نار و نور / د ربيع عبد العاطي عبيد *يا أهل السودان هل عرفتم أبعاد المؤامرة و أدركتم من يدافع عنكم اليوم ويستبسل*
نار و نور /
د ربيع عبد العاطي عبيد
*يا أهل السودان هل عرفتم أبعاد المؤامرة و أدركتم من يدافع عنكم اليوم ويستبسل*

لقد بدأت بالثورة المصنوعة والترويج لها بعملاء الخارج و الداخل وتغييب عقول الشباب وتخديرهم بأماني كاذبة ومعلومات مضللة و اعتبار الجنجويد جزءاً من الثورة فأحاطوا بتاتشراتهم القيادة العامة وارتكزوا بأسلحتهم بأعداد كثيفة في القصر و الإذاعة و المصفى ومعظم المواقع الإستراتيجية واشترط كبيرهم يومها أن تحل هيئة العمليات التي كان بامكانها ان تواجههم وتقضي عليهم في ساعة من زمان كأنهم كانوا يخططون لهذا اليوم الذي يعيثون فيه الفساد واستباحة الأنفس ونهب الأموال
وبالفعل نجح المخطط والمرء إزاء ما يراه وكأنه حلم يكاد يصدق بقدرة فائقة لسحر وسحرة بالرغم من إيماننا بالله الواحد الأحد الديان وان السحرة لا يفلحون مهما كانت تعاويذهم وما يصنعون من تمائم وحجبات
وان لم يكن الأمر كذلك فما الذي جعلنا نصدق بان الجنجويد جزءً من الثورة
وما الذي حدا بنا لنقبل بوضع يفقدنا الامن و يسهم كل يوم في معاناتنا وضيقنا وتدمير بنياتنا واللعب على ذقوننا و السير بنا من انحطاط إلى درك سحيق بينما كنا نعيش في رفاهية وعز وأمن ويتقدم لقيادتنا رجال لا يمكن مقارنتهم بمن أتى إلينا وهم مثل للصفاقة و التفاهة وسوء الأخلاق
والآن بعد أن حلت الكارثة و سادت الفوضى وجاس المفسدون والنهابون في ديارنا قتلا واغتصابا وسرقة واستباحة للأعراض و الأموال فهل أدركنا بأن كل ما كان خلال الأربع سنوات الماضية من مشاهد ما هو إلا مقدمات لما يحدث الآن من مآس وفظائع يندى لها جبين الأحرار
فأين هم السانات و الراستات للدفاع عن الاموال والأعراض
وأين هم من كانوا ينشطون في بناء التروس ويهتفون كذبا من اجل السلام و اتاحة الحريات
أين غاضبون وملوك الإشتباك
أين الكنداكات و صائدات البمبان
أين اللاتي كنا يهتفن بحرية المرأة و النسوية ومساواة الرجال و النساء وممارسة الرذيلة بحجة إتاحة الحريات
أين كل هؤلاء الآن وقد أخرج اهل السودان من ديارهم وحطمت آمالهم واغتصبت نساؤهم ونهبت أموالهم و هجروا حتى أصبحت عاصمتهم الخرطوم قاعاً صفصفاً ومدينة مدمرة لا تصلح أن يعيش فيها إنسان
وهل أدرك السودانيون اليوم أن من يدافع عنهم اليوم ليسوا هم العلمانيين ولا الشيوعيين ولا الأحزاب لكنهم أصحاب المبادئ والقيم ومن تربوا على الوطنية والطهارة ومن عجمت شخصياتهم الخبرات وهاهم يقدمون أنفسهم شهداء من أجل وطن كان ضحية لمأجورين وخونة و ساقطين من النخاع إلى النخاع
والذين يسعون اليوم لإعادة الأمر لنصابه والمواطن إلى دياره و الشرف لأهله ليسوا هم السانات ولا الراستات ولا غاضبون ولا الكندااكات فكلها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان هي التي أوردتنا هذا المورد والذي هو عين الهلاك لكن هم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
وعندما تنجلي المعركة وتضع الحرب أوزارها لا نريد ان يرفع ساقط او منحط عقيرته فيكفي هذا الدرس القاسي و الإبتلاء العظيم الذي أصاب أهل هذا البلد الأنقياء الأطهار
فهل ياترى نأمل في عودة للوعي بعد هذا البلاء و الإبتلاء فيتسلم القوس باريها و القيادة لمن يستحقها ونضع الرويبضات تحت الأقدام
