منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د/اميرة كمال مصطفى ️ *الشمالية ونهر النيل.. صلابة الأرض وثبات الرجال في وجه الحرب*

0

د/اميرة كمال مصطفى ️

*الشمالية ونهر النيل.. صلابة الأرض وثبات الرجال في وجه الحرب*

في قلب المشهد السوداني الملتهب، برزت ولايات الشمال، الولاية الشمالية وولاية نهر النيل، كحائط الصد الأول أمام عواصف الحرب التي عصفت بالوطن ومزّقت نسيجه في غير مكان. وبرغم أن النار اشتعلت في الأطراف، فإن لهيبها طال الديار الآمنة، غير أن هذه الولايات واجهت التحديات بصلابة الأرض وعزيمة الرجال، وصبر النساء وأثبتت أن الانتماء للوطن ليس شعارًا، بل فعل وموقف وثبات في زمن الانهيار. (من غيرنا ) عبارة يردده الشهيد ابن الشمال وصارت (ايقونه)
⭕استقبلت من فقدوا مأواهم واحتضنت الوطن
منذ اندلاع الحرب، تدفقت موجات النزوح من الخرطوم ودارفور والجزيرة إلى الشمال، وكانت ولايات الشمال – رغم محدودية إمكانياتها – أول من فتح أبوابه للنازحين والمشردين، فآوت الآلاف من الأسر، ووفّرت لهم السكن والدواء والغذاء، دون أن ترفع صوتًا بالشكوى أو تتردد في أداء واجبها الإنساني والوطني. تحوّلت المدن والقرى إلى حواضن للمتضررين، وارتفعت فيها رايات التكافل التي لطالما تميز بها السودانيون في المحن.
⭕مرافق حيوية ضُربت.. لكنها لم تتوقف
لم تكن ولايات الشمال بمنأى عن الاستهداف، فقد نالها القصف الجوي والتخريب المتعمد. فمصفاة الجيلي، ومحطات الكهرباء والمياه، وحتى طرق الإمداد الحيوية التي تربط الشمال ببقية البلاد، كانت عرضة للتدمير أو التعطيل. ورغم ذلك، لم تتوقف هذه الولايات عن أداء دورها في تأمين الإمدادات الحيوية من الغذاء والوقود والمعادن. بل استمرت في العمل بصمت وثبات، محافظةً على دورها كمصدر للأمن الغذائي والاقتصادي، لا سيما عبر المنافذ الحيوية مثل ميناء أرقين ومعبر أشكيت.
⭕وقائع الصمود: عطبرة، دنقلا، شندي، الدبة
في عطبرة، المدينة التي عُرفت بتاريخها الثوري والنقابي، رفضت كل محاولات التمرد لاختراقها أو زعزعة أمنها، فكان أهلها صفًا واحدًا مع القوات النظامية، يحرسون المدن والطرق الحيوية. أما دنقلا، فقد تحوّلت إلى مركز لوجستي لتنسيق الإغاثة الإنسانية، رغم شحّ الموارد.
وفي شندي والدبة، شهد الناس كيف تحمّلت هذه المدن عبء المرور الكثيف للنازحين والإمدادات، دون أن تُقفل الطرق أو تُرفع الشكاوى، بل فتحت المساجد والدواوين والمنازل، وشاركت مجتمعاتها المحلية في تقديم الغذاء والخدمات الطبية، تطوعًا لا تكليفًا.
العدو فشل في اختراقها.. والشعب أفشل مخططاته
حاول المتمردون في أكثر من مناسبة بث الفوضى ونقل المعركة إلى ولايات الشمال، إما عبر حملات تضليل أو إرسال عناصر تسللت عبر الحدود، لكن الوعي الشعبي كان حاسمًا. فقد تصدى المواطنون في تنسيق تام مع الأجهزة الأمنية لكل المحاولات التخريبية، فكانت الرسالة واضحة:
“الشمال عصيٌّ على الاختراق، وأهله حراس الوطن لا بوّابات للخيانة.”
⭕ختامًا: الشمال صمودٌ وإرادة
ما جرى في الشمال وولاية نهر النيل ليس مواقف عابرة، بل هو تاريخٌ جديد يُكتب بمداد الصبر والتضحية والوطنية الخالصة. فحين يتساءل الناس من صمد حين انهارت الجبهات؟ ومن آوى حين أُغلقت الأبواب؟ ومن استمر في العطاء رغم الضربات؟ فإن الإجابة ستكون:
هنا الشمال.. هنا نهر النيل.. هنا صلابة السودان.
ودمتم دوما بخير

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.