د/ اميره كمال مصطفى ️ *خطاب د. كامل إدريس: بُشرى وطنٍ يستعيد توازنه ويخطو بثقة نحو المستقبل*
د/ اميره كمال مصطفى ️
*خطاب د. كامل إدريس: بُشرى وطنٍ يستعيد توازنه ويخطو بثقة نحو المستقبل*
في لحظة فارقة من تاريخ السودان، أتى خطاب الدكتور كامل إدريس، رئيس مجلس الوزراء، ليضع ملامح جديدة لمعنى القيادة الواعية والعبور الوطني، مقدّمًا للأمة رؤية متماسكة تُبشّر ببداية عهد جديد، يستعيد فيه الوطن اتزانه المفقود، ويضع قدمه على أول طريق الاستقرار والبناء.
إشارات وطنية عميقة… وتوجهات استراتيجية ذكية
منذ الدقائق الأولى للخطاب، كان واضحًا أن الدكتور إدريس لا يتحدث بلغة الإنشاء، بل بلغة المسؤولية والرهان على وعي الشعب. لقد أشار بوضوح إلى أن الأزمة السودانية لم تكن يومًا أزمة موارد أو شعب، بل أزمة إدارة وافتقار للرؤية، وأن ما نحتاجه اليوم ليس المعجزات، بل عقولًا واعية وإرادة سياسية مخلصة.
وفي هذه الروح، رسم الدكتور كامل إدريس خارطة طريق ترتكز على ثلاث ركائز أساسية:
1. الوحدة الوطنية كأولوية مطلقة
دعا الدكتور إدريس إلى نبذ الانقسام وتجاوز الاستقطاب السياسي الضيق، مؤكدًا أن السودان لن ينهض ما لم تلتئم جراحه الداخلية، وما لم يشعر كل مواطن، انه شريك أصيل في هذا الوطن. لقد خاطب الشعب بلغة جامعة، تتجاوز العرق والجهة والانتماء السياسي.
2. استعادة هيبة الدولة وبناء المؤسسات
أشار بصرامة إلى أن المرحلة القادمة لن تحتمل التسيّب أو الفوضى، وأن استعادة هيبة الدولة لا تعني القمع، بل تعني سيادة القانون، وترسيخ دولة المؤسسات والعدالة. وهذه رسالة قوية للداخل والخارج بأن السودان لن يكون رهينة للفوضى، بل دولة تقوم على قواعد الحكم الرشيد.
3. مشروع اقتصادي وطني للتعافي والتنمية
لم يغفل الخطاب الأزمة الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطن، لكنه لم يكتفِ بالتشخيص، بل طرح معالم برنامج وطني يقوم على دعم الإنتاج الزراعي والصناعي، واستعادة ثقة المستثمرين، وتوجيه الموارد نحو التعليم والصحة والتنمية الريفية. وقد أرسل إشارات واضحة إلى أهمية محاربة الفساد كمفتاح للتنمية المستدامة.
الخطاب… ما بين القوة الأخلاقية والسيادة الوطنية
ما يميز خطاب الدكتور إدريس ليس فقط وضوح الرؤية، بل قدرته على المزج بين الأخلاق والسياسة، وبين الحزم والإنصاف. ففي حديثه عن السيادة الوطنية، أكد أن السودان دولة ذات كرامة ، ولن ترهن قراراتها لأي جهة، لكنه شدد على أهمية الانفتاح الواعي على العالم، وتوظيف علاقات السودان الخارجية بما يخدم مصالحه العليا.
ودمتم دوما بخير