حليم عباس يكتب : *ظهور ما يدعى انه حميدتي*
حليم عباس يكتب :
*ظهور ما يدعى انه حميدتي*
ظهر حميدتي وسط قواته سيمنحها دفعة معنوية كبيرة للقتال، وهو ظهور تزامن مع حالة من الاسترخاء والتشاكس في معسكر الحكومة!
الحرب سجال، ومن يملك الدافع للقتال لديه فرصة أكبر للانتصار.
التصدعات في الجبهة الداخلية خطيرة لا لأنها تضعف القوة العسكرية وحسب، وإنما لأنها تفرغ حرب الكرامة من مضمونها الأخلاقي والوطني وتهدر دماء وتضحيات الآلاف من الشهداء.
الجنجويد لديهم دافع كبير للاستماتة في الحرب لأنهم يشعرون بتهديد وجودي، وبأنهم يدافعون عن أنفسهم، ولديهم دعم مالي بلا حدود من كفيلهم.
في المقابل، فإن الشعور بالانتصار وبنهاية الحرب والصراع حول مغانم السلطة سيؤدي ليس إلى ضرب الروح المعنوية لدى المقاتلين وحسب وإنما أيضا إلى ضعف الاستنفار للقتال من الأساس. لأنه ببساطة لم تعد هناك قضية!
في بداية الحرب وحتى تحرير الخرطوم تكفل الجنجويد بممارساتهم الفظيعة بحق المواطنين في تعبئة الشعب حول الجيش، دون عناء من قيادة الدولة. مع ابتعاد الحرب عن الخرطوم ومراكز الدولة تصبح حربا سياسية أكثر، وتتطلب وعيا سياسيا معقدا.
المليشيا وحلفاءها وداعميها سيستغلون أي أخطاء ترتكبها الحكومة لصالح تدعيم خطابهم وهم يراهنون على ذلك. والتقصير في الظروف الحالية وارد بطبيعة الحال؛ فالمشاكل والتحديات كبيرة، ولكن خصمك السياسي لن يرحمك وسيستغل كل شيء ضدك.
كقيادة يمكن أن تقصر، ويمكن أن تخطئ وتصيب، ولكن إذا فقد الناس فيك الثقة والاحترام فهذه هي والله الهزيمة.