منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الركابي حسن يعقوب يكتب : *من يضحك أخيراً يضحك كثيراً*

0

الركابي حسن يعقوب يكتب :

*من يضحك أخيراً يضحك كثيراً*

مثل قاله الناطق الرسمي باسم الجيش العقيد النطاسي نبيل عبد الله في ختام مداخلة رصينة له مستضافاََ على الهواء في قناة الجزيرة مباشر رداََ على أسئلة مضيفه أحمد طه الذي أكثر عليه ترديد أسئلة يشكك بها في قدرة الجيش على حسم المعركة.

ذكّر الناطق الرسمي باسم الجيش المذيع أحمد طه بهذا المثل ملخصاََ له الوضع بكبسولة بحجم هذا المثل، أن الجيش سينتصر في نهاية المطاف لأن العبرة بالخواتيم.

ويومئذ كانت الحرب سجال والعدو (نافش ريشو) يصول ويجول كالهر يحكي انتفاخاََ صولة الأسد وينتشر بطريقة عشوائية أقرب إلى الاستعراض وتبدو للناس ظاهرياََ أنه ممسك بزمام الأمور ومسيطر على الميدان.

فجاءت هذه العبارة من الناطق الرسمي مؤثرة، وكان وقعها مختلفاََ ومتضاداََ وفي اتجاهين مختلفين ، ففي جانب الصف الوطني المناصر للجيش كان وقعها محفزاََ ومبشراََ بنصر مؤكد آت ولو بعد حين، أما في جانب صف العمالة والارتزاق والخيانة الذي تتولى كبره ميليشيا آل دقلو وسفهاء ما يسمى ب (تقدم) فقد زادتهم رجساََ إلى رجسهم، وغروراََ على غرورهم ووهماََ على أوهامهم فظنوا وكل ظنهم إثم أن ذلك مؤشر على انكسار الجيش واعترافاََ منه بالعجز ونذيراََ بالهزيمة.

وصدّقوا أوهامهم فتعالت أصوات مستشاريهم البؤساء في الفضائيات يتوعدون ويهددون ويكذبون ويفترون على الناس وبعضهم من فرط خفة عقله وسذاجته ضرب ميعاداََ لاستلام السلطة وبسط السيطرة على البلاد بطولها وعرضها.

ونسي هؤلاء أو تناسوا أن مالك الملك هو الله وحده يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، وأن العزة لله وحده ، يعز من يشاء ويذل من يشاء، وأن الخير كله بيده.

اغتروا بما لديهم من عدة وعتاد وأموال فافتتنوا بذلك، فقارون العصر وراءهم يمدهم بالمال والعتاد الحربي الحديث ويجلب عليهم بخيله ورَجْلِه ويزين لهم أعمالهم ويعدهم ويمنيهم بألقاب مملكة في أرض السودان تكون سَلَمَاََ لهم لا ينازعنهم فيها أحد، وما درى أنها في غير موضعها وأنه اختار الدولة الخطأ.

لكن ولأن الله لا يهدي كيد الخائنين فقد توالت عليهم الهزائم والنكبات، وجاءهم الموت من كل مكان، وكان عتادهم وسلاحهم غنيمة للجيش وشركائه المقاتلين في صفه كالبنيان المرصوص، كلما أرسلت لهم الدويلة مدداََ وقع في أيدي الجيش، وكلما أبرموا أمراََ لضرب الجيش كان ذلك عليهم وبالاََ.

انتشروا في قرى الجزيرة كالجراد يعيثون فيها فساداََ وإفساداََ وقتلاََ وتنكيلاََ بالمدنيين والأهالي العزل يسرقون وينهبون وينتهكون الأعراض والحرمات، يدنسون بيوت الله ويأتون فيها المنكر، ثم يكبرون ويهللون ويزعمون أن القتيل فيهم شهيد، وأن الحي منهم منتصر (نصُر أو شهادة) هكذا ينطقونها، وما علموا بجهلهم أنهم هم الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاََ.

إن النصر العزيز الذي منّ الله به على الشعب السوداني بالأمس على تحالف ميليشيا آل دقلو وتقدم هو مصداقاََ لوعد الله الذي لا يخلف الميعاد، فما نصر الله باطلاََ على حق أبداََ ، فالحق ظاهر والباطل زاهق.

هو نصر لكل وطني غيور على وطنه ودينه وعرضه وهزيمة لكل مرتزق عميل باع نفسه في سوق النخاسة الدولي فصار عبداََ مملوكاََ لا يقدر على شيء وأصبح الآن بعد هذا النصر المؤزر كَلٌّ على مولاه.

لقد قدم الجيش السوداني دروساََ غير مسبوقة في فنون القتال والتخطيط الحربي ما أثار دهشة المتخصصين في الدراسات العسكرية والاستراتيحية وهو يواجه أكثر من 17 دولة تكالبت عليه بكل ما أوتيت من قوة ومكر وتحامل لتركيعه لكنه إستطاع أن يفرق جمعهم ويشتت شملهم ويبطل مكرهم فانقلبوا خائبين مدحورين منكسرين، فتهافتوا يطلبون التفاوض ووقف القتال والحل السلمي وما شابه.

وسارع الكثيرون إلى محاولة القفز من المركب لما تيقنوا أنها لا محالة غارقة، بعضهم تنصل عن انتمائه للميليشيا، وبعضهم تبرأ منها مبدياََ أسفه، وبعضهم ممن كانوا في المنطقة الرمادية من أهل (لا للحرب) تسللوا لواذاََ لحجز مكان لهم في المساحة البيضاء وقد كانوا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ينتظرون من تكون له الغلبة للانضمام إليه، إنهم المنافقون تجدهم في كل عصر وحين.

حسم الجيش المعركة على الأرض، وتشتت شمل الميليشيا، هلك 90٪ من قياداتها الميدانية، وما بقي منهم مصيرهم لن يكون إلا هاربين مولين الأدبار، وإما مستسلمين خاضعين ، وإما مقتولين هالكين.

ابتدروا الحرب وأطلقوا الرصاصة الأولى، لكنهم عجزوا تمام العجز عن إنهائها وفق ما يريدون، استمطروا الحصو
فاستحقوا غضب الله وسخطه، وبطروا النعمة التي كانوا يتقلبون فيها سلطة ومال وجاه، فسلبها الله منهم، فبعد أن كانوا يتنعمون في القصور بعضهم سكن القبور، وبعضهم هام في الصحاري، وبعضهم يتنقل متخفياََ بين الدول متسولاََ يتكفف الناس ويعرض خدماته وخبرته في العمالة والارتزاق ليكسب عيشه وما أبأسه من عيش وما أتعسها من حياة.

غداً تطيب جراح الشرفاء من الشعب السوداني الذي صبر وناصر جيشه، وسيذهب الله أذى كل من تأذى من عمل هؤلاء الأوباش وسيخلف الله لكل من نهبت ممتلكاته وشرد من بيته وموطنه ويرفع الله بها الدرجات ويحط بها السيئات، ومن قتل مظلوماََ فهو في ضيافة الله شهيداً حياََ يرزق يتقلب في نعيم الجنة ورياضها.

فهل يستوي هو ومن هلك وفي حوزته مسروقات وفي رقبته دماء الأبرياء، تلاحقه لعنات من ظلمهم في قبره..!!
لا يستويان مثلاً..
وعند الله تجتمع الخصوم..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.