منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

وقل اعملوا /  د/ عبدالله جماع *هل هذا صحيح؟* 

0

وقل اعملوا /

د/ عبدالله جماع

*هل هذا صحيح؟*

سيتكون هذا المقال من عدة مواضيع متفرقة. اما العنوان بذاته فأنه مأخوذا من ادبيات الفيض الاعلامي الكثيف و المتدفق في الميديا نتيجة لحرب الكرامة وتداعياتها. وبناءً علي الانفجار المهول والمتسارع في توفر المعلومة و الحصول عليها في هذا العصر، مع اختلاط الحابل بالنابل في قيمة ونوع المعلومة ومدي صحتها من عدمه. حيث باتت الفبركة الاعلامية في صناعة المعلومة والخبر بالاضافة الي دخول استخدام الذكاء( الصناعي) في المحتوي والمضمون امرا شائعا وثابتا، مما انتج في المقابل الصيغة الاستفهامية المتكررة ( هل هذا صحيح )في دبر كل خبر او معلومة ترد. اذ اصبح التشكيك والتكذيب متلازمتين في تلقي اي معلومة وتحليلها . كما اسهم اختلاط حابل نقل المعلومات مع نابل ملوك( الشمارات) من الازدياد عنفوانا في بث كل مايخطر بالبال او حتي ان لم يخطر كذلك . فتجدهم لا يرعوو حتي في نقل ( عاجل جدا) بدون تاريخ او مصدر، وقد يكون احيانا قد مضي عليه اي( عاجل) هذا شهور وسنوات. المهم القصد من ذلك كله هو فقط النقل دون اعتبار للمحتوي او الفائدة. بل ان معظم ما ينقله ملوك (الشمارات) هؤلاء ، تجده خالي من التمييز او التعريف او المصدر حتي. مما يبرز تلقائيا و بالحاح علي طلب ياناس افيدونا ( هل هذا الخبر صحيح)، ولكن بلا جدوي.وعليه تجد الميديا مليئة باخبار ومعلومات منبتة، بلا مصدر او مرجعية. الامر الذي يخلق مزيدا من الشكوك والتاويلات، مما يضفي علي المتداول من معلومات واخبار علي اجهزة الاعلام مزيدا من عدم المصداقية واليقين. كله يطلع( كلام جرائد). اما الموضوع الاخر من جملة متفرقات هذا المقال، هو اقامة المهرجانات والاحتفائيات الصاخبة والراتبة، سيما و البلاد في حالة حرب، بغرض مايعرف بتكريم المسؤولين وهم لايزالوا علي رأس العمل الذي كلفوا به رسميا بتنفيذه والابداع في ادائه( مما يستوجب النجاح فيه بنسبة 100%) وليس دون ذلك الا قليلا حسب الظروف .وليس العكس. اي لا يمكن مطلقا بحيث يصير النجاح لما كلف بأداء المهمة، هو استثناءً ، وعليه يحتم تكريم( فاعله)، من قبل اصحاب المصلحة انفسهم. ولذا فمن نجح واجاد مهمته بكل همة ونشاط، يرجع حق تكريمه لرؤسائه المباشرين بالكيفية المناسبة التي يقدرونها هم وليس لمن تُقدم اليهم الخدمة. عليه فأن ظاهرة تكريم المسؤولين وهم لا يزالوا علي راس العمل فيها مفسدة كبيرة ( للمُكرم) وفساد اعظم (للمجتمع بأسره). وذلك خلق برامج كهذه حتما من خلفها كسيبة ، بحيث باطنها ليس كظاهرها، وليس هناك من دواعي لها اصلا ،سوي اضاعة المال العام والوقت العام والملق والتزلف للمسئولين ، مع افساد الموظف العام نفسه. وتحطيم معنويات غيره ممن لم يُكرم لسبب او اخر حتي ولو كان ناجح.فالوظيفة العامة الجدير في البقاء بها هو المرؤوس الناجح وليس الفاشل. اما تقييمه (فلدي) رؤسائه ان شاؤوا قاموا بتحفيذه ادبيا او معنويا او ماديا او بالترقية . اما التكريم من قبل الجمهور طالبي الخدمة، فأنه هو فساد ومفسدة بائنة، ينبغي هجرها والابتعاد عنها.( فهلا جلس احدكم في بيت امه وابيه حتي يجري تكريمه) !! واخيرا فان تقنيات تكنولوجيا الاعلام وحركة المعلومة و انتقال الخبر الان جعلت من العسير التحكم فيها وضبطها. بالطرق التقليدية. سوي الفرد نفسه. بحيث لا يكون ارضا خصبة لانتشار كل مايبث من اخبار، او مستعدا ومتساهلا لنشر كل مايصله من معلومات قبل التأكد من صحتها . بل يجب الا يكون هو محطة تجميع للاكاذيب والتضليل و معبر للاشاعة والفبركات. فالضبط الذاتي الشخصي كفيل بتحجيم وحصار كل ماهو غث ونتن. وليدع سؤال( هل هذا صحيح) ؟
01125315079
Jamma1900@hotmail.com

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.