منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي *المسيّرات: تستلهم عسكرية أبُوكَدُوك.* *موجات هروب للميشيا من محيط الفاشر إلى مناطق كبكابية وسرف عمرة ونيالا والضعين بعد تكبدها خسائر بالفا... محجوب فضل بدری بكتب : *الرماد كال عثمان* !! ‏البعد الاخر د. مصعب بريــر يكتب : *الصحة السودانية .. تكريم فى زمن الفشل المقيم ..!* تقرير اسماعيل جبريل تيسو : *فضحتها جماعة التغيير المعارضة،، استهداف بن زايد للسودان ،،،، المؤامرة م... *مدير جامعة أم درمان الإسلامية يصدر قراراً بتشكيل لجنة عليا برئاسة البروفيسور نائب المدير لاعادة إعم... ابوبكر يحيي حبيب الله يكتب : *الجزيرة عام ٢٠٣٠م* *توحد القيادات لمستقبل اجيالنا* *القبلية والجهوية... في بطولة النصر الكبري : *نهر النيل تتصدر مجموعة كسلا والوزيرة حواء تهدي رباعية المنتخب لوالي نهر الن... رأس الخيط عبدالله اسماعيل يكتب : *الفريق أول مفضل.. الصمت الذي امضى من الكلام !!* *قرية الشاوراب بشرق الجزيرة تكرم اللواء ركن بابكر التاج* الشاوراب : خالد توير

ضل الحراز علي منصور حسب الله يكتب : *في وداع شاعر الجيش : محمد علي عبد المجيد*

0

ضل الحراز
علي منصور حسب الله يكتب :

*في وداع شاعر الجيش : محمد علي عبد المجيد*

برحيل الشاعر المساعد محمد علي عبد المجيد، يفقد السودان صوتًا فريدًا ظل ينبض بحب الوطن وروح الانتماء العسكري العميق. لم يكن مجرد شاعرٍ يلقي الكلمات، بل كان جنديًا يحمل قلمه كسلاحٍ يذود به عن قيم الشجاعة، الفداء، والوحدة الوطنية.
في قصائده، لم تكن الكلمات حروفًا صامتة، بل نداءً حيًا يوقظ الروح الوطنية في قلوب السودانيين. قصيدة “أمونة أبقي في الضرا” ستظل خالدة في وجدان الشعب، تجسد صدق المشاعر وبساطة التعبير الذي وصل إلى كل قلب سوداني، حتى أصبحت جزءًا من ذاكرة الوطن.
كان محمد علي عبد المجيد أكثر من مجرد شاعر في زيٍّ عسكري؛ كانت البزة العسكرية فيه تجسيدًا للانتماء، وكان ذاكرة حية تحكي تاريخ الجيش ببطولاته وتضحياته. قصيدته “من غيرنا”، التي أُلقيت تزامنًا مع عيد الجيش السابع والستين، لم تكن فقط تمجيدًا للجيش، بل كانت وعدًا بأن من يدافع عن السودان سيظل خالدًا في الذاكرة، لا يموت أبدًا.
كما جاءت قصيدته “الجيش السوداني” تأكيدًا على قوة هذا الكيان العظيم، فكانت رسالة صريحة لكل من يشكك في قدراته، ودعوة للثقة في جنود الوطن وحماته.
قبيلته كانت الجيش، ووطنه كان السودان. لم يعرف الانتماءات الضيقة، ولا مال قلبه لأي جهة أو عرق، بل كان نموذجًا يحتذى به في التسامح. كانت سماحته تعكس القيم السودانية الأصيلة، يتعامل مع الجميع بروح الأخوة والمودة، متحديًا بذلك كل محاولات الفرقة والانقسام، ومجسدًا لوحدة الوطن في أبهى صورها.
وفي زمنٍ كثرت فيه الأصوات وتبعثرت الكلمات، ظل عبد المجيد صوتًا صادقًا لا يعرف المواربة، يتحدث بلغة البسطاء ويحمل هموم الوطن بين حروفه. حتى في قصائده الفكاهية من نوع “الحلمنتيش”، كان يعكس صورة الحياة السودانية بكل تفاصيلها العفوية وروحها المرحة.
رحيله المفاجئ شكّل صدمةً قاسيةً لمحبيه، وأوجع قلوب من عرفوه شاعرًا وإنسانًا. لم يكن مجرد شاعر للجيش، بل كان صديقًا لكل من استمع إلى كلماته، وملهمًا لكل من آمن أن الوطن يستحق هذا القدر من الحب والوفاء.
اليوم، يرحل الجسد، لكن صوته سيبقى حاضرًا في كل ساحة عسكرية، في كل قصيدة تُلقى بحماسة، وفي قلوب من آمنوا بأن السودان وطن لا يُنسى ولا يُباع. سيبقى أثره حيًا بين جنودٍ استمدوا منه العزيمة، وبين شعبٍ أحب صدقه وتواضعه.
رحم الله محمد علي عبد المجيد، وجعل ما قدمه للسودان شاهدًا على وفائه وحبه، وألهم أهله ومحبيه الصبر على فقدان هذه القامة الوطنية الفريدة. رحيله كان موجعًا، لكنه سيظل خالدًا في ذاكرة الوطن، رمزًا للأصالة والصدق والشجاعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.