٣٦٠ درجة وطنية فاطمة فتحي تكتب : *ما بعد الحرب 1*
٣٦٠ درجة وطنية
فاطمة فتحي تكتب :
*ما بعد الحرب 1*
تُعج الساحة السياسية والاجتماعية بالعديد من التكهنات و تضارب الآراء و التوقعات حول مآلات ما بعد الحرب ، توقعات ايجابيه وسلبية و محتملة ،كلها تدور في فلك الأمن والاستقرار وتجدد الاقتصاد وتحسين العلاقات الدولية والاتفاق او الصراع السياسي واحتمالية التحالف والإصلاح السياسي و الدور الدولي في حل الصراع بين الجيش و مليشيا الدعم السريع بينما يرى البعض أن انتهاء الحرب الحقيقي يكمن في تحقيق السلام والاستقرار بانتصار الجيش، يعتقد آخرون أن انتهائها هو الذي يأتي من خلال الحل السياسي لتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية ، وسط هذه التوقعات يبقى الشعب السوداني ينتظر بفارغ الصبر انتهاء الحرب. لتحقيق الأمن والأمان والعودة للديار بعد النزوح واللجوء و السؤال المطروح الآن هو: ما هي مآلات ما بعد الحرب بين الجيش و مليشيا الدعم السريع؟ هل ستكون هناك فترة من الاستقرار والسلام، أم أن الصراع سيستمر بأشكال وصور اخري ومختلفه؟” و التحدي الأكبر الذي سيواجه السودان بعد انتهاء هذه الحرب بتقدير الواقع هو الدافع الحقيقي الخفي لاندلاع هذه الحرب وفتيلة اشعالها … الجهوية والعرقيه والعنصرية البغيضة التي ظلت تنخر في جسد الامة والتي تمتد جذورها منذ الاستعمار البريطاني ثم الصراع القبلي علي الموارد والسلطة وتتحمل سياسات الحكومات المتعاقبه علي السودان بعض الوزر لتعقيدها للوضع اكثر من حله بسبب السياسات غير الموفقه والشاهد علي ان الجهويةو العنصرية والعرقية هي أساس معضلة السودان واعاقة تطوره ونمائه الاقتصادي، الحروب الاهلية التي ظل السودان يعاني من تداعياتها ، بداء بحرب الجنوب حتي انفصاله ثم الحركات المسلحة الدارفورية وغيرها .
لن تتأتي فرصة للسودان كما الآن للخروج من مستنقع العرقيه والجهوية والعنصرية …الحرب الضروس ضد مليشيا الدعم السريع وحدت جل الحركات المسلحه مع القوات المسلحه في خندق واحد واصطف الشعب السوداني بمختلف اعراقه وجهاته في تلاحم وطني لم يحدث له مثيل من بعد الإستغلال إنتباه! يمكن تنشط وتفعل آلية استباقية قبل الانتهاء الفعلي للحرب لاغتنام هذه الوحدة للإبقاء علي استمراريتها لتظل وضعا طبيعيا لبدء تعايش سلمي يقوده حب الوطن و الوطنية الحقه دون جهوية اوعرقية او عنصريه….. من اجل سودان السلام و الأمن والامان والرخاء والنماء سودان يسع الجميع..