د.إسماعيل الحكيم يكتب.. *السودان في مواجهة الكلمة الفاصلة..*
د.إسماعيل الحكيم يكتب..
*السودان في مواجهة الكلمة الفاصلة..*
تتجه الأنظار غدًا الخميس /4/10 إلى لاهاي، حيث تنعقد جلسة محكمة العدل الدولية للنظر في الشكوى المقدمة من جمهورية السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، في لحظة مفصلية من تاريخ الصراع السوداني، وخطوة استراتيجية تنقل المواجهة من ساحات المعارك إلى منصة القانون والعدالة الدولية.
فالسودان وهو يحمل ملفه المزود بالأدلة الدامغة والمستندات الموثقة، فإنه يستند إلى أحكام القانون الدولي الإنساني، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، والتي تُجرّم بشكل واضح أي دعم خارجي للجماعات المسلحة غير النظامية، وتعدّه انتهاكًا صارخًا لسيادة الدول. كما يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص في مادته الثانية الفقرة الرابعة على:
“يمتنع جميع أعضاء الهيئة في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة…”
وإلى جانب ذلك، يحتكم السودان إلى السوابق القانونية لمحكمة العدل الدولية، التي أكدت في أكثر من حكم – كما في قضية نيكاراغوا ضد الولايات المتحدة (1986) – أن تقديم الدعم العسكري أو المالي للجماعات المسلحة داخل دولة أخرى يُعد انتهاكًا للقانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
من جهتها، تسعى الإمارات إلى نفي هذه التهم، مستثمرة ما تملكه من شبكة علاقات إقليمية ودولية واسعة، محاولةً طمس الحقائق وتجميل الصورة، رغم تواتر التقارير والشهادات الأممية التي توثق دعمها المادي واللوجستي للمليشيا المتمردة في السودان.
الجلسة التي تنعقد غدًا ليست مجرد مسار قانوني، بل لحظة لكشف الحقيقة أمام العالم، وفرصة لأن تقول العدالة كلمتها في زمن عزّ فيه إنصاف الشعوب الضعيفة.
وهنا يأتي النداء لكل سوداني حر أن يقف موقف الشاهد والداعم، بالدعاء والتضرع، وبالتأكيد على أن الحق لا يموت إذا وجدت الإرادة الحية. وكما قال الفقيه القانوني الفرنسي الشهير جان جاك روسو:
“العدالة دون قوة عاجزة، والقوة دون عدالة طغيان”
فليكن سلاحنا القانون والحق والدعاء، ولتكن قضيتنا منبرًا لكشف الباطل وإحقاق الحق.
فغدا لن يتكلم المدفع بل ستتكلم الوثائق وتترافع الأدلة والبراهين فكونوا في صف الوطن ..فما ضاع حق وراءه مطالب وما خذل شعب توكل على الله..والله أكبر والعزة والمجد والسؤدد للسودان الأبي ..شعباًوحكومة ..ولا نامت أعين الخونة والجبناء ..وبإذن الله النصر حليف قواتنا المسلحة ..
Elhakeem.1973@gmail.com