منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أضواء ونوافذ عامر حسن يكتب : *دكتور كامل إدريس وعبور التحدي: محفزات النجاح في ظل حكومة كفاءات ومستقبل وطني واعد*

0

أضواء ونوافذ
عامر حسن يكتب :

*دكتور كامل إدريس وعبور التحدي: محفزات النجاح في ظل حكومة كفاءات ومستقبل وطني واعد*

في لحظة فارقة من تاريخ السودان، وبين الترقب والانتظار، يبرز اسم الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، محاطًا بموجات من الآمال تارة، والشكوك تارة أخرى. وبين هذه وتلك، يتراءى مشهد جديد يحمل في طياته إشارات نجاح لا يمكن إنكارها، ومؤشرات انطلاقة مختلفة في مرحلة استثنائية، حيث تتراكم التحديات، لكن تتكثف معها فرص النجاح لمن يملك الرؤية والإرادة.
من أولى ملامح هذا النجاح المرتقب، تبرز استقلالية الدكتور إدريس كعنصر نادر في الساحة السياسية الراهنة. فلا حزب يتحدث باسمه، ولا كيان يزعم تبعيته له، وهذا في حد ذاته قوة صامتة تمنحه هامشًا واسعًا من حرية القرار، بعيدًا عن المحاصصة والضغوط الحزبية التي طالما أعاقت مسارات الحكم في البلاد. هذه الاستقلالية ليست مجرد حياد، بل هي رسالة واضحة بأنه يعمل من أجل الوطن وحده.
ويأتي الإجماع الوطني حوله ليضيف بعدًا جديدًا لهذا المشهد، فالتوافق الذي أبدته الكيانات الوطنية والأحزاب والقوى المدنية الوطنيه، لم يكن مجرد خطوة شكلية، بل هو تعبير عن إدراك جماعي لحجم المرحلة، وحاجة السودان لقيادة توحد ولا تفرق، تبني ولا تهدم، تقود ولا تُقاد.
وربما لا شيء يمنح القادة قوتهم أكثر من وجود شعب ملتف حولهم، يؤمن بالمسار، ويمنح ثقته بوعي. فالتفاف الشارع السوداني خلف قادة المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة، واتفاقه على كلمة سواء، يمثل وقودًا حقيقيًا لأي مشروع وطني جاد، ويمنح رئيس الوزراء الجديد سندًا لا يُشترى، وشرعية لا تُصنع.
وبينما تتجه الأنظار إلى ملفات الأمن والسياسة، يبرز ملف الإعمار كضرورة ملحة، لا يجب أن تتأخر. لكن الإعمار لا يبدأ ببناء الحجر، بل ببناء الخطة، ولا يتحقق بالشعارات، بل بالبيانات. لذا، فإن من أولويات المرحلة، حصر الأضرار في البنية التحتية عبر جهات مختصة، وبناء قاعدة بيانات دقيقة تُحدد حجم الدمار، تمهيدًا لانطلاقة مدروسة لا مكان فيها للعشوائية أو الاجتهاد غير المؤسس.
وفي هذا السياق، تُذكر تجربة والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، الذي لم ينتظر الأضواء ليعمل، بل سبقها بالفعل الميداني، والحضور المتواصل، والتواصل مع الشارع. إنه نموذج مختلف، لا يحتاج إلى تلميع، لأنه أثبت نفسه من الميدان، وليس من خلف المكاتب. لذا، فإن أمثال هذه الشخصيات هم من يحتاجهم رئيس الوزراء ضمن طاقمه التنفيذي، خاصة في وزارات مفصلية كالبنية التحتية التي تتطلب عقلًا عمليًا ويدًا تعمل بفعل ميداني وتخطيط مدروس ، إن لم تكن الاولويه الابقاء علية واليآ. كما يشابهه فعلا وعملا وزير الطاقه الذي نجح في إدارة الوزراة الطاقه والنفط بكفاءه عاليه وقدرة فائقه.
وإذا ما نظرنا إلى توجه الدولة الحالي بتشكيل حكومة كفاءات، فإن من الصعب الاعتقاد بأن رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس سيذهب بعيدًا عن هذا الخط. بل المرجّح أن يستعين بالخبرات الحقيقية، وبأمثال والي الخرطوم الذين لم تفرضهم الأحزاب، فُرضوا بقبول شعبي كامل، وردود فعل إيجابية انعكست بوضوح في مقال الأمس، ومقال اليوم للكاتب الأستاذ يوسف عبد المنان، وغيرهم من الأقلام التي لم تمدح الرجل لمجرد المديح، بل شهدت بإنصاف على جهوده الميدانية. هذه الشهادات لا تنطلق من مبدأ الدفاع، بل من دافع وطني وحرص على كشف الحقيقة، ومواجهة تلك الأقلام التي دأبت على انتقاد كل من يظهر في المشهد، لا نقدًا بنّاءً، بل انطلاقًا من مزاج نقدي جُبل عليه البعض كلما اقترب موعد تشكيل حكومة جديدة. وهي عقلية مورست مرارًا في مراحل سابقة، وحان الوقت لتجاوزها، وعلى بعض الجهات أن تواكب متغيرات المرحلة بروح جديدة ومسؤولية وطنية.
ولعل أحد أبرز عناصر الدعم التي تصب في مصلحة الدكتور كامل إدريس هو ما منحه له رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من صلاحيات واسعة، أبرزها إلغاء الإشراف السيادي على الوزارات، علمآ بأن الاشراف السيادي استدعت ظروف حينها لضرورة مرحله وفق فيها اعضاء المجلس، وفق ما خطط له،ولكن الآن لكي يتم رسم طريق واضح بصلاحيات واسعه، تم الغاء الإشراف، ما يمنح الحكومة القادمة كامل الحرية في التخطيط،والتنفيذ، دون تداخل أو تعطيل. وهو قرار لم يأتِ من فراغ، بل من إدراك لحاجة البلاد إلى سلطة تنفيذية قادرة على التحرك بخطى ثابتة.
كل هذه المحفزات، من استقلالية القرار، إلى الدعم الشعبي، إلى الإجماع الوطني، إلى توفر الكفاءات، مرورًا بالصلاحيات الكاملة، تشكل منظومة متكاملة من الفرص التي، إن أُحسن استغلالها، قد تفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان المعاصر. صفحة عنوانها: العمل، وشعارها: الوطن أولًا.
*فهل ينجح دكتور كامل إدريس؟*
كل شيء يقول نعم، والشعب يقول نعم، والتاريخ يفتح ذراعيه لمن يكتب المجد بالأفعال لا بالأقوال.

*عامر حسن*
*28مايو 2025*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.