عٕرق في السياسة
الطريفي ابونبأ
*الخرطوم ( تقرأ ) الشائعات و (تهدم ) مستقبل البلاد*
عندما قال عميد الأدب العربي طه حسين في سبعينيات القرن الماضي مقولته المشهورة (القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ) لم نكن نعلم أن المقولة ستكون ” ترند ” وديباجة في سنواتنا هذة وإن تغير الحال وتسارعت الأحداث لنصبح أكثر المتلقين ليس قراءة للثقافة والكتب بل حتي ( للشائعات ) ومايحدث الان يؤكد أننا الاكثر في العالم ( تهافتاُ) للشائعات …
قبل أيام كانت نتيجة امتحانات الشهادة السودانية والتي أثارت جدلاً كبيراً بسقوط مدارس ومؤسسات تعليمية رائدة في التعليم وظهور اخري وتوالي احساس من ( الغبن ) للنتيجة من قبل طلاب شككوا وأسرهم في نتيجة العام الاستثنائي للشهادة السودانية …كثير من الطلاب حدث لهم احباط واصبحوا عرضه للشائعات التي شككت في النتيجة …بالامس كنت أمام حالة من الاضطراب النفسي واليأس لأحد الطلاب الذين استنفد وانا شاهد علية كل الوسائل لإقناع نفسه بأن نتيجته مزروة وفيها تلاعب …الطالب المعني كان ضمن الطلاب الذين تجمهروا أمام وزارة التربية والتعليم بالدامر مطالبين بمراجعة نتيجتهم وهو الحاصل علي ( 79.6%) بينما يقول إن نتيجته لا تقل في حقيقتها عن ( 94%) هذا الطالب تواصل مع قوقل بعد أن واجهة الصدود من الوزارة ليتغذي بمعلومات كبيرة وثقافة عن الامتحانات وتقديم شكواه وقوقل المحترم أكد له أنه بمقدور أن يعين محامي ويشتكي الوزارة ….
ما يهمنا الحالة النفسية للطلاب غير المدركين لاستثنائية الامتحانات والتي نجحت في دعم حرب الكرامة وتأكيد علي دحض شائعة سيطرت المليشيا علي البلاد ….
شخصياً أتوقع أن يكون هنالك بعض الإخفاق غير المقصود صاحبه النتيجة ولكن ما حققته من اعجاز ونجاح في قيامها كان أكبر ومايبقي الان هو الحفاظ على ( نفسيات ) الطلاب ودعمهم وعدم الإذعان للشائعات فكيف لنا أن نكون شعب متلقئ فقط وقارئ بلا تمييز أو تفكير وإحكام العقل في تدبير حياتنا….
مسؤلية علاج الأزمة النفسية للطلاب بايدي المعلمين والتربويين ودون ذلك سننتج الغبن وإحساس الظلم الذي سيأثر في مستقبل البلاد إذا كنا نؤمن بأن الطلاب هم عماد المستقبل…..
