منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر وتحليل – عمار العركي *الكباشي يتحدث… عندما يصمت الناطق الرسمي!*

0

خبر وتحليل – عمار العركي

*الكباشي يتحدث… عندما يصمت الناطق الرسمي!*


_________________________
* في ظل سخونة الأحداث والتطورات العسكرية والسياسية في الساحة الداخلية، والسياسية والدبلوماسية المتعلقة بالسودان على الصعيد الخارجي، وفي ظل غياب الصوت الرسمي للحكومة بعد تغييب الناطق الرسمي الأستاذ خالد الأعيسر، الذي كان يغنينا – إلى حد بعيد – عن الملاحقة والبحث والاستنتاج؛ استطاع الكاتب الصحفي الأستاذ عبدالماجد عبدالحميد استنطاق الفريق أول شمس الدين الكباشي، عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للقوات المسلحة، والخروج منه بخطوط عريضة وعناوين خام، نحاول هنا تفكيكها وتحليل دلالاتها، في لحظة مفصلية مفتوحة على كل الاحتمالات.
*أولاً: تجاهل خارجي أم تجاوز متعمد؟*
* أوضح الكباشي أن (الدولة لم تتلقَ أي اتصال رسمي بشأن المداولات الجارية في بعض العواصم حول الحرب والسلام في السودان). هذا التصريح لا يخلو من الدلالة؛ فهو يُظهر ما يشبه التجاهل أو التهميش المتعمد من بعض الأطراف الدولية، أو محاولة تجاوز السلطة الشرعية.
* وفي المقابل، أشار الكباشي إلى أن (الدولة تتحسب للمستجدات عبر “خطة تفكير جمعي”) وهو تعبير يستبطن محاولة بناء موقف وطني موحد لتفادي ردات الفعل الانفعالية أو القرارات الأحادية.
*ثانيًا: النسيج الوطني… أول التحديات*
* شدّد الكباشي على أن (رتق النسيج الاجتماعي والتعافي المجتمعي يمثل أبرز التحديات في مرحلة ما بعد الحرب)، في إشعار واضح بحجم الشرخ الذي أحدثته الحرب في البنية المجتمعية.
* دعوة الكباشي (لتحمّل المجتمع مسؤوليته) تعكس توجّهًا نحو شراكة واسعة تتجاوز النخب السياسية التقليدية، وتراهن على دور المجتمعات الأهلية في ترميم ما تهدّم.
*ثالثًا: لا إملاءات… ولكن أين الحكومة؟*
* نفى الكباشي ( وجود ضغوط على رئيس الوزراء لاختيار وزراء بعينهم، وأكد أن الحوار مستمر حول تشكيل الحكومة والمجلس التشريعي)، ورغم ما في ذلك من طمأنة للداخل والخارج بشأن استقلال القرار الوطني، فإن السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه هو:.إذا لم تكن هناك ضغوط، ولا عقبات، فلماذا تأخرت الحكومة؟ هل السبب تعقيدات الواقع؟ أم أن هناك تباينات داخلية غير معلنة تعيق الحسم
*رابعًا: ثقة في الميدان*
* أكد الكباشي ( أن العمليات العسكرية في كردفان ودارفور تمضي وفق الخطة، وأن النصر قريب). رسالة تعكس ثقة المؤسسة العسكرية في مسار المواجهة، وتُعد ضرورية في معركة الوعي، لكنها في ذات الوقت تؤكد أن الحرب لا تزال مستمرة، وتتطلب شفافية أكبر في عرض الحقائق وشرح التحديات، خاصة مع ضعف الخطاب الرسمي وغياب الناطق الحكومي.
*خامسًا: رمزية الحضور الإنساني*
* إشارة الكباشي لحضوره جنازة الفنان الراحل عبدالكريم الكابلي- عليه رحمة الله – بسيارته الخاصة تعكس بُعدًا إنسانيًا ورسالة احترام للرموز الثقافية، وتعيد تقديم القيادات العسكرية في صورة أقرب إلى الناس، وهو ما يحمل بُعدًا ناعمًا في معادلة القوة الصلبة.
*خلاصة القول ومنتهاه:*
* في غياب الصوت الرسمي، تصبح كل إشارة من قيادات الدولة مادة تحليل وتأويل. وإفادات الفريق اول الكباشي، وإن بدت مقتضبة، إلا أنها جاءت بمثابة “بلاغ غير رسمي من قلب الدولة”، حمل إشارات مهمة تحتاج إلى ترجمة عاجلة في الميدان السياسي والإعلامي.
* فإن لم تتحول هذه العناوين إلى خطوات واضحة وعملية، فإن فجوة الثقة ستتسع، والمعلومة ستبقى رهن الاستنتاج، والموقف الوطني عرضة للتشويش والتضليل، وحتى يحدث ذلك، تظل الكلمة الواعية والتحليل المسؤول هما ما نملكه ونقدمه في لحظة السودان المصيرية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.