محمد التجاني عمر قش
*إجتماع نيروبي وجه قبيح آخر*
كلما حقق الجيش السوداني والقوات المساندة له وجموع الشعب السوداني انتصارا في ساحة المعارك واوشكت هزيمة التمرد، تسعى دول الاستكبار والاستعمار الجديد وربيتها لإلباس المليشيا وعملائها قناعا جديدا ظنا منهم أن ذلك سوف يحسن صورتها في أعين الشعب السودان، ولكن في كل مرة تزداد الوجوه قبحا وقماءة لدرجة تثير الاشمئزاز في نفوس الوطنيين من أبناء شعبنا الأوفياء فيزدادون تلاحما مع قواتهم المسلحة حامية تراب الوطن وهي تخوض معركة الكرامة بكل بسالة واقتدار وتزداد منعة كلما أشرقت على الوطن شمس يوم جديد ولله الحمد والمنة. وفي المقابل تستمر المليشيا المتمردة في بغيها وانتهاك الحرمات ضد العزل والأبرياء والنساء وكبار السن مثلما حدث من مجزرة مروعة في مدينة العلم القطينة حيث فقد ما يقارب نصف مليون من الأهالي حياتهم على أيدي السفلة من الجنجويد والمرتزقة عابري الحدود.
هذا المخطط يتحور ويتخذ وجوها متنوعة قبيحة كلها، ولن يكون اجتماع نيروبي آخرها، بل سيستمر المخطط ويكرر تجاربه الفاشلة وستظل دويلة الشر تنفق الدراهم وتكون حسرة عليها وتوفر السلاح والذخيرة وتستولي عليها قواتنا المسلحة لتحارب بها المليشيا حتى تطردها خارج حدود الوطن وتعيد الأمن والاستقرار للبلاد وتبث الطمأنينة في نفوس الشعب حتى يستأنف حياته وينخرط في الإنتاج والتنمية وتطوير مرافقه العامة، وسيتحقق ذلك بإذن الله وإصرار المخلصين من ذوي الاختصاص والمعرفة والإرادة الوطنية.
واجتماع نيروبي ما هو إلا “لمة فارغة” اجتمع فيها شذاذ الآفاق بدعوة وتمويل من أجهزة الاستخبارات المؤيدة لدوائر الصهيونية ونحن على ثقة بأنها ستزيد شعبنا تماسكا وعزيمة وهمة، ومن أقدموا على هذا المخطط لا يعلمون نفسية هذا الشعب الذي يأبي الضيم ويستحلي الموت في سبيل الدفاع عن العرض والأرض ومن قبلها العقيدة، وهم بهذا الفعل المستقبح يوفرون لشعبنا طاقة دافعة جديدة للتضحية وبذل الأرواح في سبيل الوطن.
في نيروبي اجتمعت المتردية والنطيحة وما أكل السبع منها ومكسورة القرن وحضر فاقدو الشرف الوطني ممن باعوا أنفسهم لشيطان العصر ولحقت بهم التي بلغت سن اليأس وتريد من الأشاوس أن يعيدوا لها الخصوبة، ولكن هيهات فقد لات حين مناص. كان الاجتماع تمثيلية بايخة مدفوعة الأجر مقابل مبلغ محدد حسب الدور المطلوب أداؤه ودرجة عمالة الممثل واستعداده للارتزاق وكسب المال الحرام إرضاءً للكفيل الذي يدفع بسخاء ليرضي سادته وكبراءه من بني صهيون ولن يفلح أناس بهذا الوصف حتى يلج الجمل في سم الخياط.
ولقد تزين الرجال بربطات العنق الحمراء والبدل ذات اللون الأزرق الكحلي، وهو المفضل عند اليهود، واستعرضت الكاسيات العاريات أجسادهن بعد وضع المساحيق غير الأصلية المجلوبة من منطقة دبي الحرة لإخفاء قبحهن المعروف للجميع. هذا الاجتماع لا يعدو كونه وجه قبيح آخر لهذا المخطط اللعين الذي يستهدف إنسان السودان وأرضه، ولكنه فشل وخاب أمام صمود شعبنا وقواته المسلحة والقوات المساندة لها، وهذا ما يجعل الذين يقفون وراء هذه المؤامرة يلجؤون لوضع بعض المساحيق على هذه الوجوه القميئة من وقت لآخر بغية تجميلها ولو قليلا، ولكنهم يلعقون مرارة الفشل والندم عقب كل محاولة بائسة لا تحقق لهم مرادهم ويكون ما انفقوا حسرة وندما عليهم.
وبالمناسبة، حتى لو وقع المتآمرون في نيروبي على ميثاقهم الخائب فإن ذلك سيبعدهم أكثر عن الشعب السوداني وهم يعلمون ذلك، لكن تجربة المبيت في أحد فنادق نيروبي ومبلغ ثلاثة ألاف من الدولارات لأمر تسيل له لعاب العملاء والخونة!
21/2/2025
