الجيلي محجوب يكتب : *في حضرة معركة الكرامة .. عفواً المعز نحن لا نراك !!*
الجيلي محجوب يكتب :
*في حضرة معركة الكرامة .. عفواً المعز نحن لا نراك !!*
ما إن علا اسم معز عمر بخيت في قائمة التعيينات وقبل ان يجف مداد التوقيع على تعيينه حتى ضجّت الساحة السياسية بالغضب المكتوم وارتفعت حناجر الصمت لتحدث عن رجل لا يحمل من العدالة شيئًا ولا من الحكمة وزن خردلة .
فهو صاحب نزعةٍ علمانيةٍ سافرة يساري الهوى يتنفس عداءً خشناً تجاه التيار الإسلامي الوطني العريض ويكنّ له بغضًا ظاهرًا لا يستره قناع دبلوماسية ولا تلمّعه واجهة منصب .
تصريحه الأول بعد توليه وزارة الصحة لم يخرج عن نهجه القديم نبرة حادة ولهجة تستبطن العداء وتصطنع التفوق الأخلاقي المزعوم كأنما يبشّرنا بأنه سيحمل ذات الجرثومة التي فتكت بالوطن حين سلّمت مقاليده لأمثاله فهل في قوله ذرة من بصيرة ؟؟
بل أي حكمةٍ في أن يذكرنا بأنه مكروه أهو إعلان حرب أم استدعاء للماضي من قبور الانتقام ؟
لكن الإسلاميون — وهم الآن في معركة كرامة لا يفرطون فيها — لا يلتفتون إلى الخلف كثيرًا
فقد علمتهم التجارب أن بعض المعارك لا تُخاض بالأصوات المرتفعة بل بالصبر الطويل والمواقف الراسخة .
نعم هذا التيار الذي طالما اتُّهِمَ بكل نقيصة هو ذات التيار الذي دافع عن الوطن وتحت راية وقيادة البرهان في ذروة رغم ما لاقاه في كوبر وزنازينه من موتٍ بطيء ومرضٍ مرير
فقط لأنه رأى فيه — ولو رمادًا — من رموز المؤسسة العسكرية ولأنّ الوطن عندهم ليس سلعة في بازار الخصومات .
فيا ايها المعتز بوزارة في زمن الغفلة إن كنت تظن أن الإسلاميين سيحاربونك لأنك في كرسي الوزارة فاطمئن فهم لا يرونك خصمًا يستحق المعركة بل هم لا يرونك أصلاً .
لم يُكتب فيك مقال ناري ولا هاجمك بيان غاضب مع أن ثقوبك الفكرية والسياسية لو كُشفت لملأت الصحف ضجيجًا .
نحن الآن لا نراك لا لأنك نكرة — وإن كنت كذلك في ميزان القيم — ولكن لأننا منشغلون بما هو أرفع شأنًا وأعظم قدرًا ،، الوطن وملف الصحة الذي صار في غرفة الإنعاش .
سنتركك حيث أنت لا حبًا فيك ولكن لأن وزارة الصحة تحتاج إلى من يُصلح لا من يُصرّح .
نصيحتنا — وإن كنا لا نُعيرك كثير اهتمام — أن تضع فمك جانبًا وتفتح عينيك جيدًا فأمامك مستشفيات متهالكة ومراكز صحية خاوية و أرواح تُزهق في صمت
فلا تُكثر من التنظير ولا تُبشرنا بحروبك القديمة فلن تجد من يصغي لك .
نحن الآن في معركة كرامة لا تُخاض ضدك بل تتجاوزك تمامًا لأنك ببساطة لا تستحق أن تكون ميدانها .
أما معركتنا لربط قيم الارض بالسماء وسحق بني علمان -كما فعلنا ونفعل – فذاك ( له يومٌ من الايامِ دانٍ له تحت المواجعِ نستعدُ ) .