د. اسماعيل الحكيم يكتب : *يوم الغضب السوداني ..صوت يخترق جدار الصمت الدولي*
د. اسماعيل الحكيم يكتب :
*يوم الغضب السوداني ..صوت يخترق جدار الصمت الدولي*
خرج السودانيون في عواصم العالم الكبرى، من واشنطن إلى لندن، ومن باريس إلى أوتاوا ،في مشهدٍ تاريخي غير مسبوق يهتفون بصوت واحد: “لا للعقوبات الجائرة على السودان”. مشهد حمل اعظم الدلالات وأعمقها عن وطنٍ لا تُطفئ جذوته المحن ، ولا تثنيه الإبتلاءات وعن شعبٍ معلم يرفض أن يُصوَّر وكأنه ضحية وهو في موقع الشرف والمقاومة.
العقوبات الأمريكية المفروضة مؤخرًا على السودان جاءت، كما وصفها المحتجون، مجافية للعدالة، عارية من الدليل، ومبنية على روايات خصوم الوطن الذين لا يملّون من تسويق الأكاذيب وتجميل الخيانة ويتشدقون بكل قبيح من القول ورخيص . هؤلاء، من باعوا ضمائرهم، يسعون بكل وقاحة إلى تجريم شعبهم في المحافل الدولية، بينما هم أول من خانوا تراب هذا الوطن وسلامه الاجتماعي وسلمه الراكز في كل حي وفريق .
المظاهرات السودانية في الغرب ما كانت فعلاً احتجاجياً على غطرسة أمريكا الفارغة عن كل هدف فحسب ؛ بل كانت فعل وفاء، وصورة نادرة لولاء وطني لا تشوبه المصالح، ولا تشوشه الدعايات المغرضة. أن يخرج سودانيون من مختلف الأعمار والخلفيات، حاملين أعلام الوطن عالية هاتفين باسمه في شوارع الغربة، لعمري إنه تجسيد حي لمعنى الانتماء الحقيقي والغَيْرة الوطنية الصادقة، حين يتحول الحنين إلى الوطن إلى موقف وقضية، ويصبح الدفاع عنه واجبًا وفرضاً .
وإذا كان الخارج قد قال كلمته وأدى ما عليه ، فإن الوقت قد حان لتمد المدن السودانية يدها لصدى هذا الرفض ، وتتحول الساحات إلى منابر للكرامة الوطنية. فتكامل الجهد بين الداخل والخارج ضرورة استراتيجية ورسالة مطلوبة ، ليكتمل مشهد المقاومة الشعبية، ويعلو صوت السودان من كل حدب وصوب: “كفى عبثًا بمعاناة شعبنا.. ارفعوا أيديكم عن السودان!”
في يوم الغضب السوداني، نذكّر العالم نحن أهل السودان، أن الشعوب حين تتكلم ، تصمت البنادق، وتربك الحسابات. فصوت الجماهير إذا صدح بالحقيقة، يعبر الحدود ويخترق جدران الصمت الدولي. ولهذا فإن الرسالة التي سطّرها السودانيون في الغربة يجب أن تتحول إلى تيار وطني واسع يواجه كل حملات التشويه، ويُسقِط رهانات من يظنون أن السودان بات بلا سند ولا صوت. إنها معركة وعي جمعي ، لا تقل أهمية عن ميادين القتال… ومعركة كرامة ناعمة الملمس صادقة الحس ، عنوانها السودان لا يزال بخير ..ما دام هؤلاء أبناءه براً ورجولة .
*Elhakeem.1973@gmail.com*