*أما البشرى، فكرّموه ..!!* الطاهر ساتي
*أما البشرى، فكرّموه ..!!*
الطاهر ساتي
:: ذات ظهيرة، في رمضان العام الماضي، رافقته في رحلة إلى الشمالية، لحصاد القمح، فوجدته عالماً مُحباً للعلم والعمل.. البروفيسور أبوبكر عمر البشرى، وزير الزراعة المُكلف منذ ديسمبر العام 2021، وغادرها تاركاً دفة القيادة للبروفيسور عصمت قرشي، ونأمل أن يكون هذا خير خلف، وأن يجد البشرى تكريماً نظيرجهده وفكره، فالرجل مُرشد وخبير، قبل أن يكون إدارياً ..!!
:: ومثل كل وكلاء حكومة حمدوك، والذين صاروا وزراء بعد 25 اكتوبر 2021، فأن عهد البروف البشرى لم يكن مستقراً، وهنا ظهرت معادن الرجال ..ليس وحده، بل كل الطاقم الاقتصادي بقيادة جبريل إبراهيم وعبد الله إبراهيم، يستحقون أنواط الجدارة و الشجاعة، فهم من إستردوا الدولة من رُكام المدن ومدافع الغدر حين هرب البعض و( لبد) البعض الآخر لحين إنجلاء المعركة.. !!
:: عهدهم كان ضاجاً بالتحديات، بحيث خرجت مساحات واسعة من دائرة الانتاج، وهنا كان الرجل والتحدي ثم التفكير السريع خارج الصندوق.. فالشاهد، ما أن تم احتلال مقر وزارته بالخرطوم وسرقة ما فيها، سارع البروف البشرى بفتح مقر للوزارة بالنيل الأبيض، وآخر بالجزيرة، وثالث بالقضارف، ورابع بكسلا، وخامس بمروي، وظل يتنقل بين المقار مُرشداً ودليلاً..!!
:: فكّر في تعويض خسائر المساحات المُحتلة و المحروقة، ثم قرر رفع إنتاجية الفدان بإستخدام البذور المحسنة والالتزام بالحزم التقنية، وكانت النتائج التي تسُر العين والقلب .. بلغت إنتاجية الذرة ( 3.1 ) مليون طن في موسم 2023، و ( 4.3 ) مليون طن في موسم 2024، ثم التوقع بانتاج ( 4.5 ) مليون طن في هذا الموسم، متجاوزاً متوسط إنتاج الخمس سنوات الماضية ..!!
:: وفي القمح، عندما خرجت مشاريع الجزيرة و سنار وجنوب كردفان عن دائرة الإنتاج، لم يستسلم البشرى، بل قرر إضافة (550) الف فدان بنهر النيل والشمالية وكسلا، ليحصد (490) ألف طن، بزيادة (30 %) عن انتاج العام السابق، وكل هذا والحرب في اشتعال، لينال – في إبريل 2025 – وسام سفير الأمن الغذائي بالعالم من برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ..!!
:: وبالمناسبة، بعد الحرب بعام ونصف العام، صدر تقرير لتلك المنظمة مفاده بأن السودان يشهد مجاعة ليس لها مثيل في العالم ..وبعد ثلاثة أشهر من تقريرها، قدمت المنظمة ذاتها طلباً لحكومة السودان بشراء ( 5 آلاف طن) من الذرة، لصالح دولة جنوب السودان.. تأملوا التناقض، تقرير بالمجاعة ثم طلب غذاء من ذات الدولة التي بها مجاعة..!!
:: وهنا سألهم البشرى : ( نحن جوعى حسب تقريركم، فكيف نطعم جائعاً؟)، ولم يجد إجابة غير الندم على تقرير كذوب مراد به جذب أموال المانحين.. وافقت الحكومة على الطلب، ليوجه البشرى المنظمة بالشراء من الجوهرة، التواصل، مهلة، عشم باكر و غيرها من جمعيات القضارف، فاشترت بسعر الطن ( ٨٥٠ دولار ).. فشُكراً للبشرى، ولكل ركائز تلك المرحلة التي هرب فيها الكثير ممن كنا نلقبهم بالمسؤولين بالجوازات الأجنبية ..!!