د/ محمد الشيخابي.. *السودان ضد الإمار.ات و إسر.ائيل ..من يفوز ؟*
د/ محمد الشيخابي..
*السودان ضد الإمار.ات و إسر.ائيل ..من يفوز ؟*

روشتة النصر ..
بس .. قبل الروشتة أعمل الفحص دا :
اي زول عاوز يغش نفسو ما يقرأ المقال دا .. !! يمشي يشوف لي منشور بتاع كورة و لا أغاني …!!
نحن هنا لنسمي الأشياء بمسمياتها … فقط ..
حقائق مؤلمة أفضل من أوهام مريحة ..
هذه الحرب منذ البداية هي حرب بين السودان و إسرا.ئيل مغلفة في ثوب الإما.رات و المليشيا..
قلنا العاوز يغش نفسو يمشي .. ما بلزمنا ..
اقصد ان الحرب (كانت) مغلفة .. !!
و بالهجوم المباشر على بورسودان أصبحت الحرب الآن على المكشوف ..!!!
السودان ضد إسر.ائيل و الإمار.ات .. فمن يفوز ؟
يحدثنا التاريخ عن عشرات المعارك التي انتصرت فيها جيوش أقل عدة و عتادا ً على جيوش أكثر عددا و تسليحا ً .. المسلمون في معركة بدر و الأفغان ضد الروس و من بعدهم الأمريكان ..كيف ينتصر الضعيف على القوي .. يتم ذلك باستخدام الأسلحة غير المرئية و غير المحسوبة و المفاجآت غير السارة للعدو مثل استخدام طبيعة و جغرافيا الأرض و توقيت المعارك و الكمائن و المفاجآت و الحصار و الأسلحة غير التقليدية و اختراق العدو بالجواسيس و بالصبر و عزائم الرجال و غير ذلك من ادوات الحرب و المقاومة المشروعةو من بعد ذلك طلب النصر من الله عز وجل..
في الحرب العالمية الثانية قررت ألمانيا غزو روسيا و احتلالها و في ذلك الوقت كانت ألمانيا تملك أقوى اسطول جوي من الطائرات المقاتلة و كذلك كانت الدبابات الألمانية افضل و أحدث مدرعات في ذلك الوقت و كانت كل المؤشرات تشير لاجتياح الألمان لروسيا خلال أسبوع أو اسبوعين على الأكثر..
و لكن …
كان هناك قائد روسي فذ .. هو الضابط ((جورجي زوكووف )) .. درس قوة نقاط الخصم و قوة ضعفه و وضع خطة عبقرية لهزيمة الخصم لا زالت تدرس حتى اليوم في الاكاديمات العسكرية ..
درس ذلك القائد مقدرات العدو و نقاط قوته فوجد أن الطيران الألماني في ذلك الوقت يفوق سلاح الجو الروسي بما لا يقاس و كذلك الدبابات الألمانية كانا أحدث بكثير جدا ً وقتها و الهزيمة واقعة لا محالة إن لم يحسن التدبير .. ( اعتراف بنقاط القوة في الخصم ) ..
بعد ذلك بحث هذا القائد عن نقاط الضعف لدى كل من سلاح الجو و المدرعات الألمانية فوجد نقطة ضعف هامة جدا و هي أن كليهما ( الطيران و الدبابات ) لا بد لهما من ( مسافة آمنة ) لتضرب .. اي لا بد أن تقصف من بعيد .. اولا ً لتحمي نفسها و ثانيا ً حتى لا تضرب جيشها أيضا ً ..
و هكذا ابتكر هذا القائد الفذ خطة تسمى *(( خطة معانقة الخصم))* و لا زالت هذه الخطة تدرس حتى اليوم و هي تعني ببساطة أن تقترب من خصمك بشدة كأنك تعانقه و بذلك تلغي المساحة الآمنة بين الجيشين فلا تستطيع الطائرات الحربية و الدبابات القصف لأنها إن فعلت فسوف تقصف الجيشين معا ً ..
و هكذا .. و بحسابات دقيقة ظل هذا القائد كلما تقدمت القوات الألمانية مسافة كيلومتر تقهقر هو بجنوده نصف كيلو متر و كلما تقهقرت القوات الألمانية كيلومتر و نصف لتتيح للطيران و الدبابات العمل تقدم هو كيلومتر واحدا و هكذا ظل هذا القائد الفذ يتقدم و يتقهقر مع الجيش الألماني محافظا على المسافة القريبة بين الجيشين مما أدى لتحييد سلاحي الجو و المدرعات تماما ً و تأخر دخول الأمان و اجتياحهم لروسيا و وقفوا عاجزين..
و عندما سُئل هذا القائد عن ( ماذا بعد ؟ ) أي ما هي الخطوة التالية قال حتى الآن نفكر و ندرس و لكن إلى أن نحدد الخطوة التالية فلن اسمح لهم بدخول بلدي و أنا الآن أتشاور مع القيادة العليا و مع الضباط و الجنود في الميدان على الأرض إلى أن نصل إلى خطة أو يأتي الفرج من السماء.. !!!
و هكذا استمر هذا الضابط الفذ يتقدم و يتقهقر و يناور و ( يرازي ) و ( يتلايق) و يناوش الألمان يهاجم و يتراجع و يهاجمهم مرة بفصيلة من ذات اليمين و مرة من اليسار و مرة بهجوم ليلي مباغت من الخلف و كل ما طال الزمن هبطت الروح المعنوية للالمان الذين كانوا يتوقعون النصر في اسبوعين فإذا بالأمر يتطاول و يمتد لشهور و شهور ..ظل الوضع هكذا إلى أن جاء الفرج من السماء … ! فما الذي حدث ؟؟
دخلت أشهر الشتاء الروسي القاسي الرهيب بثلوجه القاتلة و بالطبع فإن الأرض تنحاز لأصحابها و بالطبع فإن استعدادات الروس للشتاء أفضل من الألمان و خط امدادهم مفتوح و بالطبع فإن تحمل الجنود الروس للشتاء أفضل بكثير من الألمان الذين لم يضعوا في حسبانهم أن الأمر سيطول حتى فصل الشتاء .. وهكذا تساقط الجنود الألمان بأمراض الشتاء و الجليد و البرد و الجوع و هجمات الذئاب و رصاص القناصة الروس و في نهاية الأمر انسحبوا يجرجرون أذيال الخيبة بعد أن فقدوا أكثر من ثلث جيشهم ..
قصة حقيقة أخرى ادت لهبوط الروح المعنوية للألمان عند بداية دخولهم لروسيا حين صادفوا مزارعا يعمل في حقله و لم يلتفت لهم و واصل عملوه فاقتادوه لقائدهم الذي سأله عن موقفه فأجاب أن مهمتي هي العمل في الحقل أما هزيمتكم فهي مهمة الجيش..!!!
احتار القائد و نظر لجنوده ثم عرض على المزارع أن يعمل جاسوسا لصالحهم فرفض … اغتاظ القائد الألماني و قال الا تدري من أنا.؟ … أنا القائد ( .. ) الناس يفرحون لمجرد مصافحتي فقال المزاراع أنا لا اتشرف بمصافحة من يحتل بلدي فأمر القائد جنوده فأمسكوا المزارع بالقوة و جذبوه من ذراعه و ارغموه على مصافحة قائدهم ثم تركوه فما كان من المزارع إلا أن اخرج من طيات ثيابه منجلا حديديا ً ضخما و في لحظة خاطفة بتر به كف يده امامهم قائلا : انني اتبرأ من هذه الكف التي صافحت من يريد احتلال بلادي .. !!! ومن هنا بدأت الهزيمة النفسية للألمان إذ قالوا لبعضهم و لقائدهم إذا كان المزارعون البسطاء بهذه الشراسة فكيف يكون الجنود. ؟؟
بالنظر إلى هذه المعركة نجد أن الجيش الروسي الأضعف قد انتصر على الجيش الألماني الأقوى و الأكثر و الأحدث تجهيزا باستغلال عدة عوامل يمكن تلخيصها في : الصبر – دراسة نقاط قوة الخصم- تحييد نقاط قوة الخصم- دراسة نقاط ضعف الخصم و ضربه من خلالها – استغلال طبيعة و جغرافيا المنطقة – التفاف الشعب حول جيشه ادت لهزيمة العدو نفسيا ًقبل حتى أن تبدأ الحرب.
نحن الآن في حرب رسمية و عدوان مباشر من الإمار.ات و إسر.ائيل و بأوراق مكشوفة.. يجب تحديد نقاط قوة و ضعف الإمار.ات و ضربها من خلالها
..
الإمار.ات لن تتوقف إلا إذا الحقنا بها ضررا ً بليغا ً في شيئين : قدراتها العسكرية أو مصالحها التجارية أو الإثنين معا ً ..
هذه الحرب حرب ذكاء في المقام الأول و القوات المسلحة السودانية ذات الشرف الباذخ و التاريخ المرصع بالبطولات لن يعجزها ان تجد طريقا لإلحاق الضرر البليغ بالإمار.ات عسكريا ً و تجاريا ً .. التحالف مع كل من يمكنه الوصول لسواحل الإمار.ات و مفاصلها التجارية هو مفتاح الحل و قواتنا المسلحة الباسلة و أمن الجن ما بتوصوا ..
خاتمة :
هم أكثر عتادا ً و نحن .. أكثر عنادا ً ..
نحن نحتاج إلى:
الصبر والتكتيك.
تحييد التفوق الجوي والتكنولوجي.
استغلال جغرافيا البحر و البر والممرات المائية الحيوية.
التحالف مع من يملك القدرة على الوصول.
ضرب المصالح التجارية الحيوية.
قوتهم في العتاد.. وقوتنا في العناد.
الخاتمة
نحن لا نقلل من قوة العدو، بل نقر بها لنفهم كيف نهزمه.
الإمار.ات وإسر.ائيل تتفوقان عسكريًا، لكن لدينا مفاتيح التفوق الأخلاقي والتكتيكي، والإلتفاف الشعبي و القضية العادلة و نصر السماء ولدينا جيش يعرف كيف “يعاين جوة الكُوشة” قبل ما يتحرك.
الانتصار لا يُقاس بالضربة الأولى، بل بمن يصمد للضربة الأخيرة… تحياتي ..
د. محمد الشيخابي
مايو 2025
