منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي ادم احمد يكتب: *بيادق وبنادق مستأجرة *

0

علي ادم احمد يكتب:

*بيادق وبنادق مستأجرة *


حقيقية لم يأخذ تشكيل حكومة موازيه كفاية من التشريح السياسي والاجتماعي واخضاعة لنقد مبني على معطيات الواقع السوداني وأثار الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع الارهابية وشريكها السياسي يبدو أن السير في اتجاه النقد السطحي باتت سمه لمعظم الكتاب السياسيين إذ يفضلوا الحديث عن الشخصيات وادوارهم المرتبطة بالحدث أكثر من الأهداف الكلية للمشروع السياسي أو الحرب المدفوعة من جهات إقليمية ودولية لأحداث تغيرات جذرية في المشهد السوداني والاقليمي والدولي جراء مثل هكذا احداث كبرى لا تمثل فيها هذه الشخصيات مجرد بيادق تحركها القوة الدولية والإقليمية من أجل القيام بأدوار محدد ٠ كل هذا الفعل الذي تم في نيروبي وقبله في أديس أبابا تم بدفع من تلك القوة التي تريد احداث تغيرات جذرية في المشهد السوداني كانت أحزاب تقدم مسلوبة الإرادة عاجزة عن احداث اي تغير في المشهد قبل الحرب أو اثناءها بالتاكيد هذا لا يعفيها من العمالة والارتزاق والمسألة القانونية والسياسية والأخلاقية ٠ الذهاب لتأسيس حكومة موازيه أو ميثاق سياسي يبرهن مدى التماهي والاتساق مع المليشيا الارهابية وداعميها في تدمير الدولة السودانية لدرجة بات من الصعب الفصل بين المليشيا واحزاب تقدم منذ بداية الحرب كان الأمر واضح ولا يحتاج لبراهين بأن هذه الحرب هي خطوة تم اتخاذها بناء على تفاهمات تمت بين المليشيا الارهابية واحزاب تقدم رغم نفي الأخيرة اي علاقة لها بالحرب من خلال تصريحات قيادات تلك الاحزاب وتهديداتهم بتسليم السلطة بطريقة غير شرعية سوى شرعية البلطجة الدولية مسنودة من انظمة ومنظمات دولية وبدأت تصدر بيانات تخاطب فيها طرفي النزاع أو اتخذت شعارات جاءت متاخر بضرورة وقف الحرب بعد أن تبين لها فشل العملية العسكرية في إقامة الدولة الإطارية اذا صح التعبير ما حدث نيروبي هو فقط رفع الستار وكشف العلاقة بين المليشيا الارهابية واحزاب تقدم واخذت العلاقة تاخذ شكلا واضحا للعيان ٠ ذهاب تقدم إلى تشكيل حكومة موازيه هو سقوط في الهاوية ومواجهة مباشر مع الشعب السوداني الذي نكل به على يد المليشيا الارهابية الجناح المسلح لأحزاب تقدم هذا لوحده يجعل هذه الاحزاب تتحمل كل هذه التكلفة السياسية والقانونية والأخلاقية ينسف اي وجود ومستقبل سياسي لها على المدى القريب والبعيد في الواقع السياسي السوداني اما من الناحية العملية لا يمكن لهذه الحكومة المزمع إنشاؤها ان تقدم اي شي يسهم في إحلال السلام واستقرار البلاد لكن السؤال الذي يفرض نفسه ما الغرض الحقيقي من توجه الكفيل الاماراتي من الاتجاه في تشكيل حكومة موازيه الامارات لا تحفل بالديمقراطية ولا نظامها ديمقراطي لكن لو نظرنا للاقليم وتدخلات الامارات فيه لوجدنا هذا النسق متبع من قبلها في اليمن أو ليبيا أو اي منطقة تتواجد فيه داعمه المجموعات التخريبية لكن أيضا لا أحزاب تقدم ولا الكفيل الاماراتي استطاعوا قراءة الواقع السوداني بصورة جيدة قبل أن يتوجهوا لمثل هذه الخطوة وتأسيس سلطة موازيه لا الجغرافية ولا الواقع الأمني والاجتماعي يخدم نجاح هذه الخطوة بل سيخلق حالة من الصدام المباشر بين المجتمعات والمليشيا الارهابية سوى في دارفور أو كردفان وقد رأينا ردة الفعل العنيفة اتجاه عبد العزيز الحلو من قيادات الحركة الشعبية وسكان جنوب كردفان بصفه عامة ورفضهم بصورة قطعية اي توجه أو تحالف مع هذه المجموعة المجرمة قد تكون مثل هذه خطوات نجحت في اليمن وليبيا لاختلاف شكل الصراع لديهم عما يحدث في السودان وغيرها من الظروف المختلفة تماما عن الواقع السوداني لا يسع المجال لذكرها ٠ هناك احتمال أخذ البلاد إلى الفوضى التامة وإدخالها في دوامة عنف مجتمعي بعد أن تبين لهم خسارة الحرب وهذا الاحتمال أكثر ترجيحآ من خلال أخذ المعطيات من تفسير سلوك الامارات من زيادة تدفق الاسلحة النوعية وضرب مناطق بعيدة من ميادين القتال وذات طبيعة مدنية لا علاقة لها بالعسكرة تتوالد الأسئلة الاستنتاجات والتحليلات وكلها تصب في اتجاه واحد هو أن الامارات ستواصل دعمها اللا محدود خدمة لمشروع اختطاف الدولة السودانية أو تفكيكها لصالح مشروع الشرق الاوسط الجديد والصهيونية العالمية ٠

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.