الشفيع احمد عمر جميعابي يكتب : *مساء الإنتصارات*
الشفيع احمد عمر جميعابي يكتب :
*مساء الإنتصارات*
اليوم كان طويلا شاقا و مرهقا …
كم من إنفس مضت إلى السماوات العلى وعلى الدرب ينتظر رجال و أبطال
الحمد لله حمدا يوافى نعمه ويكافئ مزيده ..
بتوفيق المولى عز وجل و بدعاء المخلصين ..كان الظفر وعلت البسمة الوجوه المتعبة …
كان الوعد متصلا و اليوم هو وفاء العهد …
بدأ الزحف المبارك متوازيا و مرتبا …
كان تشكيل حدوة الحصان مجهزا و مكتملا ..
جاهزية التسليح ..و قوة وصلابة القادة والجنود كان عاملا حاسما للمعركة ..
كنا نتابع المعركة من ليلة البارحة ساعة بساعة ..
إشفاق وخوف و ترقب ..
تكاد تسمع ضربات القلب.. فهؤلاء المجرمون شيمتهم الغدر و الخيانة و طعن الظهر …
كان التكتيك باهرا ، و الهجوم مباغتا قويا و التصميم على كسر شوكة العدو غاية و مقصدا ..
وعندما حانت ساعة شمس وسط السودان للمغيب غابت معها كل عنتريات الهوج الملاقيط مأجورى الثمن ساقطى الأخلاق و المروءة والفضيلة ..
كسبت فى النهاية قواتنا المسلحة المعركة و كسرت ظهر المليشيا ، وتحطمت اسطورة الضلال الجوفاء تحت أقدام الرجال الشجعان….
وانتصرت إرادة الأمة القوية ..
كان الزحف بمثل سير مجرى النيلين الأزرق العاتى الهادر من تخوم مدنى و أبو حراز.. و الأبيض الهادئ الوديع من مطالع العرشكول و الأعوج الدرب (العديل)
لينعم أهل بحر أبيض بدخول الجيوش إلى (نعيمة) الإسم الرمز و المعنى الكبير …
ثم تواصلت المسيرة المباركة الظافرة باكرا و مضت تحفها الدعوات المرسلة الصادقة ……..
شرقا
رفاعة
تمبول
الجنيد
الهلالية
برنكو
غربا العيكورة الدوينيب
خلاوى الفادنى
ود هجا
عمارة أبيد
أربجى
أم دغينة
الضقالة الحصاحيصا
و أبو فروع
غربا وادى شعير
حلة سعيد
طابت الشيخ عبد المحمود …
والزحف المبارك يمضى شمالا ليعلن النهاية الحتمية لهذا الكابوس الذى جثم على صدور السودانيين زمنا يحسبه الناس بمقدار دهر مما يعدون
*الشفيع*