وقل اعملوا د/عبدالله جماع لندن هي جدة !!
وقل اعملوا
د/عبدالله جماع
لندن هي جدة !!
تقوم العلائق بين الدول اساسا، علي عدة عناصر، منها الاهداف المشتركة او المصالح المتبادلة و الاحترام المتبادل او الهيمنة و( الاستهبال) او معها مجتمعة. ولكل عنصر منها له معانيه ومقتضياته وتكلفته وظروفه. ولكن نود ان نتطرق هنا فقط لعنصري ( الهيمنة والاستهبال)، لِما فيهما من اجحاف وظلم وحقارة للشعوب. فالهيمنة تستلب قوتها وجبروتها من الامكانيات المادية والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي تحظي به الدولة المُهيِمنة ،ويضاف لها احيانا التميز الجغرافي. كما يعتبر قيام الحضارات القديمة السابقة كالفارسية والرومانية والكونفوشسية، هي اساس بروز عصور الهيمنة السابقة واللاحقة، وماتبعها بعد ذلك من استنساخ لبعض عناصر المكونات الاخري التي تتفوق وتمتاز بها ، تلك الدول، مما أهلها للسير قدما في طريق الهيمنة والا ستكبار منذ قديم الزمان والي يومنا هذا . وسيظل الحال علي ذلك ، اذا لم تتبدل مواقع الهيمنة اوظهور متغيرات حديثة ذات نفوذ وقوة لتدفع بها ( المهيمنين) المستبدين الي الوراء. فبعد استبدال عصبة الامم ( المهيمن) الاكبر والاوحد وقتها. توالت اعمال الهيمنة والاستكبار فجئ بالامم المتحدة ومن ثم تمخض عنها لاحقا مجلس الامن، كعنصر هيمنة واستحواذ جديد. حيث منه تنفرد الدول العظمي مجتمعة او كل منها لوحدها ، في ممارسة هيمنتها علي باقي دول العالم كما هو معلوم ومعترف به (كالفيتو) مثلا. وخير مثال لتلك الهيمنة والغطرسة، هو ما تقوم به ( حاملة القلم) الان، تلك المملكة التي لاتغيب عنها الشمس. وهي تُجِمِع الدول من حولها ، بدعوي مساعدة السودان وشعبه للخروج من ازمته ومعاناته الحالية. والتي هي اي بريطانيا وكثير من تلك الدول الاوربية المجتمعة الان في لندن عنصر اساسي في هذه الحرب المدمرة بطريقة واخري. ومن تلك الاخري وحسب هيمنتها اللامحدودة هو صمتها وغض طرفها عن كل فظائع وجرائم مليشيا الجنجويد، والسكوت عن الداعم الحقيقي والممول الاوحد لها الا وهي الامارات، حيث قتلت وسحلت الشعب السوداني سحلا. و هذا هو معروف لدي جميع دول وشعوب العالم، ان من يؤجج نيران هذه الحرب هي دولة الامارات و بمعاونة ومساندة شراذم قحط. الذين لفظهم الشعب السوداني وصار يطاردهم ويهتف ضدهم اينما كانوا وحيثما تواجدوا . واخر ماشاهده العالم هو تنكيل الشعب السوداني بشراذم قحط وما شاهدته بريطانيا نفسها و بام عينيها يؤكد مدي بغض وكراهية جموع هذا الشعب لشراذم قحط عملاء بريطانيا وحلفائها. اولئك هم الذين تعتمد عليهم بريطانيا وتسعي جاهدة لتنصيبهم حكاما علي رأس الشعب السوداني رغم انفه. وكذا في بسط هيمنتها وتمرير اجندتها الخبيثة علي السودان. وهم يُحاصِرون من قبل تجمع السودانين لهم في منظر مهيب لمقر اقامة مؤتمر( الاستهبال) الدولي بلندن. علما ان تجمع الاستهبال هذا يزعم ان سبب انعقاده هو لغرض تجميع اموالا لمساعدة شعب السودان. في حين انه لم يكلف نفسه للقيام بتوجيه دعوة لحكومة السودان المناط بها اصلا القيام بتنفيذ ما يُتفق عليه في مؤتمر لندن هذا ، لمنفعة وصالح المواطن السوداني بأي حال من الاحوال. وهو ما يؤكد بأنه فقط مؤتمر للهيمنة الدولية والاستهبال البريطاني وقد سبقه مؤتمر مشابها له في باريس و لنفس الغرض والاهداف .حيث لما اصبحت دائرة الهيمنة الغربية تضيق علي بعض دولها داخل مجلس الامن بسبب بعبع الفيتو الروسي المحتمل . لجأت دول الاستكبار الخبيثة هذه وعلي رأسها بريطانيا لعقد مثل هذه المؤتمرات، خارج قاعات مجلس الامن، ابتغاءًا لتحقيق اهدافها العدوانية ضد شعب السودان ودعما ونصرة لمليشيا الجنجويد وتبييضا لوجه حليفتها الامارات المتهمة دوليا و بأعتراف معظم المنظمات والهيئات العالمية بامدادها وتوفيرها لكافة العتاد والسلاح الذي يقتل به الشعب السوداني. وان هذه الحرب وما اوصلت اليه من دمار وخراب ومأسي ووضع انساني مريع كله بسبب الدعم الاماراتي لمليشيا الجنجويد ولولاها وللتغطية البريطانية والسكوت عن جرائم حليفتها الامارات لتوقفت الحرب هذه منذ امد بعيد. ومع ذلك ستستمر بريطانيا في استهبالها وخبثها وهيمنتها ، رغم انين الشعب السوداني ومعاناته.. ولكنها ارادت بعقد مؤتمر لندن هذا ان تختفي من اعين الفيتو الروسي ، لتفعل ماتريد ،ولكنه هيهات لها. فقد صعقت بما هو اسوأ منه ، وحسبته اي المؤتمر انه سيكون لها ملاذا امنا تختفي به من عيون الفيتو الروسي داخل مجلس الامن.و لتصنع لها به واقعا جديدا لتسحب به الحكومة السودانية من( اذنها). ولكنها فوجئت بما هو اسوأ حتي من الفيتو الروسي نفسه. اذ واجهتها بعض الدول المجتمعة كالسعودية ومصر بمواقف سياسية صلبة للغاية لصالح شعب وحكومة السودان، لم تكن تتوقعها، حيث اجهضت لها كل طموحاتها ومراميها الخبيثة وكذا حليفتها الامارات ، وافسدت عليهما سائر ما كانت تحلما وتسعيا لاجله من مكر وخبث. وكأنهما اي مصر والسعودية يقولا لبريطانيا ان كان المطلوب هو مصلحة السودان وشعبه ورفع معاناته فانها قد حسمت هناك في مؤتمر جدة مايو 2023. ولنجعل مؤتمر بريطانيا هذا كذاك اي فلتكن( لندن هي جدة). والا لا داعي( للاستهبال).. فلا تستجيرِ (بالرمضاء من النار)…
01125315079
Jamma1900@hotmail.co.