منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*الزاهر البوليس* لواء دكتور عمر عبد الماجد

0

*الزاهر البوليس*

لواء دكتور عمر عبد الماجد

فاروق الزاهر

لم نكن نعرف عن الشهيد فاروق الزاهر سوى انه( بوليس سري) شاب نحيل البنية قوي الشكيمة ..فارع الطول ترتسم على ملامحه إبتسامة صادقة كانمأ يهزأ فيها بالدنيا وزخرفها الزائل .
وان رسمت لك الأقدار ان تكون يوماً في إعلام الشرطة فأنت بلا شك على موعد مع فاروق الزاهر … فالشهيد كان علامة اساسية في معظم البرامج الشرطية وبشكل خاص برنامج ساهرون التلفزيوني
وارتبط أسم البرنامج بإسمه ارتباطاً وجدانياً قبل ان يكون فنياً وطبع عليه بصمته الرائعة وصارت كلمة ساهرون لا تقرا الا وهي مقرونة بفاروق الزاهر .
ما أن يدلف الزاهر مكتبك في خطواته الواثقة ومحتواه الفخم ونفسه الابية
و يجلس اليك في أدب جم محافظاً على تلك الابتسامة وان كان موضوع اللقاء بوادر أزمة في الإنتاج وهي أزمات متكررة يعلمها اهل الاعلام جيداً … ثم يطرح ما لديه بمعرفة مهنية فذة واللافت ان الزاهر كان يحمل الأزمة في يسراه وملامح الحل في يمينه فلم يكن يتبنى طرح العقدة في المنشار او إختلاق الأزمات .
تميز الزاهر بقدرة فائقة على الصبر والجلد وحل المشاكل بل إستطاع بأخلاقه وطوال فترة عمله الطويلة الممتدة في اعلام الشرطة منتدباً من التلفزيون القومي ان يخلق علاقات متميزة افقية وراسية جعلت منه شرطياً كامل الدسم لا ينقصه الا الزي بل ان فاروق والذي كثيرا ما تنقل في اصقاع السودان البعيدة في ما يعرف بالماموريات مستصحباً طواقمه الفنية كان شديد الالتزام بالضوابط واللوائح التي تنظم تلك المهام بل كان يقدم ملاحظاته حتي علي أمر التحرك .
وانا اهم بالكتابة عن الزاهر تاملت كل ابعاد ومعاني مفردة (اتَّخذَ يتَّخذ ،اتِّخاذًا) التي وردت في الذكر الحكيم عن اكرام وانتخاب الشهداء بالشهادة …
قال تعالي :
*(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)*
وتاملت بعمق ان تلك الكلمة والتي تعني في عاميتنا العزل او الإختيار و بالرجوع الى الاتخاذ وجدت أن الذين يشملهم الإتخاذ للشهادة لديهم في حقيقة الامر معين كبير وسيرة غنية وعطرة تمكن كل من يستعرض تلك السيرة ويعدد تلك المآثر والسجايا أن يجد منها الكثير دون ان تنضب او تتكرر او تتقاطع وفي ذاك حكمة بالغة ووجدت ذلك بائناً في كل من كتب عن فاروق والكل ينسب الشهيد لزمرته …
لعل فاروق وهو يوثق لحظاته الاخيرة في دار الفناء شهيدا اضفي لمسته الاخراجية الرائعة علي تلك الخاتمة التي تزينت بشرف الزمان اواخر أعظم شهر وشرف المكان رمز عزة وسيادة الأمة قصرها الجمهوري ونصرها الاسطوري… ليكون شاهداً وشهيدا يزف الي الجنة باذن واحد احد.
قال تعالي :

(*وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ*)

صدق الله العظيم

*اللواء د. عمر عبد الماجد بشير*
الناطق الرسمي الاسبق للشرطة السودانية

المملكة المتحدة
*رمضان ١٤٤٦ه*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.