*عبدالبديع جعفر المكابرابي✍️* *متى يتوقف الانتهازيون عن المتاجرة بالوطن؟* *حديث العقل*
*عبدالبديع جعفر المكابرابي✍️*
*متى يتوقف الانتهازيون عن المتاجرة بالوطن؟*
*حديث العقل*
في كل مرحلة سياسية، *تطلّ** علينا نفس الوجوه، لكن بأسماء وأحزاب جديدة والهدف واحد الوصول إلى السلطة بأي ثمن لا يعنيهم الوطن ولا المواطن، بل الكراسي والمناصب يغيّرون مواقفهم كما يغيّرون ملابسهم، يرفعون شعارات الثورة، ثم يبيعونها في أول مزاد سياسي الثورة؟ لم تكن بالنسبة لهم سوى جسر إلى المناصب، وعندما وصلوا، ألقوا بشعاراتها خلفهم لا فرق عندهم بين المنتصر والخاسر، فهم مع أي طرف يضمن لهم مكاسبهم والنتيجة؟ شعب مشرد ومدن مدمرة، وأبرياء يدفعون الثمن، بينما هم يجلسون في فنادق الخارج مع عائلاتهم ينعمون بالرفاهية وينظرون إلينا وكأننا مجرد أرقام في نشرات الأخبار كم مرة خدعونا؟ كم مرة صدّقنا شعاراتهم الجوفاء؟ ألم نتعلم من الحرب والدمار والقتل والتشريد؟ من السبب في كل هذا؟ إنهم نفس الوجوه التي تاجرت بنا بالأمس وتتاجر بنا اليوم السودان لا يحتاج إلى مزيد من الخطابات الرنانة، بل إلى وعي حقيقي نحتاج إلى أن نقول *كفى* لكل من يستغلنا ويبيع أحلامنا لا نريد شعارات فارغة، بل نريد من يضع الوطن فوق نفسه، من يعرف معنى الأمانة والمسؤولية التاريخ لن يرحم الخونة، والشعب الذي لا يتعلم من ماضيه محكوم بأن يكرر نفس الأخطاء. فهل نعي الدرس قبل فوات الأوان؟