منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عمق المشهد/ *حينما تتعطل الحياة، ويغيب النور والماء.. والي الخرطوم في صدارة ملحمة إعادة الخدمات الأساسية* بقلم:عصام حسن علي

0

عمق المشهد/

*حينما تتعطل الحياة، ويغيب النور والماء.. والي الخرطوم في صدارة ملحمة إعادة الخدمات الأساسية*

بقلم:عصام حسن علي

عصام حسن علي

في وقتٍ لا تزال فيه جراح الحرب طرية، وتحديات ما بعد الكارثة تُثقل كاهل الوطن والمواطن ، تتقدم ولاية الخرطوم الصفوف، معلنة انطلاقة معركة من نوعٍ مختلف: معركة إعادة الروح إلى العاصمة المنكوبة. ومن قلب هذه التحديات، ينهض والي الخرطوم ليقود بنفسه واحدة من أهم ملاحم البناء وإعادة الإعمار، مستهدفًا صيانة محطات الكهرباء والمياه، شرايين الحياة التي توقفت في أحلك الظروف.

مشاهد ميدانية تعيد الثقة

يومًا بعد يوم، تتكشف المشاهد الميدانية لجهود حثيثة وجادة تقودها حكومة الولاية، حيث شوهد الوالي وهو يتنقل بين محطات المياه والكهرباء المتضررة، يُشرف ميدانيًا، يُراجع الخطط، ويحث الفرق الفنية على الإسراع في التنفيذ. هذه الصور، التي التقطتها عدسات المواطنين قبل الإعلام، أعادت للكثيرين الإحساس بأن الدولة بدأت تستعيد عافيتها، وأن هنالك من يقف بصدق خلف هموم الناس ومعاناتهم.

إنطلاقة واسعة للصيانة وإعادة التشغيل

في هذا السياق، انطلقت فعليًا عمليات صيانة شاملة في محطات الكهرباء الرئيسية بكل من بحري وشرق النيل وأم درمان، إلى جانب تحركات عاجلة لإعادة تشغيل محطات ضخ المياه الاستراتيجية التي تمثل مصدرًا حيويًا لملايين المواطنين. فرق العمل، من مهندسين وفنيين وعمّال، تعمل على مدار الساعة، وسط بيئة تشغيل صعبة، لتأمين تدفق مستقر للمياه والكهرباء تمهيدًا لعودة الحياة الطبيعية بشكل كامل.

نفير وطني مفتوح… الخرطوم تنادي أبناءها

في سابقة وطنية مهمة، أطلق والي الخرطوم نداءً صريحًا ومفتوحًا إلى جميع المهندسين والخبراء والفنيين في الداخل والمهجر، للانضمام إلى نفير إعادة إعمار العاصمة. فالرسالة واضحة: هذه ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل مهمة وطنية تتطلب من كل سوداني قادر أن يمدّ يده ويشارك في البناء.

وقد وجدت هذه الدعوة صدى واسعًا، حيث بدأت بالفعل وفود من المتطوعين تصل من ولايات أخرى، كما أبدت عدد من الشركات الوطنية استعدادها لتقديم الدعم الفني واللوجستي والمساهمة بما تيسر من آليات ومواد.

الخرطوم تنبض من جديد…

في أحياء عدة، بدأ المواطنون يلاحظون تحسنًا تدريجيًا في إمدادات الكهرباء واستقرارًا أكبر في وصول المياه. هذه المؤشرات الصغيرة تحمل دلالات كبيرة، فهي تعني أن الأمل عاد، وأن الخرطوم، رغم ما أصابها من دمار، تملك من القدرة والإرادة ما يجعلها قادرة على النهوض.

كما أن هذه الجهود الحكومية تمثل رسالة طمأنة للمواطنين، وتؤكد أن العودة الآمنة والكاملة ليست حلمًا بعيدًا، بل واقع في طور التحقق، إذا استمر الدعم وتواصلت الجهود.

إرادة البناء أقوى من ركام الحرب

ما يحدث الآن في ولاية الخرطوم ليس مجرد مشروع خدمي، بل ملحمة وطنية تُكتب تفاصيلها بالتضحيات والعرق والتفاني. وهي خطوة في طريق طويل لاستعادة العاصمة لدورها الحيوي، كمركز سياسي واقتصادي وثقافي للبلاد.

وتعكس هذه المبادرة الجريئة من الوالي وحكومته فهمًا عميقًا لأولويات المرحلة، حيث تمثل الخدمات الأساسية القاعدة التي يُبنى عليها أي استقرار أمني أو تنمية اقتصادية. فالناس لن يشعروا بالأمان ما لم تتوفر لهم المياه النظيفة والكهرباء المستقرة.

ختامًا…

هذه الملحمة المتصاعدة في شوارع ومحطات الخرطوم، لا تحتاج فقط للدعم الرسمي، بل لوقوف شعبي واسع، لأن ما يُبنى الآن ليس مجرد بنية تحتية، بل مستقبل وطن بأكمله. الخرطوم التي كانت عنوانًا للألم، يمكن أن تكون مجددًا عنوانًا للأمل، إذا وضع الجميع أيديهم في يد الوالي، وساروا معه نحو شمس جديدة تشرق على عاصمة صامدة وشعب لا يعرف اليأس.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.