منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د/أميرة كمال مصطفى️ *السودان ليس سهلًا… والتاريخ لا يُشترى بالرصاص*

0

د/أميرة كمال مصطفى️

*السودان ليس سهلًا… والتاريخ لا يُشترى بالرصاص*

في ظل ما تشهده الساحة السودانية من تعقيدات وصراعات، يطفو على السطح تطور خطير وغير مقبول، يتمثل في تدخل بعض القوات الليبية ومساندتها لميليشيا الدعم السريع، التي باتت تشكل تهديدًا صريحًا لوحدة السودان وأمنه واستقراره. إن مثل هذا التدخل الأجنبي لا يُعد فقط عدوانًا على سيادة دولة مستقلة، بل هو أيضًا مساهمة مباشرة في إذكاء نار حرب لا تبقي ولا تذر، وفتح بابٍ جديد للتدخلات الإقليمية التي لا هدف لها سوى تمزيق ما تبقى من نسيج هذه الأمة.
السودان ليس بلدًا سهل الانكسار. هو بلد له من التاريخ والجغرافيا والشرف العسكري ما يشهد له العالم بأسره. شعبه الأبيّ الذي وقف في وجه الغزاة، من التتار إلى المستعمرين، لم يُعرف يومًا بالاستسلام أو الرضوخ. في الحرب العالمية الأولى والثانية، لم يكن السودان متفرجًا بل كان في صفوف المقاومة، مشاركًا ببطولات جنوده الشجعان الذين سطروا ملاحم تُروى بفخر حتى يومنا هذا.
من يقف اليوم خلف ميليشيا الدعم السريع، سواء كانوا من داخل الحدود أو خارجها، إنما يراهن على مشروع خاسر، لأن الشعب السوداني ببسالته ووعيه، لن يسمح بفرض واقع جديد يُكتب له بالدم والدمار. ومن يظن أن التدخل الليبي سيغير موازين القوى، فهو واهم؛ فالسودان لا يُقهر بالتآمر، ولا يُستباح بمجرد عبور بعض المرتزقة أو إرسال شحنات السلاح. بل إن مثل هذه التصرفات ستزيد الشعب السوداني صلابة، وتكشف حقيقة العدوان أمام العالم.
الأشقاء في ليبيا، والقيادات السياسية والعسكرية هناك، مدعوون لمراجعة موقفهم. فالسودان كان دومًا مع ليبيا وشعبها في أصعب ظروفها، ولم يكن يومًا مصدر تهديد لجيرانه، بل كان سندًا وعونًا. ومن المؤسف أن تُستخدم الأراضي الليبية اليوم كممر أو قاعدة لتغذية حرب تشرد الآمنين، وتزج بالآلاف في معسكرات اللجوء، وتدمر مدنًا كانت تنبض بالحياة.
على من يدفعون نحو هذا المستنقع أن يدركوا أن السودان، بكل ما يحمله من إرث حضاري ونضالي، لن يركع، ولن يقبل الظلام على نفسه، وهو الذي لطالما كان سيفًا في وجه الظلم. ولن يسمح بأن يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية أو إلى معبر لتشريد الآمنين فى مصر أو غيرها.
في النهاية، ستسقط المليشيات، وسيتلاشى المتآمرون، ويبقى السودان واقفًا، حرًا، أبيًا… لأن الشعوب التي تعرف درب المجد، لا تسلك طريق الخنوع.
ودمتم دوما بخير

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.