علي احمد دقاش يكتب : *في ضيافة دار النخبة للطباعة والنشر .. د. ضيو مطوك يقتفي أثر د.فرنسيس دينج*
علي احمد دقاش يكتب :
*في ضيافة دار النخبة للطباعة والنشر .. د. ضيو مطوك يقتفي أثر د.فرنسيس دينج*
إذا كان الكثير من السودانيين قد اعجبوا بالمساهمات الغزيرة والعميقة للكاتب والاكاديمي والسياسي والدبلماسي السوداني و الجنوب سوداني فرنسيس دينج بن سلطان قبيلة دينكا نقوك ( السلطان دينج مجوك) القبيلة ذات العلاقات والوشائج القوية مع قبيلة المسيرية الرعوية في الجزء الجنوبي الغربي من جمهورية السودان فإن كاتب شاب وباحث أكاديمي مهتم بقضايا الهوية والصراعات والعلاقات المتداخلة بين المجتمعات المتجاورة وسياسي ناهض هو دكتور ضيو مطوك دينج بن سلطان دينكا ملوال القبيلة ذات العلاقات والوشائج القوية والمتداخلة مع قبيلة الرزيقات الرعوية المجاورة لها قد التقي اثره وربما اصبح هو الحوار الذي فاق شيخه .
دضيو مضوك جمعتني به صلات قديمة قبل انفصال الجنوب نضج فكريا وينهض الآن بقوة ربما متأثرا بفرانسيس دنينج. قدم مطوك مساهمات ناضجة في قضايا الهوية والصراعات من خلال كتب ومقالات عديدة و متفرقة .
أمس الاثنين ١٧ فبراير وبتحريض من دكتور حامد البشير ابراهيم احد علماء الاجتماع المهتمين بقضايا التعايش والصراع في المجتمع السوداني زرت دار النخبة للطباعة والنشر ٢٣ شارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة .
لم اجد الاستاذ اسامة ابراهيم سلمان المدير العام حيث كان يشارك في معرض كتاب في العراق لكن استقبلني بحفاوة شريكه ايمن منصور وأطلعني علي عدد من اصدارات الدار وخاصة مساهمات الكتاب السودانين.
استوقفني في الدار كتابين للمفكر الشاب د.ضيو مطوك دينج هما :
١/ سياسة التمييز الاثني في السودان و تداعياتها علي انفصال جنوب السودان .
٢/الرعي..الحدود والنزاعات السلطة وإدارة النزاع في الميل ١٤
الكتابين مهمين لكل مهتم بقضايا الصراع و التعايش في المجتمعات المتجاورة.
الكتاب الاول هو بحث تقدم به الكاتب لنيل درجة الدكتوراة في دراسات النزاع عام ٢٠٠٩ ترجمه دينقديت ايوت وراجعه د.قاسم نسيم.
صدرت الطبعة الثانية المنقحة من الكتاب عام ٢٠٢٣ في ٣٣٢ صفحة من الورق المتوسط قدم له د.فرنسيس دينج مقدمة طويلة بلغت عشرون صفحة اعطت الكتاب الق خاص حيث تحدث فرنسيس عن سياق العلاقات بين المسيرية و دينكا نقوك من جانب والعلاقات بين الرزيقات و دينكا ملوال من جانب آخر كما سلط الضوء علي الجهات الفاعلة اقليميا ووطنيا وتحدث عن التنوع ازمة الهوية الوطنية وتحدي الوحدة في سياق الهويات المتنافسة وهنا برز علو كعب فرنسيس دينج في هذا المجال . حيث سبق ان افاض فرنسيس في ذلك من خلال عدد من كتبه ومقالاته مثل صراع الرؤي وطائر الشؤم ودينامية الهوية اساس للتكامل الوطني والتي صدرت جميعها قبل انفصال جنوب السودان .
ختم فرنسيس تقديمه بالحديث عن رؤية من اجل الطريق الي الامام دعي فيها الي تطوير رؤية ايجابية حول الهوية الوطنية والقيم الثقافية.
في الكتاب قدم مطوك ثلاث نبؤات تحققت جميعها هي:
١/ حدوث انفصال الجنوب “حدث عام ٢٠١١”
٢/ حدوث صراع حدودي بين السودان وجنوب السودان “حدث عام ٢٠١٢”
٣/ حدوث حرب اهلية في جنوب السودان “حدثت عام ٢٠١٣” .
يري مطوك ان السودان سيظل معرض للصراعات والانقسام اذا لم يحسن إدارة قضية التنوع وأزمة الهوية الوطنية.
الكتاب الثاني هو : “الرعي…الحدود والنزاعات السلطة وإدارة النزاع في الميل ١٤ ” أصله ورقة قدمها مطوك في الهيئة الحكومية للتنمية الافريقية “ايقاد” التي عمل بها مستشارا وخبيرا في فض النزاعات ونشرت كورقة محكمة في دورية المركز الافريقي للحل البناء للنزاعات (ACCORD) سنة ٢٠٢١
حلل الكاتب النزاع بين قبائل الرزيقات و دينكا ملوال مركزا علي قضية الميل “١٤” وهو اصلا ممر رعوي حددته الادارة الاستعمارية عام ١٩٢٤ للقبائل الرعوية.
قدم الكاتب كملاحق سبعة من الوثائق المرتبطة بالموضوع.
سبق ان قرأت ورقة مركزة نشرها د.حامد البشير بعنوان : ” تجارب الرعي العابر للحدود في افريقيا” اتمني ان يطورها د.حامد لتكون كتاب بين يدي الباحثون كما ان الاستاذ علي جماع لديه كتابات هامة حول العلاقات الأهلية بين المجتمعات في مناطق التماس او ما سماه. (People to people Approach)
سعدت جدا باللحظات التي قضيتها في دار النخبة للنشر في ضيافة الاستاذ ايمن منصور الذي أصر ان يقدم لي كتب د.ضيو مطوك كهدية وعمل تخفيض بلغ ٥٠% الكتب التي اخترتها من الدار واشكر له ذلك .
قدم الاستاذ ايمن عرض لتسهيل طباعة ونشر مساهمتنا الفكريةوكل مساهمات السودانيين التي تحتاج الي نشر إذا رغبوا .
الشكر لدار النخبة الاستاذ ايمن منصور وللاخ د.حامد البشير الذي عرفني باصحاب الدار .
علي دقاش الاثنين ١٨ فبراير٢٠٢٥