حديث العقل عبدالبديع المكابرابي يكتب : *بين ثروة الوطن و مؤامرات الخارج*
حديث العقل
عبدالبديع المكابرابي يكتب :
*بين ثروة الوطن و مؤامرات الخارج*
إنه لأمر مفجع حقاً أن ترى إحدى أغنى الدول بثرواتها الطبيعية والموارد البشرية تعاني من غياب أبسط مقومات الحياة حين لا تتوفر المياه النظيفة، وتنهار الخدمات الصحية، وتتآكل البنية التحتية، يتضح جلياً أن هناك فجوة مؤلمة بين إمكانيات السودان الهائلة والواقع المأساوي الذي يعيشه شعبه هذا التناقض الحاد لا يعكس فقط خللًا داخلياً بل يكشف كذلك عن حجم التواطؤ الدولي الذي يسعى للحد من نهوض السودان واستقراره
فبعد النصر الذي حققته القوات المسلحة في الخرطوم ومدن أخرى، والذي مثل نقطة تحول كبيرة في مسار الأحداث، تجلّت ملامح كيد المجتمع الدولي للسودا
بصورة أوضح إذ تحركت بعض الأطراف الخارجية سريعاً لتجنيد من يثقون بهم في الداخل، بهدف تنفيذ أجنداتهم وتحقيق أطماعهم في بلد لطالما شكل عنصر توازن في المنطقة، بثرواته وموقعه الجغرافي وشعبه العظيم
ومن هنا، أوجه رجاء خالصاً إلى قادة القوات المسلحة السودانية، أن يُقرّوا على ضباطهم وجنودهم ضرورة العمل في سرية وتكتم، وألا يتم تصوير كل تحرك أو إنجاز عسكري فالتوثيق العلني المستمر قد يمنح العدو فرصة ثمينة لإعادة التفكير وتموضع قواته، وإعداد مفاجآت جديدة قد تضر بمسار المعركة إن سر النجاح في الحروب الحديثة يكمن في عنصر المفاجأة، والكتمان والانضباط الإعلامي
إن المرحلة القادمة تتطلب وعيًا عميقاً من أبناء الوطن، وإدراكاً بأن معركة السودان ليست فقط على الأرض بل أيضاً في ميادين الإعلام والدبلوماسية والتنمية ومهما اشتدت المؤامرات، فإن وحدة الشعب وثباته على المبادئ كفيلان بإفشال كل مخططات الأعداء، وتحقيق النهوض الحقيقي لهذا الوطن العزيز.