محمد التجاني عمر قش يكتب: يا أيها المليشيا تخارجوا بدون زوبعة!
محمد التجاني عمر قش يكتب:
يا أيها المليشيا تخارجوا بدون زوبعة!
لدينا مثل في كردفان يقول “المطرة لمن تبقى ماشية بتكتر الطراقيع” بمعنى أن الصواعق تكثر وتزداد أصواتها وهي تؤذن بنهاية موسم الخريف والأمطار، ومع ما يرتبط بالخريف والمطر من فوائد وخيرات لا تحصى ولا تعد، إلا أن المثل يضرب للشخص يطيل الإقامة بين الناس، وهو مرحب به ومحترم ومقدر بينهم، ولكنه عندما يريد المغادرة يقوم بأفعال وتصرفات غير محمودة، ومع أن المليشيا لم تجلب لنا إلا الدمار والخراب والسلب والنهب وانتهاك الأعراض والحرمات، فإن المثل أعلاه ينطبق عليها بدرجة كبيرة؛ ذلك لأنها الآن تترنح كالذي يتخبطه الشيطان من المس تحت الضربات الموجعة التي سددتها قواتنا المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرون ضد هؤلاء الأوباش في أكثر من موقع في مسرح العمليات سواء في مدني وبحري والخرطوم وبابنوسة والفاشر وفي الصحراء وأم درمان وغيرها من المواقع التي تكبدت فيها المليشيا خسائر موجعة في الأرواح النتنة والعتاد القادم من دويلة الشر والدعارة عبر ليبيا وتشاد وجنوب السودان.
ومع هذا الوضع المزري الذي تمر به المليشيا إلا أننا نراها تكثر الصراخ والعويل وتطلق التهديدات الفارغة كالمطر عند نهاية الخريف تماماً. وعلاوة على ذلك تشن المليشيا هجمات غاشمة بالمسيرات على المرافق الحيوية في الشوك ودنقلا وغيرها من المواقع ظناً منها أن تلك التصرفات سوف توهن عزيمة الجيش والشعب السوداني وما درت أن قواتنا المسلحة والقوات المساندة لها بكل مسمياتها مصممة تصميماً لا رجعة فيه على إخراج البغاة والغادرين من أرض السودان وتطهيرها من دنسهم من أقصى الشرق حتى أم دافوق غرباً؛ وهذا لعمري وعد غير مكذوب بإذن الله تعالى، فقد عقدت قواتنا المسلحة العزم واعتمدت بعد الله تعالى على مؤازرة الشعب لها وهي تمضي بخطى ثابتة لتحقيق الهدف المنشود أي القضاء المبرم على المليشيا والمرتزقة وأعوانهم والمتعاونين معهم بلا هوادة أو تراجع.
لقد كثرت هذه الأيام تسجيلات عناصر المليشيا وهى تصرخ وتئن وتتوجع وتتوعد وكل ذلك ما هو إلا ارهاصات بقرب هلاكها المتوقع قريباً وخروجها مذءومة مدحورة من هذا الوطن الحبيب الذي فتح ذراعيه لكثير من مواطني دول الجوار الإفريقي ولكنهم عضوا الأيدي التي مدت لهم وأحسنت إليهم ولم يحفظوا الود ولا راعوا الوفاء وإلا لما كانت مجموعة من السودانيين قد لقت حتفها غدراً وخيانة في جوبا التي طالما تغنى لها الشعراء والمطربون في السودان ” يا جوبا مالك عليا، ويا مسافر جوبا” ولكن مثيري الضغائن والباحثين عن الصيد في المياه العكرة أوقعوا البغضاء والفتنة بين شعبين كان يضمهم وطن واحد حتى أن بعضهم حمل السلاح ليقاتل في صفوف المليشيا! ليس هذا فحسب، بل إن الأحباش والشاديين الذين آواهم السودان وفتح لهم فرص الإقامة والعمل في كل مدنه خانوا العشرة وركبوا قطار الارتزاق وسيعلم الجميع من هؤلاء أي منقلب سينقلبون بعدما تدور عليهم الدوائر بإذن الله تعالى، فالأيام دول.
باختصار فإن ما نسمع ونشاهد من هجمات وتصريحات تطفح بالكراهية والعنصرية البغيضة هي في واقع الأمر إرهاصات بقرب تجاوز السودان لهذه المحنة التي أعدت لها دول كثيرة مستخدمة بعض من كنا نظنهم من أبناء جلدتنا ولكن أثبتت الأحداث المريرة غير ذلك تماماً، فهؤلاء جميها عملاء باعوا أنفسهم بثمن بخس لشيطان العصر ودوائر المخابرات والصهيونية العالمية وها هم الآن يجرجرون أذيال الهزيمة نتيجة صبر وعزيمة الشعب السودان التي لم تنهار، ومصابرة وإصرار قواتنا الباسلة على تحقيق النصر المبين وقد أوشك أن يتحقق ولله الحمد؛ ومع ذلك لابد من اتخاذ كافة خطوات وإجراءات الحيطة والحذر حماية لهذا النصر وحفاظاً على مكتسبات الشعب السوداني ومرافقه الحيوية وأرواح الناس فوق هذا وذاك.
يا أيها المليشيا كفوا عن التهديدات الفارغة فإنها لا تخيف الأسود وقد خبرتموهم في المدرعات والفاشر ومدنى وجبل مويه وغيرها من المواقع فكانوا في جميع الأحوال عناصر صلبة لم يخيفها أزيز المدافع فما بالك بالكلام، وتخارجوا بدون زوبعة، إذا وجدتم مخرجاً.
21/1/2025