توفيق جعفر المكابرابي يكتب : *في نقد مشروع الحداثة : (محمد عبد الحي : يضيء مشروعه المعرفي الإبداعي بلغة متفردة ..!)*
توفيق جعفر المكابرابي يكتب :
*في نقد مشروع الحداثة : (محمد عبد الحي : يضيء مشروعه المعرفي الإبداعي بلغة متفردة ..!)*
يقف ديوان العودة إلى سنار، كمعلم شاهد علي التفرد، والصور الموحية ، المدهشة؛ ولا يزال ~ علي جماله ~ يوحي بقراءات جديده، واضافات نقدية حديثة، ولقد انفتح رهان الشعر الحديث؛ علي خطاب جديد، وايقاع موسيقي لكل قصيده، وفي رأي الناقد السوداني معاوية البلال، أنه لو كان الشعر الحديث، انقلابا في القافية، وشكل القصيدة، فإن محمد عبد الحي جدد ايضا، في محمولها ، وموضوعاتها، وخطاب القصيدة نفسها :
أجمل من في الغابة يصهل قرب النبع يغني :
ظل الشمس علي أشجار التفاح، جرح ربيع الروح تلألأ، أجمل من كل جراح الأيام تحت مصابيح الشارع والحزن ..
تحت فضاء ازرق منفتح
فوق جبال خضر ..!
أجترح عبد الحي لغة تناسب مشروعه المعرفي الإبداعي الثقافي، في العودة، وما ادراك ما العودة ..!
حمل قصيده سؤال الهوية المستعر في الذاكرة، وجدل تيار الغابة والصحراء، وجينات من وصمنا، وخصوصياتنا التاريخية :
سنار تسفر في بلاد الصحو، جرحا أزرقا، قوسا حصانا اسود الأعراف، فهدا قافزا في عتمة الدم، نجوما في عظام الصخر؛ رمحا فوق مقبرة ..
كتاب ..
واحدة من صور العودة الغائب :
الليلة يستقبلني أهلي …
خيل تحجل في دائرة النار ..
وترقص في الأجراس وفي الديباج ..
ومرة اخري:
أهدوني مسبحة من أسنان الموتي، ابريقا جمجمة، مصلاة من جلد الجاموس …
رمزا يلمع بين النخلة والأبنوس ..!
لغة معطونة برائحة التصوف، وراكزة في أرض الرماد ..:
سأعود اليوم يا سنار حيث الرمز خيط من بريق اسود ..!
بين الذري والسفح ..
والغابة والصحراء …
والثمر الناضج والجذر القديم …
ونواصل