منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*كل يوم عيد حب… عيال الريدة… في بيت المدرسة* تحكيها : تماضر الحسن

0

*كل يوم عيد حب… عيال الريدة… في بيت المدرسة*
تحكيها : تماضر الحسن

 

بتذكر زمان في واحدة من المدارس الابتدائية الانا درست فيها
غفير المدرسة كان ساكن في المدرسة

وبته معانا في الفصل …
انا وهي كنا صحبات
كنت بمشي معاها مرات بيتهم من المدرسة ..

كنت بفرح فرح مامفهوم مصدره بالنسبة لي .. بس انا بكون طايره بالريش الدقاق …

كبرت وفهمت مشاعري كان سببها شنو..

بيتهم في طرف حوش المدرسة
اوضة صغيرونة وقدامها راكوبة
حوش نضيف ورملته التقول عازلنها عزل ومغربلة واثر المقشاشة طوالي فيها..
نضيف وحلو زي قلب الشافع

تلاتة عناقريب في الراكوبة دي دايما ملاياتهم مفروشات ومشدودات ولا تنية ما فيهم .. راكوبة معمولة( بشراقني ) من شدة ما الشرقانية دي مشدودة ونضيفة انا كنت بتخيل انو النسجها ليهم شخص فنان .. شرقانية بتشبه حياتهم

بالجنبه تلاتة ازيار منديات ..
باردات
نقاع الزير ممكن تشوف فيه وشك .. الازيار دايما محكوكات (بحيمور) …
يلمعن ..
لاشيء يشبه الزير المندي في هجير الصيف مع ريحة الحيمور .. بتروى قبل ما تشرب
كل زير مقفول بقطعة قماش بيضاء فيها لستك بتخيطهم ام صحبتي نفسها وجنبهم كوز الالمنيوم .. مجله بسلك جلاي

يالا ..
ام صحبتي دي انا بالنسبة لي (حالة للتامل ) وللتعلم واول عتبات تكوين الراي في الدنيا ..

المحبة واللطف والجمال .. الريدة اللهي اصل الحياة

حليوووة حلا عجيبة. … لما اعاين لصحبتي اقول يا ربي معقول دي امها
مبرومة ومحندكة كدة ولطيفة لطف عجيب

دايما لابسة توبها حتي وهي في البيت

لونها زي البلح .. اول مره اشوف زول لونه زي البلح .. اصفر علي سمار علي لون عسلي .. اظنه اللون الخمري البقولوه ..

دايما حنتها في رجلها
حنة سادة مرسومة بعناية عجيبة .. كانها مسطرة بمسطرة .. مافي طالع نازل ..

بتمشي برااااحة كانها بتخشي علي الواطة من وطاة قدمها ..

اصابع مقمعات .. مساير مكسورات .. شعرها اسود وسبيبي .. مدهن طوالي .. لما تجي تسلم علي .. وهي النوع اللما يسلم عليك ويبوسك البوسة الفيها كرفة وشمه ديك .. انا كنت بشم فيها ريحة انا كنت بقول انها ريحة (الرحمة )

ريحة عذبة جدا ..
ريحة مسك مع كركار … مع صندلية واظن الريحة التانية دي (بت السودان) ولا ريفدور ولا فليردامور … مع عبق الدخان الشايل لون حلو في جلدها ..

طايابة وسالامة وحنينة وعصيرة كدة .. صوتها حنين وخفيض ولجناء وعندها بحة

كله كدة مع بعض .. فل باكيج

شيء عجيب

لما تتكلم انا كنت بضحك وبفرح وبمسكها من يدها وبعاين في عيونها المكحلات الحلوات ديل ..

صحبتي كانت عندها اخوين وهي بكر امها . … اول ما نجي داخلين بتحضن امها ويضحكن مع بعض وانا طبعا زول بحب المشاركة جدا .. طوالي بخش معاهم في النص ..

امها النضيفة الحلوة دي كانت بتعمل (الداندرمة) .. في الاوضة دي كان مختوتة تلاجة وجنبها حافظة نضيفة دايما فيها الداندرمة
اها يا توتا
عرديب .. تبلدي ولا كركدي
الكركدي يفوز
كل واحدة تشيل داندرمتها ونقعد في الضل… في بنابر في ضل الاوضة دي ..
بخور التيمان بكون عامل حفلة
بخور مخلوط بريحة ملاح بجهز في النار في ضهر الاوضة مطبخهم عبارة عن كانون وجنبه صاج عواسة وعنقريب لغسيل العدة ..

بجي ابوهم من المدرسة عشان يشوفهم ويتغدى ويرجع
الرضا والانبساطة الفي وشه وطريقة معاينته (للتمرة ) حقته دي بقت عندي معيار للمحبة المفروض تكون في الزواج ..

بناديها (التن) وانا لحدي اسي ما عندي فكرة هل هو دا اسمها الحقيقي ولا دا اسم الدلع حقه ليها لانو اولادها بنادوها يمة
وهو بقول ليها التن

محبة عجيبة في الجو المحيط بالبيت الصغير دا ما بقطعها الا صوت جرس المدرسة من زمن للتاني ومعاه الضحكات

يابا اسم رب الاسرة دي حتي( التن ) بتقول ليه يابا ..
لما تتقال تنبت ازاهر وتتفجر فراديس
ويستحيل يابا الي حضن بحجم قارة يحتوي هذا الكيان الصغير وانا معهم
فاتكرفس اكثر وعلي مد بصري (نقاط الزير )
طق طق طق
وريحة الصندلية تعبي خياشيمي
كنت اري في يابا طائر ضخم يحمل جناح وثير تختبيء زغب الحواصل تحته خريف وصيف وشتاء ..

شايلهم وحاميهم .. وحاني عليهم

نظرة التن الي يابا سكنت مني المسافة التي بين عيني ورمشي
مرة مرة انا وصحبتي بنكون بنلعب ليدو والتن بتجهز في الغدا (ذو الصحن الواحد) بنشوفها بتعاين ليه
نظرة رضا غريبة في محياها الوسيم القسيم .. فيضئ اكتر
يرتد بصرها اليها محمل بمحبة شديدة وهو جالس علي بعد منها مسافة.. وقريب منها باثير معبا بالتحنان والمودة ولاحتشاد نظرته بالعشق الشديد الذي لا تقوى علي حمله وحدها تنكس التن بصرها ليبرق (فاطرها) بابتسامة رضا بهيج تنبيء عما يربط بين هذين القلبين
صحبتي بتضحك وتقول لي
يابا بريدها شديد ..
ونضحك انا وهي

بختها التن …
في اللحظة ديك صحبتي ابوها بناديها
يا حلوة تعالي .. تعالي يا بت الريدة ..
تهرع صحبتي لحضن يموج بحب امها قبل ان يتحول اليها

فعلا هم عيال الريدة ..

يابا اخوانه كلهم في السعودية .. هو الوحيد الرفض الاغتراب .. وشغال في المدرسة عشان ما بقدر يفارقني انا والعيال .. نسوان اخوانه مكشكشات دهب وساكنين كويس لكن الفايتهم كتير يا تماضر ..
مافي شيء زي الابو القاعد وسط عياله
الدنيا دي والله ماقروش ..

يابا كان فات فجة انا بموت .. يموج شيء يسكن الماقي المسكرات بالوعد والجمال والانوثة

التن كانت بتونسني ..

انا ذاته مادايراه يمشي .. احنا عايشين كويس ماكلين وشاربين ومستورين ..
وتستمر في قلي بن قدامها .. يطقطق ويطقطق معاه قلبي الصغيروني ..

وانا حينها فؤادي الطري يسبح في هذا الملكوت الذي تحمله اجنحة الفراش وتتوسده خدود الورد ..

يستحيل المدى امامي زي لون جبراكتها الفرايحية الخدراء زي قلبها .. خضرة وماء ووجه حسن

ياتيني صوتها من خلفي ومن امامي ومن فوقي. عذبا زي مشي الطير في الارض

الله يبارك فيه ويديمه (علي راسنا)
فعلا هو في راسهم .. محبة ومودة واحتضان …

مشاء بالحنين معجون بالضياء..

الكل في هذا البيت هاديء ولطيف ومحب .. رغم صغره يتسع لكل وجيب قلوبهم .. ورقة همسهم .. يظهر بجلاء في سلوك صديقتي و شخصية اخوانها

اغادر في نهاية اليوم مكان عظيم ببساطته .. كبير باحساس من يعيشون فيه ..

فعلا اعظم. هدية تقدمها لابنائك .. انك (تحب امهم) …

واولادك في البتخليه فيهم ما البتخليه ليهم ..

فما اعظم مااودعه يابا في صدور عياله ورسم بجلاء خطوط حياتهم مستقبلا ..

اكتبها وانا اسمع في انصاف مدني
بدور الريدته كاراه

يجيني وريدته دافراه

الرومانسي دا الدايراه
دا المحال ابقي خاسراه
يديني كل صباح
مصروفه وردة حمراء

كل يوم عيد حب لمن يعيشون تحت (رحمته) … فالحب لا يوم له ..

تماضر الحسن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.