة تجرجر اذيال الهزيمة. بعد خسارتها ماديا وبشريا مع فقدانها لسمعتها كدولة عظمي. ولن تتوقف المواقف الخطأ والتخبط الامريكي علي مدي تاريخها المعاصر.. كما لن ينسي لها العالم مدي تهورها ووقوفها مع اسرائيل ودعمها المبالغ فيه و اللامعقول، بصورة حتي ادهشت اسرائيل نفسها ابان انتفاضة الاقصي في 7 اكتوبر 2023 . اما عن علاقتها مع السودان و منذ خمسينات القرن الماضي. ومع كافة الحكومات التي تعاقبت في حكمه فأنها تسير في نفس نهجها المتخبط حتي مع كل الرؤساء الذين كانوا يخضعون لها بالولاء والطاعة منذ عهد عبود فالنميري و مع امتثالهم لها بكامل شروطها ورغباتها. ومع ذلك غدرت بهم. اما في فترة الديمقراطية الثالثة فناصبت الصادق المهدي العداء المستتر ولم تحترمه حتي حينما زارها في عقر دارها ، وهو رئيس وزراء منتخب. بحجة ان له ميولا ايرانية.. ناهيك عن البشير المتهم من قبلها بدعمه للارهاب وحرب دارفور ..ثم جاءت حكومة الثورة التي اطاحت بخصمها اللدود البشير بقيادة حمدوك . وايضا لم تحظ حكومته بكامل الرضا والقبول من قبلها فكانت تنظر لها بعين مغمضة واخري ( مفتحة) . فهكذا هي السياسة الامريكة دوما مع الحكومات المتعاقبة التي حكمت السودان. فهي معك وفي نفس الوقت هي ضدك تريدك عليلا علي طول .. اما منهجها فهو واحد التخبط والازدراء المهين للشعوب .فالذي لم تفرض عليه عقوبات اقتصادية او سياسية كا لانقاذ .فانها تتبع معه سياسة اللامبالاة ( والعقلتة) كما هو ماثل الان مع حكومة السودان بقيادة البرهان وقبلها كان مع حمدوك. (فلن يعجبها العجب ولا الصيام في رجب)..و علي الرغم من التأييد الشعبي الكبير والالتفاف الجماهيري الذي يحظي به البرهان، وهو يقود اخطر واشرس الحروب مدعومة من عدة دول بأعتراف امريكا نفسها بقيادة الامارات اصغرها مساحة واكثرها ثراءً وفحشا. وبدلا من الوقوف مع ارادة الشعب وطموحاته الا انها مع ذلك تراها متمسكة بهوايتها المفضلة والمتمثلة في نهج سياسة فرض العقوبات.ففرضت عقوباتها علي البرهان صاحب اضخم شعبية واوسع جماهيرية. وانبل قضية علي الاطلاق . وهو يؤدي واجبه الدستوري والوطني. الذي يحتم عليه القيام به في الدفاع عن شعبه وحماية ارضه ووحدته. من قبل مجموعة مليشيا متمردة تسعي لتفتيت وتجزأة البلاد. ومع ذلك كله لا يسع امريكا الا اتخاذ القرار الخاطئ والظالم والمتعجرف. في حق الشعب السوداني وذلك بفرض عقوباتها علي قائده البرهان. ولكن فورا جاء رد الشعب السوداني بأكمله رفضا واستنكارا ومناهضة لتلك العقوبات الظالمة. ردا يتناسب مع حجم ومؤاذرة الشعب السوداني لقائده ورمز عزته وكرامته. وهو يقود حرب الكرامة ضد الغزاة والمليشيا والمرتزقة. ومع ان الادارة الامريكية الحالية بقيادة بايدن ستغادر البيت الابيض خلال 48 ساعة لتسيلم القيادة الي الرئيس ترامب. الا ان بلينكن نعي حكومته في اخر دقيقة له بالبيت الابيض بفشلها في انهاء حرب السودان.. ولكنه لم يسأل نفسه ماهي اسباب فشله وحكومته في ذلك؟ .في نفس الوقت امريكا رافضة لتوقيع وقف اطلاق النار في غزة الذي وُقع عليه قبل يومين مع اسرائيل في قطر. مع قبول وموافقة اسرائيل عليه. مما حدا بصحيفة ها ارتس الاسرائلية ان تكتب في افتتاحيتها قائلة.. بأنه لو فرض لاسرائيل ان احتلت كل الشرق الاوسط لكنها مع ذلك لن تستطيع هزيمة حماس.. وهذا تأكيد لاختيار امريكا المواقف الخطأ دوما ضد ارادة ورغبات الشعوب.. وليس هناك افصح وابلغ مما قاله ترامب عند اشتعال حرائق امريكا الان والتي فشلت السلطات في اخمادها او معرفة اسبابها. حيث قال قولته المشهورة. لقد ظلت امريكا علي مدي تاريخها الطويل تنفق المليارات لحماية ممالك وامارات الخليج من ايران . واليوم لم نستطع حماية انفسنا في امريكا من نيران قضت علينا وعلي ممتلكاتنا… و هذا يؤكد قول خبراءها ( بأن افضل ماتقوم به امريكا هو اختيارها للموقف الخاطئ) واما فرض عقوباتها علي البرهان رغم شعبيته الكبيرة التي يتمتع بها ينفي تمشدقها ومطالبتها بالحكم المدني المقرون بطبيعة الحال بالتفويض الشعبي ومع ذلك كله يطلع( كلام ساكت) ..فسياسة العقوبات بالنسبة لامريكا زي( الحمدُ الفاتحة في الصلاة) و لكن بالنسبة للشعب السوداني.. تندرج في تراثياته المعهودة( الجمل ماشي والكلب بنبح).. فهي مجرد معوقات لايقاف الحرب وليست عقوبات.. فها هي اسرائيل طفلتها المدللة رغم ذلك ( قالت وبكل قوة عين لو هي احتلت الشرق الاوسط باكمله فلن تستطيع هزيمة حماس)..فلماذا هذه العقوبات اذا؟ ويبدو انما هي مجرد معوقات لاثناء الجيش السوداني من اكمال مهمته لدحر مليشيا التمرد واعادة المواطنين لديارهم.. اما لو كانت امريكا تعلم ان البرهان يمكن ان يحظي بكل هذا التأييد والاستنكار لعقوباتها تلك لفكرت الف مرة ولكن( المشتهي الحنيطير يطير) ختاما صاحب هذه السطور وتنسيقيته ( الرزيقات) التي في قيادتها يعلن وقوفه و يضم صوته لكل سوداني حر ومخلص واقفا مع جيشه وشعبه ضد هذه العقوبات الطائشة…
01125315079
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.