منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. بابكر إسماعيل يكتب : *ألسنة وأقلام شفشافة نيروبي ( الجنجوكينياتا )*

0

د. بابكر إسماعيل يكتب :

*ألسنة وأقلام شفشافة نيروبي ( الجنجوكينياتا )*


٢٢/ ٢/ ٢٠٢٥

الخطة (أ) من مؤامرة مليشيا الجنجويد على السودان كانت انقلاباً خاطفاً على السلطة يتم فيه احتلال كل مطارات السودان ليُعطّل سلاح الجو ومنعه من التصدّي للانقلاب ثمّ يُغتال فيه قائد عام الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه ومساعديه وكذلك استلام لواء المدرعات بالباقير وسلاح المدرعات بالشجرة وتُحتل مباني الإذاعة والتلفزيون ومباني قيادة الجيش ورئاسة جهاز المخابرات والقصر الجمهوري ..
وحين ينجز كل ذلك ستؤول قيادة الدولة بكلّ سلاسة ويسر إلى قائد مليشيا الدعم السريع الفريق أول “خلاء – باللام” حميدتي دقلو .. نائب رئيس مجلس السيادة والرجل الثاني في الدولة.

فشلت محاولة اغتيال البرهان بسبب استبسال قوة الحرس الرئاسي المكلفة بحمايته داخل مقرّ إقامته بالقيادة العامة للجيش … وهم خمسة وثلاثون من خيرة أبطال السودان الذين سيخلدهم التاريخ ..
وكان البطل السادس والثلاثين هو اللواء الركن طيار/ طلال علي الريح – الذي قاد طائرة مقاتلة عتيقة بمفرده – ودمّر كل مقرات الدعم السريع التي ورثتها من هيئة عمليات جهاز الأمن المحلولة .. وبهذه المباني منظومة اتصال وسيطرة المليشيا فلله درّه فقد كان ذلك عملاً بطولياً ساهم بشكل كبير في التقليل من القوة الضاربة لقوات الدعم السريع .. وقطع الاتصال بين رئاسة المليشيا وقواتها المنتشرة في الولايات وسلّم معظم قادة المليشيا بالولايات أسلحتهم .. وامتثل معظم ضباط الجيش المنتدبون لمليشيا الدعم السريع بأمر القائد العام وعادوا إلى وحداتهم الأصلية بالقوات المسلحة ..

بعد فشل محاولة قتل البرهان أو اعتقاله انتقلت المليشيا إلى الخطة “ب” وهي شنّ حرب شاملة على القوات المسلحة لتحييدها والاستيلاء على مقارها واعتقال كل منسوبيها من الضباط والجنود بما في ذلك المعاشيين لوأد أي محاولة لمقاومة المليشيا وصاحب ذلك إفراغ العاصمة من سكانها واحتلال منازل المواطنين واستبدالهم بحاضنة استجلبوها من حواضر قبائل العطاوة في دارفور وذلك حتي تسيطر المليشيا على الشارع وتضمن عدم بروز أي احتجاجات شعبية على تدمير مقدرات الجيش السوداني .. وكذلك لتقوم الحواضن المستجلبة بتسيير الحشود المؤيدة للمليشيا في شوارع الخرطوم لإيهام الرأي العام العالمي بأن الشعب السوداني كلّه يساندهم ..

ثمّ أخطأت المليشيا مرّة أخرى بتمددها المبكّر إلى خارج ولاية الخرطوم لظنّها بأنها قد قامت بكسر شوكة الجيش ..
وفي الحقيقة فإنّ قيادة الجيش كانت محاصرة وبها القائد العام ونائبه ورئيس أركان الجيش كلهم قابعون ببدروم تحت الأرض ظلّوا فيه لعدة أشهر قبل أن يغادره القائد العام ثمّ نائبه بعمليات خاصة مكلّفة .. وكذلك كانت بعض معسكرات الجيش ومقرّاته بالعاصمة والأقاليم بيد المليشيا وتحت سيطرتها وما تبقى منها حرّاً كسلاح المدرعات وقاعدة وادي سيدنا الجوية وسلاح المهندسين كانت تئن تحت حصار مطبِق منع عنها المدد والتشوين فعلى سبيل المثال كان سلاح المدرعات يُهاجم كل يوم أكثر من مرة ولعدة أشهر ..
سيطرت المليشيا على ولايات وسط السودان (الجزيرة وسنار وأجزاء من ولايات النيل الأبيض والأزرق وولاية شمال كردفان) وسعت المليشيا بجد واجتهاد لتدمير البنية التحتية للدولة وسرقة البيانات المركزية ومخدمات الشركات الكبرى مثل شركات الاتصال والبنوك ووزارة الداخلية وسجّلات الأراضي .. ولكنها فشلت في تشغيل الإذاعة والتلفزيون فصار انقلابها صامتاً مثل انقلاب حسن حسين الصامت في منتصف سبعينات القرن الماضي ..
وتعمدت المليشيا كذلك أن تقصف الأحياء السكنية من أجل إجبار الجيش على التفاوض معها بشروطها لوقف الحرب وتحقيق مكاسبها التفاوضية وكذلك لتخويف السكان واستبدالهم بأسر العطاوة المستجلبة ليرثوا الأرض والديار ..
وبسبب تطاول أمد الحرب اضطرت المليشيا لطرح سردية آيدولوجية تبرر بها جرائمها وتتحدث فيها عن مظالم تاريخية طالت قبائل العطاوة وتطالب بالقضاء على ما أسمتها بدولة ٥٦ التي يسيطر الجلابة على مفاصلها حسب زعمهم .. علماً بأنّ دولة ٥٦ هذه يتولّى فيها زعيم التمرد الفريق أوّل (خلاء – باللام) حميدتي دقلو منصب نائب الرئيس وقائد قوات الدعم السريع ورئيس اللجنة الاقتصادية والحاكم الفعلي للدولة .. الذي يعّين الوزراء ويُقيلهم ويسمّي مدير جهاز المخابرات

بعد توقف صرف الرواتب الحكومية أطلقت المليشيا – على لسان قائدها الثاني الفريق “خلاء باللام” عبد الرحيم دقلو – العنان لمنسوبيها ليسرقوا وينهبوا كل ما وقعت عليه أعينهم وطالته أيديهم من ممتلكات المواطنين والمصارف والشركات الخاصة والمنظمات الخيرية بل حتى أنهم نهبوا السفارات ومقار البعثات الدبلوماسية وصارت السرقة والنهب محفزّان لا يستطيع منسوبو مليشيا اللصوص مقاومتهما .. وكذا صار العمل بالمليشيا من أنجع أسباب الثراء السريع .. وتحت شعار “شفشفة بغير حدود” انضم خلق كثير للمليشيا كانوا من كل حدب ينسلون: من قرى وفرقان قبائل العطاوة الذين رأوا بأعينهم ما نهبه إخوانهم من أموال وسيارات وأجهزة منزلية، وكذا أطلقت المليشيا مرتادي الإجرام من السجون ليعينوها على نهب أموال الشعب السوداني وشفشفتها ثمّ جاءت أسراب من عربان الشتات من كلّ فجٍّ عميق ليشهدوا منافع لهم بأرض السودان المستباحة حيث قدموا من أجدابيا ووقادوقو وإنجمينا ومن دولة جنوب السودان وإثيوبيا وإفريقيا الوسطي بل حتى من كولومبيا في أمريكا الجنوبية ..
وصار الانتساب لمليشيا اللصوص هدفاً مبتغىً وأملاً مرتجى وحلماً مشتهى .. بما في ذلك لبعض القحاطة ومتبطلي السوشيال ميديا وعطالة الشتات وبقايا وبغايا من مصادر جهاز الأمن السابقين الذين حار بهم الدليل وتقطعت بهم سبل كسب العيش بعد انقلاب ابنعوف ..
وقيل إنّ وتيرة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا قد خفّت حدّتها بسبب تداعي شباب الأمم التعيسة صوب قصعة الخرطوم المكللة لحماً والمدفقة ثرداً وتعمر دورها سيارات الدفع الرباعي وتتكدّس في خزائن هذه الدور التبر والمجوهرات ودولارات وأثلٌ غير قليل وخيراتٌ حسان … وربّات خدور نديّات ..
فنهب القوم المال وما توانوا ..
واغتصبوا الحسان بفحولة شهدت عليها الحيزبون تراجٍ ..
ثمّ شروهنّ بأثمانٍ بخسات ..
دراهم معدودات ..
في أسواق الرقيق بحواضر الجنجويد في دارفور وبعض الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى السابحة ضدّ ذاكرة التاريخ وفي مجاهل عرب الشتات ..

فشلت الخطة (ب) بسبب استبسال أبطال القوات المسلحة رغم قلة عدة وعتاد قواتنا ولكن التف الشعب السوداني حول قواته المسلحة واستنفر شبابه من البرائين والغاضبين وغيرهم للذود عن أرضهم وأموالهم وأعراضهم واستطاع الجيش والمستنفَرون وقوات حركات دارفور المشتركة أن يستعيدوا زمام المبادرة ويدحروا المليشيا ويطردوها من ولايتي سنّار والجزيرة ومعظم أراضي ولاية الخرطوم ومن معظم شمال كردفان خلا عن جيوب قليلة هنا وهنالك .. ويجدّون الآن السير لتحرير ما تبقى من ولاية الخرطوم وسائر ولايات دارفور وبنادرها وحواكيرها ..

سعت دولة الأمارات التي تبنّت المليشيا لإطالة امد الحرب عبر الإمداد اللوجيستي والعسكري غير الميمون للمليشيا وكل ذلك بغرض إرغام الجيش على الدخول في مفاوضات ترعاها نفس الدويلة وذلك لتحقيق هدفين اثنين:
١/ ضمان إبعاد الإسلاميين عن الحكم بصورة نهائية وهذه مهمة أوكلتها للدويلة سادتها الصهاينة وتسعى فيها بجد وحبور ..
٢/ وإفلات الدويلة من العقوبات الدولية والتعويضات العالية التي قد تنجم عن شكوى حكومة السودان لمجلس الأمن حيث اتهمت حكومتنا دولة الأمارات بتأجيج الحرب عبر الإمداد العسكري عبر جسر جويّ وتجنيد المرتزقة والعون الفني المباشر.

يوم الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠٢٥ اجتمع بنيروبي مجرمو المليشيا وفلول قحط المتقزّمة لتكوين حكومة موازية وهذه هي الخطة (ج) للمليشيا .. ولا يعني الانتقال للخطة (ج) عدم العودة لمحاولة الخطة (أ) والخطة (ب) في أيّ وقت ..
فدولة الإمارات قد عقدت العزم على ابتلاع السودان في بطنها وتسخير إمكانياته وثرواته وموقعه الجغرافي وعلاقاته الإفريقية لصالح الدويلة ومن هم وراءها من دول وكيانات ..
وقد أسمينا تحالف شفشافة الجنجويد وشلة الأنس من القحاطة بجنجو كينياتا وفي ذلك إشارة خفية إلى القائد الكيني الوطني والزعيم الإفريقي جومو كينياتا (Jomo Kenyatta)‏ الذي وُلد في 20 أكتوبر 1893 وكان مناهضاً للإمبريالية ولاستعمار فقد تولى منصب رئيس وزراء كينيا (1963 -1964) ثمّ أصبح أول رئيس لدولة كينيا بعد استقلالها من عام 1964 حتى وفاته عام 1978، ويعتبر من الأباء المؤسسين لتحرير القارة السمراء من سطوة الرجل الأبيض ولعب جومو كينياتا دورًا هامًا في انتقال كينيا من مستعمرة تابعة للإمبراطورية البريطانية إلى جمهورية مستقلة. وكان جومو كينياتا محافظاً في توجهاته وقوميًا أفريقيًا حيث قاد حزب اتحاد كينيا الأفريقي الوطني من العام 1961 إلىتاريخ وفاته في العام ١٩٧٨..
وفي عهد الرئيس الكيني روتو صارت كينيا تابعاً ذليلاً للإمبريالية العالمية وسيادة الرجل الأبيض ومرتعاً للشفشافة والجنجويد وتقدم خدمات بطيب نفس وسرور خاطر القوادة للدويلة الشريرة خادمة الإمبريالية العالمية والمتبتلة في محراب الصهيوماسونية .. وقد حقّ لنا أن نسمي تحالف روتو مع الدعامة وكسيبة القحاطة “بتحالف الجنجو كينياتا” حيث لم يبق من تراث الأب المؤسس جومو كينياتا المناهض للاستعمار سوي قاعة باسمه دنستها أقدام الجنجويد وقحاطة الشتات باجتماعهم فيها وكذا مطار جومو كينياتا الدولي الذي شب به حريق هائل يوم السبت ٢١/ ٢/ ٢٠٢٥ لم تعرف أسبابه ولكنها لعنة الجنجويد وقحاطتهم .. التي تطاردهم أينما حلّوا ..
وشفشافة قحط وتقدم وصمود ومليشيا التأسيس قوم لا خَلاق لهم سوى الكاش .. وذممهم تباع لمن يدفع أكثر بلا مباديء ولا قيم ولا كرامة ولا كتاب منير ..
وسيخسأ الشفشافون لا محالة

https://whatsapp.com/channel/0029VamosTXJJhzfLSbFzY3E/144

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.