منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*( المُغرقاتية )..!!* *الطاهر ساتي*

0

*( المُغرقاتية )..!!*
*الطاهر ساتي*

:: ( خبر سمح)، لم يثر إنتباهة الكثيرين، بيد أن في ثناياه مراجعات مهمة.. لقد كشف القيادي بتحالف صمود، عمر الدقير عن تسليمهم رؤية لإنهاء الحرب لتحالفات سياسية، منها الكتلة الديمقراطية، تحالف تأسيس، قوى الحراك الوطني برئاسة التجاني السيسي، وحزب الأمة برئاسة مبارك الفاضل .. وأوضح الدقير، في مؤتمرصحفي بالقاهرة، عقدهم اجتماعات مع تلك التحالفات، لتطوير رؤيتهم و الوصول لرؤية (أوسع شمولاً )..!!

:: أولاً، الحمد لله الذي وهب صمود عقلاً لكتابة رؤية لإيقاف الحرب ..نعم، بغض النظر عن محتواها، متطابقة مع مطالب الشعب كانت أو داعمة لأجندة الإمارات وجنجويدها، فان يكون لصمود رؤية سياسية لإيقاف الحرب، فإن هذا في حد ذاته حدث لو تعلمون عظيم ..فالشاهد، كما تتابعون، منذ غدر آل دقلو بالجيش والشعب، لم يكُن لصمود رؤية لإيقاف الحرب غير ( لا للحرب) و (لازم تقيف)، أي محض هُتافات لا تتكئ على مشروع سياسي ..!!

:: ثانياً، أعدوا رؤيتهم و أعلنوها للتحالفات والإعلام بالقاهرة التي كانوا يتخذنوها (عدّواً) لدرجة إصدارهم بياناً شهيراً طالبوا فيها مصر بمراجعة مواقفها مما أسموها بالقوى المدنية ( يعني منهم)..ثم قاطعوا مؤتمر الحوار السوداني السوداني الذي نظمته مصر – لتُجنّب شعبنا وبلادنا الحرب – قبل الحرب بأسابيع ( فبراير 2023)..لو لم يأتمروا بأمر الكفيل، و لبوا تلك الدعوة المهمة، ثم اتفقوا على الحد الأدنى مع الكتلة الديمقراطية والقوى الوطنية، لما اشتعلت هذه الحرب..!!

:: ثالثاً، يحرص صمود على تسليم رؤيته للكتلة الديمقراطية و الحراك الوطني ومبارك الفاضل وغيرهم، ثم يتواضع أمامهم طالباً منهم مناقشة الرؤية وتطويرها حتى تصبح (رؤية شاملة)..ولعلكم تذكرون، مبارك الفاضل كاد أن يُغرق الإتفاق الإطاري، ولذلك رفضوه ..كذلك جعفر ميرغني، مبارك أردول، التوم هجو، و..و.. كل زعماء الكتلة الديمقراطية و الحراك الوطني وغيره، كانوا مرفوضين، لكي لا يُغرًقوا العملية السياسية، أو كما قالوا ..ويبدو أن الكفيل إشترى لهم سفينة لاتغرق حتى لو ركبها حماد عبد الله حماد الدندر ..!!

:: وهكذا، ولذلك بشرتكم بان (الخبر سمح)، و به مُراجعات عميقة.. مُراجعات وليست تراجعات، فالثوار الأحرار لايتراجعون، وقديماً كان نميري حين يصدر قراراً خاطئاً يتراجع عنه، ليس مُعتذراً بروح الديمقراطية، ولكن مُكابراً بروح الشمولية، تحت شعار ( مايو تُراجع ولا تتراجع)، وهي مدرسة المُكابرة التي ينهل منها صمود حالياً.. توافدوا إلى مصر بورشهم ومؤتمراتهم، ولم يعتذروا لها عن ذاك البيان الشهير، ثم هرولوا برؤيتهم – لتطويرها – لل (مُغرقاتية)، ولم يعتذروا لهم ..!!

:: و المهم .. الكُل يأمل أن تقبل القوى السياسية رؤية صمود وتُخضعها للنقاش والتطوير، لتصبح رؤية شاملة و عادلة، بحيث لايكون لجنجويد الإمارات وجوداً سياسياً أو عسكرياً في السودان، و يُخطئ صمود لو أن في رؤيته ما يُشير تصريحاً أو تلميحاً إلى عودة هذه المليشيا إلى حياة الناس حزباً أو جيشاً موازياً .. ونأمل ألا تصد القوى السياسية صمود بلسان حال قائل : ( إنتو ح تغرّقوا العملية السياسية وتلوثوها)، أو كما كانوا يقولون..!!

:: و الجدير بالتأمل – والحِيرة – في حديث الدقير، قوله بأنهم لن يسلموا ما أسماه بطرفي الحرب رؤيتهم، ويقصد القوات المسلحة وجنجويد الإمارات، ثم يؤكد تسليمهم الرؤية لما أسماه بتحالف التأسيس .. تأملوا هداكم الله، لم يسلموا الرؤية للجيش، حسناً، و لم يسلموها للجنجويد، و لكن سلموها لتحالف التأسيس الذي يرأس هيئته القيادية زعيم الجنجويد حميدتي، فهل هؤلاء يُرجى منهم خيراً للسودان و سلاماً..؟؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.