فنون و مسرح ( ٣١ ) :
صلاح التوم من الله يكتب :
*فليذهب المسرح للجمهور*
مقدمة
مناسبة هذه المقالات التأريخ ، وعرض حال ، ومعلومات تستهدف مسرحيين وفنانين وجمهور مسرح وفنون ونشرها مفيد في كل الأحوال والازمنة خاصة لما بعد الحرب ولا مثيل لها في الصحافة السودانية في نوعها وكمها باعتبار كاتبها كان لصيقا بالمسرح واهله كصحفي في خمسين عاما دون انقطاع ○○○○
تجمع طلائع الكتاب التقدميين ( ابادماك) قدم في الستينات مسرحية سياسية عنوانها (قائمة باسماء شهداء ساحة القصر بعد ازالة عبارة للحفظ التي كتبها بيروقراطي) … اذكر هذه المسرحية ليس بمناسبة اسمها الطويل جدا بل لانها قدمت في شارع القصر وامها جمهور كبير وكانت تجربة ناجحة لمسرح الشارع ..
مسرح الشارع ، مسرح القهوة ، مسرح اللوري ، المسرح الجوال الخ .. كلها تجارب في اطار ذهاب المسرح الي
الجمهور .. وهو ما تحتاجه الدول التي تعاني من ازمات في الجمهور والصالات والمواصلات ونحن من هذه الدول ..
قبل انشاء المسرح القومي – وبعده – طبقنا هذا الشعار عن طريق المسرح الجوال ومن رواده : احمد عثمان عيسى ، اسماعیل خورشید ، عثمان حميدة ، الفاضل سعيد وغيرهم طافوا الارياف قرية قرية . . ارتفاع التكلفة المادية في الحياة عامة والانتاج المسرحي خاصة حول المسرح الى صناعة وتجارة تتطلب رساميل كبيرة ورفع لقيمة التذكرة وجمهور قادر ماليا كجمهور مسرح القاعة مثلاً حتى الفاضل سعيد اصبحت قامته المالية أكبر من العرض في القري واقتصرت جولات الفاضل سعيد ،فرقة الاصدقاء ، محمد شريف علي ، جمال حسن سعيد ، عماد الدين ابراهيم وغيرهم اقتصرت جولاتهم على : الابيض ، مدني ، القضارف ، كسلا، بورتسودان ..
هذه الجماعات لها فضل احياء النشاط ولا نحملها ما لا تطيقه ولعل الدولة معنية بتضحيات ذهاب المسرح الى الجمهور فأهدافها الانفتاح على الريف والاهتمام بالقواعد .. تاريخيا جربت الدولة السينما المتجولة ويمكن الاستفادة من ذلك في تأسيس المسرح الجوال مع الفارق في الاعداد ..
يمكن تجهيز عربة كبيرة مناسبة لنقل الديكور والفنانين وتتحول عند العرض الى خشبة العرض لتعرض اعمال هيئة الثقافة وتؤجر للفرق كمسرح متحرك في العاصمة والاقاليم ..
المسرح يجب أن يذهب الى الجمهور لا ان ينتظر الجمهور كلام سمعته قبل سنوات من يوسف خليل وقيل ايام من السر السيد الذي يقترح ذهاب العروض الى الكلاكلات والثورات والحاج يوسف الخ ….. . وحدثني رسميون عن مسارح ستقام في الاحياء وعن فكرة لقيام مسرح لوري وعن.. وعن .. يبدو ان المسرح يذهب الى الجمهور لكنه يستخدم في ذلك سلحفاة .
صلاح التوم من الله
صحيفة السودان الحديث صفحة [ مدارات ]
١٩٩٤/٧/١٩
