منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ابراهيم مليك يكتب : *إلى أين تمضى أزمة حزب الأمة القومى ….. ما بين برمة وآل المهدى ؟!*

0

ابراهيم مليك يكتب :

*إلى أين تمضى أزمة حزب الأمة القومى ….. ما بين برمة وآل المهدى ؟!*

الأربعاء 2025/2/26

أزمة بعض الأحزاب السياسية السودانية أزمة مركبة ومتوارثة لأنها أحزاب عشائرية طائفية مبنية على قداسة الأشخاص وليس المؤسسية والدستور…

حزب الأمة هو نتاج الثورة المهدية التى قادها الإمام محمد أحمد المهدى بغطاء دينى جمع حوله أنصار آمنوا بفكرة المهدية ويعتقدون فى الإمام المهدى السودانى بأنه المهتدى المنتظر الذى يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً ومن لم يؤمن بذلك يعتبر خارجاً من الملة!
هذه العقيدة قادت لصدام ومواجهة بين الخليفة عبدالله التعايشي وبعض علماء السودان الذين أنكروا هذا الإدعاء…

إلى يومنا هذا بعض الأنصار يعتقدون بأن الإمام المهدي السودانى هو المهدى المنتظر والإمام الهادي هو غائب وسيعود …
بعد هزيمة الأنصار ومقتل الخليفة التعايشي وتفرق الأنصار جمعهم الإمام عبدالرحمن المهدى والذى يعتبر المؤسس الثاني للفكر المهدى بغطاء سياسي وديني بعدها جاء حزب الأمة وكيان الأنصار….
منهج الإمام عبدالرحمن فى فى قيادة الأنصار وحّدَ وجدانهم وأعاد تماسكهم وجمع شملهم تحت راية واحدة شعارها (لا حزبية ولا طائفية ديننا الإسلام ووطننا السودان)…
بدأ الصراع داخل بيت المهدي بين الراحل الصادق وعمه أحمد وانقسم الأنصار إلى تيارين وكان التيار الأكثر فاعلية وتأثير هو تيار الصادق المهدى الذى يعتبر أصغر رئيس وزراء سودانى جمع بين مسميين (رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار) وبوفاته أصيب حزب الأمة باليُتم والضعف….
بمجيئ برمة ناصر رئيساً للحزب والتغييرات السياسية التى طرأت على الساحة السياسية عاد الصراع بين قيادة الحزب مع برمة ناصر وآل المهدى حيث استغل برمة ناصر موقعه فى الحزب وركل تاريخ حزب الأمة بتحالفه مع مليشيا الدعم السريع وحركات التمرد مما جعل آل المهدى ينتفضون لإنقاذ حزبهم الذى يمثل إرثهم وإرث للسودانيين لأن الأنصار ليسوا قبيلة ولا جماعة إنما كيان عريض يضم كل السودانيين ولكن قادته بدّلوا وغيروا وتنكبوا الطريق…
ومن أبناء الصادق المهدي تطرفاً هما (الصديق ومريم)…
إن انضمام حزب الأمة للحرية والتغيير ومشاركته القحاتة فى حكومة حمدوك وتحالفهم مع الدعم السريع أدخل الحزب فى مأزق اخلاقى ومواجهة مع الشعب السودانى و بتوقيع برمة ناصر رئيس الحزب مع شلة نيروبى أكمل الناقصة…

محاولات عزل برمة ناصر فى هذا التوقيت سيزيد من انقسام الحزب الذى يعانى هشاشة فى القيادة…
لم تراع قيادة حزب الأمة الحالية تاريخ ومجاهدات الأنصار فى توحيد وجدان الشعب السودانى فى مواجهة المستعمر واليوم يعود ذات الحزب الذى حارب أسلافه المستعمر بإعادة الاستعمار للسودان بطريقة مستفزة للشعب مما يحدد وحدة الحزب وحدة السودان….

يبدو جلياً أن حزب الأمة تم اختراقه من كوادر اليسار فأفسدوا آل المهدى بإغرائهم بالأموال والشراكات غير مأمونة العواقب ودخل حزب الأمة فى ورطة لا فكاك له منها إلا بعملية جراحية مراجعات عميقة وشجاعة وإلا سيكتب الحزب نهاية سيئة لتاريخه…

هذه الحرب كشفت أن الحزب الشيوعى أكثر ذكاءً وتماسكاً من حزب الأمة فالحزب الشيوعي الآن لا أحد يعرف موقفه فهو لم يعلن بعد هل مع الجيش أم ضده رغم أن الأخيرة هي الأرجح!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.