منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

وقل اعملوا د/ عبدالله جماع *الاستوزار…الصحراوي!!*

0

وقل اعملوا
د/ عبدالله جماع

*الاستوزار…الصحراوي!!*


مضي اربعون يوما ونيف علي تكليف دكتور كامل ادريس لتشكيل حكومة( تكنوقراط) مدنية، غير حزبية، ولا زال الجدل مستمرا، فيمن هو اولي بالظفر بالوزارة دون الثاني. مع توفر كامل المؤهلات والخبرات لدي الكثيرين، ممن (حُشدت) سيرتهم الذاتية وازدحمت بها مكاتب الرئيس وملأت ادراجه بها . ولازال العدد لم يكمل( النصاب) بعد.؛؛ مع اللجوء الي استخدام اسلوب (peace by peace). ويقال لو لم تجدد الوسائل فلن تحصل اطلاقا علي نتائج جديدة. وقطعا سبب تأخير التشكيل الوزاري كما ذُكر ليس بسبب شح وقلة مؤهلات المطلوبين للاستوزار.. بل لكثرتها وفيضها والذي ( لايرام).حتي يصعب معه اختيار اي من جمع هؤلاء المؤهلين و المحتشدة بسيرتهم الذاتية الادارج و مكاتب الرئيس ، والذين يمكن ان يقع عليهم الاختيار ويظفروا بالمنصب. وفي مقال سابق اشرنا الي خشيتنا وتخوفنا من التباس مفهوم كلمة التكنوقراط. وخشينا من الالتباس في فهمها وربطها ( بالمسنين ) ومن هم من بلغوا من العمر عتيا… علماء الادارة سهلوا عملية الاختيار للوظيفة العامة بمعيارين لا ثالثة لهما، هما، 1/ الكفاءة دون الخوض في مدلولها الاداري.
2/ الفاعِلية من( فعَال..حدَاث..). وعليه كل ( فعَال) هو مؤهل، ولكن ليس كل ( مؤهل) هو فعال. اما المنهج الاشد صرامة والاكثر عدلا ومنطقا، وبه ومن خلاله، يمكن التخلص نهائيا من (عشوائية وصحراوية) الاختيار، للوظيفة العامة، والذي ينبغي ان يخضع ويمتثل اليه، كل اصحاب التأهيل والكفاءات المتقدمين لاي وظيفة كانت. اذ هو يعتبر المختبر الوحيد الاكثر دقة لاغيره، و الذي يثبت وبثقة تامة من هو الاجدر بالوظيفة من غيره. بحيث يُطلب من كل مؤهل مرشح للموقع المعين. كتابة رؤاه وافكاره العملية والعلمية القابلة للتطبيق ، مقرونة بمتطلبات عصر العولمة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معاني، للوزارة او الوظيفة التي يرشح لها. بشرط الا تكون فكرة تقليدية او طرقت من ذي قبل، بحيث بها وحدها وبمقتضاها يتم التطوير وترقية الاداء المنشود وزيادة وتعظيم الانتاج، وهنا تحديدا سيتم فرز( البيض من الحِميض).وعندها تتمايز الصفوف. فمن وجد وهو يحمل افكارا ورؤي حديثة وبناءة، تدفع للتطور والتقدم للموقع الذي رُشح له. يكون حسم الاسماء قد اصبح في المتناول وبوعي وبصيرة علمية ناضجة لا غبار عليها ولا تقبل الجدال او الشكوك.او السير في الصحاري بلا زاد او ماء و بعيدا عن منهج( اِيدي شِيليني خُتِيني بيت الله المليان غلة). لان العالم يتقدم باصحاب الافكار والرؤي الجديدة ، وليس بحملة المؤهلات الوفيرة وهم فقراء و معدومي الابداع والتجديد .فمن يطور ويضيف جديدا الي حياة البشر،هو الوحيد و الاجدر بالاختيار من سواه.و بالمناسبة هكذا فعلت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية . اذ اخضعت كل فرد من اصحاب الخبرات والمؤهلات العلمية الذين ابتعثتمهم للخارج وعادوا اليها، وهم يحملون مؤهلاتهم العالية. طُلب لكل منهم ان يكتب مالديه من افكار جديدة وقابلة للتطبيق والتنفيذ. في نفس الوقت تم ابعاد كل عاطل وخامل فكريا من تقلد اي وظيفة( وهناك روايات شبه مؤكدة منشورة في كتب الادارة تفيد باعدامهم). وبهكذا منهج طفرت اليابان وعبرت.. عكس ال 24 استاذا جامعيا و جميعهم من جامعة واحدة، بل و من كلية واحدة ، وهم الذين استوزرهم نميري في عهده ولكنهم خذلوه وخذلوا الوطن، فما استطاعوا ان( يثيروا غبارا ولم يأتوا بجديد لصالح البلاد والعباد لانهم فاقدي الابداع والابتكار علي الرغم من انهم شبعانين تأهيل وخبرات) . مما ولد لديه غبنا و حنقا شديدا جعله يندم ويتحسر علي ثقته فيهم وتجربته البائسة مع هؤلاء التكنوقراط. وبالمناسبة كل الدول المتقدمة تتبع نفس تلك الطريقة وتأخذ بمنهج( هات ما عندك من افكار حديثة وبناءة وهاهي الوظيفة بين يديك). بل حتي اختيار اساتذة ورؤساء الجامعات في الغرب المعيار والاعتبار للمبدع و المنتج فكريا لا لسواه مهما كانت درجته ومكانته العلمية وكمية مايحمله من شهادات وخبرات. بل الشخص الوحيد الذي تقبل شفاعته لدي المحاكم في امريكا تحديد ، هم اصحاب الافكار الملهمة ومن قدموا لامريكا نجاحات في شتي المجالات دون سائر البشر.
اذن هذا هو المحك والمعيار الحقيقي.هو ماذا يمكن ان يضيف هذا او ذلك، لما يفيد المجتمع والبشرية من تخصصاتهم تلك وماذا لديهم من افكار جديدة وجديرة بالاحترام..عليه نرجو منك اخي الرئيس وانت من تشرب باحدث الافكار الغربية الناجحة ان تنقلها لنا هنا وتشرع في تطبيقها شخصيا( ودع عنك منهج شيلني وبشيلك). فالسودان قطعا محتاج لافكار ورؤي من( العينة اليابانية تلك ). وليس من عينة البلد بلدنا والرئيس ولدنا.. فالامل في الله ثم فيكم وفي حكومة الامل.. (ولا لعشوائية الاستوزار)…
01125315079
Jamma1900@hotmail.com

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.