رهاب رهاب هكذا تولد الأفكار العظيمة- د . محمد خير حسن محمد خير يكتب : *الاتجاه شرقاً وان طال السفر*
رهاب رهاب هكذا تولد الأفكار العظيمة-
د . محمد خير حسن محمد خير يكتب :
*الاتجاه شرقاً وان طال السفر*
3 فبراير 2025
التبادل التجاري بين السودان والصين دون شك يحقق مكاسب ممتازة للاقتصاد السوداني تسهم في تحسين معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي عبر تحريك جمود أداء كثير من القطاعات الانتاجية .. وقد كانت تجربة الاستثمارات الصينية المباشرة إبان فترة حكم الإنقاذ جد عظيمة خاصة في قطاع النفط وقد اسهمت حينها في زيادة معدل النمو وتوسعة القاعدة الانتاجية بصورة كبيرة كان لها أثرها علي الأداء الاقتصادي بالبلاد، بل وأثمرت بالإضافة الي انجازات المنشآت النفطية في بناء خطوط نقل وموانئ تصدير ومصفاة للبترول بان بطبيعة الحال والمآل اسهمت في توسعة شبكة الطرق ذات الصلة بالقطاعات الانتاجية بالإضافة الي اسهامها في بناء بعض الجسور ومشاريع توليد الكهرباء …
وقد أسهم تطور التبادل التجاري بين السودان والصين حينها الي تخفيف أثر العقوبات الأمريكية المفروضة علي السودان بآثارها الخطيرة علي أداء القطاعات الانتاجية فاحدثت اختراقات إيجابية في عدد من المجالات مما حسن نسبيا” أداء الميزان التجاري رغم عجزه الدائم .
وقد تم إنفاذ عدد من المشاريع بقروض تفضيلية وبعضها بقروض دون فوائد مما يشير الي إمكانيات وفرص يمكن أن تحقق عبرها مكاسب كبيرة للإقتصاد السودانى اذا ما تم تطوير العلاقات السودانية الصينية ما بعد الحرب علي نحو يحقق مقاصد مرحلة الاعمار… وقد يتطلب تحقيق هذه المقاصد تقديم امتيازات تفضيلية خاصة للشركات الصينية بغية اجتذابها للاستثمار المباشر خاصة في قطاع النفط والتعدين والصناعات التحويلية كما يتطلب الأمر تطوير التعاون المصرفي بين البلدين للاستفادة من القدرات التمويلية المتاحة لدي النظام المصرفي الصيني بل والاستفادة من التقنيات المصرفية التي يمكن أن تحدث فرقا” في أداء كثير من المؤشرات الاقتصادية الكلية في بلادنا.
ولا اري ضير أن يتطور التبادل التجاري بين البلدين وتكون احد مكتسباته تقليل حجم استنزاف احتياطي النقد الأجنبي لدي النظام المصرفي السوداني بالاتجاه الي تسوية المدفوعات باليوان الصيني .. ولعل تجربتنا مع الشقيقة مصر خير شاهد علي مثل هذه الاتجاهات والتي يتم تسوية كثير من المدفوعات عبر عملتنا الوطنية رغم بروز واحدة من أهم المشكلات التي عاني منها الاقتصاد السوداني ايما معاناة وهو ظهور بعد العملات المزيفة والتي عبر عنها محافظ بنك السودان بوجود عملة مجهولة كانت واحدة من اهم اسباب التغيير الجزئي في العملة الوطنية في السودان مؤخرا” …
من البيانات المتاحة لدي مصادرها الرسمية كانت اتجاهات الصادرات السودانية في الفترة من 2000 الي 2017 تميل بصورة كبيرة نحو الدول الاسيوية غير العربية واكبرها حجماً الصين والتي مثلت نحو 64% من جملة الصادرات السودانية بينما جاء حجم الصادرات الي الدول الأسيوية العربية نحو 26% ودول الاتحاد الأوربي نحو 3.8% بينما جاء حجم الصادرات السودانية للولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض علينا تلك العقوبات الاقتصادية احادية الجانب نحو 0.1% …ولذلك ما بعد الحرب وفي مرحلة الإعمار ينبغي أن تكون رؤيتنا واضحة لا مراء فيها ومساراتنا التي نُحقِقْ عبرها مصالحنا الاقتصادية اكثر وضوحا” ولا ينبغي أن نفرط في الاتجاه شرقا” وتعظيم وتنويع الصادرات بل وحفز الاستثمار الأجنبي المباشر بدلا ً عن اللهاث وراء الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها المالية الدولية بشروطها المجحفة واجندتها الخفية …