وهج الفكرة د . أنس الماحي يكتب : *من الذي عطل تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية في العالم المجنون ( 1________2) ..؟؟*
وهج الفكرة
د . أنس الماحي يكتب :
*من الذي عطل تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية في العالم المجنون ( 1________2) ..؟؟*
● *على الرغم من الجرائم الوحشية والانتهاكات غير المسبوقة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في السودان ، فإن المجتمع الدولي لا يرى ولا يسمع، ولم يتحرك بشكل واضح لتصنيفها كمنظمة إرهابية فما الأسباب التي تعطل هذا التصنيف ، رغم الأدلة القاطعة على أعمالها الإجرامية .. ؟؟*
● *صحيح ان تصنيف الجماعات المسلحة كـ”مليشيات إرهابية” عملية معقدة تخضع لاعتبارات سياسية وقانونية ودبلوماسية ولكن لماذا لم يتم تصنيف ميلشيا الجنجويد كمليشيا إرهابية وهي التي ارتكبت كل جرائم الحرب وزادت علي ذلك بصورة لم يشهدها العالم من قبل …؟؟*
● *لكن بالنظر من الزاوية الاخري نجد من الطبيعي ان يتعطل التصنيف المذكور وللأسف الشديد ليس لغياب الأدلة ،، ولكن وفقآ لموازين القوى الإقليمية والدولية التى لديها مصالح مباشرة أو غير مباشرة في استمرار الحرب بالسودان ، حيث تستفيد هذه القوي من حالة عدم الاستقرار لتمرير أجنداتها .. !!*
● *فدولة الإمارات التي تقوم بتمويل وتسليح الدعم السريع ” RSF ” لها نفوذ قوي في بعض الدوائر الغربية مما قد يمنع صدور قرار دولي حاسم علي الرغم من تقارير اممية ومنظمات حقوقية مرموقة وثقت لكل جرائم الميليشيا وهذه هي الحقيقية الصريحة ، كما ان بعض القوى الكبرى تستخدم الدعم السريع كورقة ضغط على الحكومة السودانية ، وتريد إبقاءه كطرف فاعل في أي تسوية سياسية مستقبلية ولا ننسى بالطبع مواقف بعض الدول الأفريقية مثل إثيوبيا وكينيا، اللتين تدعمان الدعم السريع ضمنيًا، وتمارس ضغوطًا لمنع أي تصنيف دولي قد يؤثر علي الوضع الاقليمي* .. !!
● *اما الموقف الدولي متردد وخجول للغاية ، فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتعاملان بكامل الحذر بسبب خشية تفجير الصراع أكثر وتصنيف الدعم السريع كإرهابي قد يدفعها إلى مزيد من العنف أو التحالف مع جماعات إرهابية فعلية (مثل داعش أو القاعدة) ، وبين الرغبة في الحفاظ على قنوات اتصال مع الجيش و ” التمرد المسلح ” لدفع مفاوضات سلام / هكذا تنظر عديد الدوائر ومراكز القرار في الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ..!!*
● *ويبدو ان هذا التبرير لا يستند إلي منطق لطالما مارست الميليشيا كل صنوف الجحيم بحق الشعب السوداني، قتلت وحرقت وهجرت وإغتصبت ونهبت وابادت ، لذلك تفجرت براكين الغضب في دوائر كبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات حقوقية من والي ، مما يدلل علي ان الشيء الذي ربط عدم دمغ ميليشيا حميدتي بالارهاب هو لغة المصالح السياسية لا غير ، وفي البال التحقيقات فى المحكمة الجنائية الدولية (ICC) فى جرائم دارفور منذ عام 2005م فلماذا إذن هذة المماطلة فى أعلان أن قوات الدعم السريع منظمة ارهابية ؟*
● *ان غياب التصنيف ليس تبرئة للدعم السريع، بل نتيجة لصراع المصالح بين دول تؤثر على القرار الدولي، ورهانات على “استقرار” هش قد ينهار بالتصنيف، إضافة إلى تعقيدات قانونية مختلقة تمنع توحيد الرؤى ،، في الوقت نفسه تستفيد بعض الأطراف الإقليمية من استمرار الوضع الراهن كأداة للضغط على الجيش السوداني وحلفائه ..!!*
● *كما ان بعض الدول لا تزال تعتبر الصراع في السودان مجرد حرب أهلية، وليس تمردًا إرهابيًا منظمًا وهو ما يعطل أي تحرك دولي جاد وعلي كل فان التأخير في تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية ليس بسبب نقص الأدلة على انتهاكاتها، بل بسبب تشابك المصالح الجيوسياسية والرهانات الإقليمية التي تجعل الدول الفاعلة تفضل التعامل مع الواقع القائم بدلًا من تغييره ..!!*