منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*العائدون ..!!* الطاهر ساتي

0

*العائدون ..!!*

الطاهر ساتي

:: مع الأُسر الناجية من نيران الحرب، توافد الكثير من المحتالين إلى مصر ثم إتخذوها مسرحاً لجرائمهم..منهم من خدع اللاجئين بتعليم أبنائهم في مدرسته الخاصة، وجمع رسوم الدراسة و هرب، ومنهم من خدعهم بعمل إجراءات إقاماتهم وهم في بيوتهم، وجمع الرسوم، و هرب ..والنماذج كثيرة، آخرها ما يحدث بالإسكندرية، بحيث خدع أحدهم المئات من الراغبين في العودة إلى ديارهم، وجمع قيمة الترحيل، ثم هرب ..!!

:: وبكل صراحة، في شوارع مصر، إذا أقبل عليك – من بني جلدتك -أحدهم، وصافحك بحرارة و أنت لا تعرفه، فعد أصابعك التي صافحته قبل سؤاله عن حاجته..وصحيح قد يمُر بك ذوي الحاجة، ولكن ضع الاحتمال الأكبر، فهو أن يكون محتالاً ..ولو تعاملت بعفويتك ( سذاجتك)، مؤمناً بشعارات الشهامة والكرم وغيرها من أشعار الدوبيت، فسوف يصبح حالك كالذين أنهوا عقود إيجارات شققهم، ليفترشوا الأرض بالأسكندرية ..!!

:: وهذه مناشدة لسعادة الفريق أول مهندس ميرغني إدريس، المدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية، و أركان حربه بالإدارة و المسؤولية المجتمعية، لينتبهوا لضحايا الإسكندرية، و إدراجهم في أقرب رحلات العودة الطوعية، لأن أحوالهم تُغنيكم عن سؤالهم، و قد أخلوا مساكنهم، و صار بعضهم عبئاً على معارفهم، والبعض الآخر موزع ما بين المساجد و الشوارع ..!!

:: وليسوا وحدهم، بل بسلطنة عمان أيضاً بعض أبناء بلادنا بحاجة إلى جهود أركان حرب منظومة الصناعات الدفاعية.. ما يقارب ( 2000) مواطن، خالفوا نُظم الإقامة، وليس لهم من خيار غير العودة إلى ديارهم، ولهم فترة عفو عام من السلطات تنتهي يوم 31 يوليو الجاري، وقيمة التذكرة ( 170 ريال)، ما يعادل (450 دولار)، ولا طاقة لهم بها ..!!

:: والمؤسف، ليس للجالية بالسلطنة قيادة تقف على مثل هذه الحالات الإنسانية، فهي جالية بلا اتحاد أو جمعية، وكما تعلمون فأن حال السفارة جُزء من حال البلد، و ربنا يُصلح الأحوال.. ولذلك، نأمل أن تواصل منظومة الصناعات الدفاعية عطائها تجاه هؤلاء الأكارم .. وبالتنسيق مع شركات سودانير و تاركو و بدر، تستطيع المنظومة أن تخفف أعباء الرحلة على الأُسر الكريمة ..!!

:: وأحسن أركان حرب منظومة الصناعات الدفاعية عملاً بتفويج الآلاف من أبناء بلادنا ..(9.100 ) مواطن، على رحلات بلغ عددها ( 187) رحلة، هذا غير رحلات هذا الأسبوع، والتي تستهدف تفويج ( 1000) مواطن، وبهذا تكون أعادت المنظومة ( 10.100 ) مواطن من مصر إلى ديارهم، وهذا جُهد مقدّر .. ولكن مع الزيادة المتوقعة للراغبين في العودة بعد امتحانات الشهادة السودانية، فعلى الحكومة البحث عن حلول شاملة ..!!

:: و إن كانت ثمة دروس هنا، فمنها أن تدمير المرافق الإستراتيجية لم يجلب غير الندم و (الإستجداء).. (سودانير) كانت تُحيي المطارات وتُنقذ السودانيين من ويلات الحروب وتُساهِم في نقل المرضى والطّلاب بهدوء و (بلا استجداء)..ولم يكن العائد المادي – رابحاً كان أو خاسراً – مٌهماً، إذ كانت للشركة فوائد أخرى (ذات قيمة)..ونأمل أن تعود سودانير أقوى مما كانت ..!!

:: و عندما يخرج الشعب من المعركة ظافراً بعون الله ثم تضحيات جيشه، فما يجب أن نتعظ بها، ونعتبرها من الدروس المؤلمة، هي أن أوضاع مرافق كـ(سودانير) و (سودانلاين) و(السكة حديد)، يجب أن تكون كالجيش والشرطة والأمن والقضاء في دولة ذات سيادة، حتى لانستجدي المنظمات والشركات في مثل هذه المواقف..!!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.