منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

رأس الخيط| عبدالله اسماعيل يكتب:  *الأبيض.. ملحمة “شيكان” الثانية*

0

رأس الخيط|
عبدالله اسماعيل يكتب:

*الأبيض.. ملحمة “شيكان” الثانية*

25 فبراير 2025

ليست المدن مجرد *بقاع جغرافية، *بل أرواح تسكن التاريخ،* تحفظه في ذاكرتها، *وتعيد كتابته كلما دعت الحاجة. *والأبيض،* عاصمة كردفان التاريخية، لم تكن يومًا مجرد مدينة، بل كانت دائمًا حصنًا منيعًا، وميدانًا لصراع الإرادة والكرامة. *في شيكان، سقط هكس باشا وجيشه تحت ضربات الثوار السودانيين،* وفي *معركة اليوم،* يخط التاريخ فصلاً جديدًا من البطولة والمقاومة، حيث تقف الفرقة الخامسة مشاه في مواجهة قوى “الغزو” الحديثة، مستلهمين *روح أجدادهم* الذين سطّروا *ملحمة الفداء الأولى.*

تكتيك الهجانة.. إرث لا يندثر

الأبيض ليست هدفًا سهلًا، فمنذ القدم كانت تعرف كيف تدافع عن نفسها، ليس فقط بالجدران، ولكن برجالها الذين حملوا السلاح بعزيمة لا تلين. *قوات الهجانة، رمز الإرث العسكري السوداني، لم تكن مجرد فرقة مقاتلة، بل أسلوب قتال متكامل،* حيث يتقدمون بثبات، يضربون بدقة، وعندما تستدعي الحاجة، يتحولون إلى سد منيع يمتص ضربات العدو ويقلب خططه رأسًا على عقب.

اليوم، يتكرر المشهد، فالمعارك في الأبيض لم تكن مجرد مواجهة عابرة، بل كانت ملحمة صمود، حيث لقّن أهلها الميليشيات درسًا قاسيًا، بإسقاط أحد أبرز قياداتهم في كردفان، *“شيريا”،* في ضربة رمزية أكدت أن الأبيض لن تكون ساحة مفتوحة للغزاة، بل جبهة مقاومة لا تلين.

*الأبيض.. قلب المعركة ومحورها*

ليست مصادفة أن تصبح الأبيض نقطة التحوّل في الحرب، فهي المدينة التي لم تنكسر رغم المحن. *واليوم، تستعد لتحركات عسكرية كبرى،* ستعيد تشكيل خريطة الصراع. الفرقة الخامسة مشاة، ذات السمعة القتالية الصلبة، تتحضّر للمساهمة في عمليات حاسمة، *قد تبدأ بفك الحصار عن الفرقة 22 في بابنوسة،* أو تمتد لتفك الحصار عن الفاشر وتحرر مدن أخرى كالضعين، نيالا، زالنجي والجنينة.

وفي الأفق، يظهر بعدٌ جديد للمعركة، من *مطار الأبيض* حيث تلوح مقاتلات السوخوي في سماء الأبيض، إيذانًا بمرحلة مختلفة من المواجهة، قد تقلب موازين القوى، وتعيد للمدينة سيادتها على أجوائها، ما يحدّ من قدرة الميليشيات على المناورة والتوسع.

*تحت الحصار.. صبر من ذهب*

حاولت الميليشيات تركيع الأبيض بفرض *حصار خانق،* فمنعت عنها الغذاء ، الدواء والوقود، وأغلقت طرق الإمداد، لكنها لم تدرك *أن إرادة المدينة أقوى من أي حصار.* لم تنكسر الأبيض، ولم تهتز عزيمة أهلها، بل ظلوا على ثقة بأن الصمود وحده هو الطريق للنصر.

وجاء الفرج أخيرًا، رفقة *متحرك الصياد* محمولًا على شاحنات الصمود، محملة بالدواء والغذاء، كرسالة واضحة *بأن الأبيض، كما في السابق، لن تسقط، بل ستظل واقفة، تكتب بدماء أبنائها فصلًا جديدًا من الكرامة والحرية.*

*القصف العشوائي.. نار لن تحرق العزيمة*

عندما فشل الحصار، *لجأت الميليشيات إلى القصف العشوائي،* علّها تبث الرعب في قلوب الناس، لكنها لم تكن تعلم أن *الأبيض مدينة لا تخاف.* استهدفت القذائف المدارس، والمستشفيات، والأسواق، وسقط الشهداء من الأطفال والنساء والرجال، *لكن مع كل غارة، كانت الإرادة تشتد،* وكانت العزائم تتصلب أكثر.

*الأيام القادمة.. معركة المصير*

ما يحدث اليوم في الأبيض ليس إلا امتدادًا لملحمة شيكان، *فكما سقط هكس باشا، فإن التاريخ يستعد ليشهد سقوطًا جديدًا للغزاة.* الأبيض ليست مجرد مدينة، بل هي *قلب النضال،* وواحدة من اقوى خطوط الدفاع عن السودان.

ورجال الأبيض، كما كانوا دائمًا، لا يخذلون أرضهم، بل يستعدون لمعركة التحرير الكبرى، حيث لا مجال للهزيمة، والتاريخ يترقّب لحظة النصر، التي ستثبت مرة أخرى أن الأبيض لا تسقط، بل تصنع المجد *شيكاناً ثانية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.