وقل اعملوا د/عبدالله جماع *امبراطورية.. الطوابير !!*
وقل اعملوا
د/عبدالله جماع
*امبراطورية.. الطوابير !!*
احيانا لايريد الناس سماع الحقيقة، لانهم لايريدون رؤية اوهامهم تتحطم. ويظلون علي هذه الحال، بيد ان هناك للحقيقة اكثر من باب يمكنها ان تلج منه. شاء من شاء وابي من ابي. فمن ينكر المرض سيكشفه الطبيب ومن ينكر الجهل يثبته الامتحان. وقديما قيل من ينكر التوهان وضياع الطريق يثبته النوم في العراء من غير هدي. بيد انه اكثر المنكرين لمعرفة الحقيقة هم الساسة الدجالين. وعليه اختلقوا لها مسوغا ومبررا .نظمه مؤلفها ومنتجها في شكل نظرية مقدسة اطلق عليها( اكذب اكذب حتي يصدقك الناس). واكبر برهان علي عدم سماع الحقيقة، كما ذكرنا تجده لدي السياسين. مع العلم ان المواطن البسيط يعلم ويدرك كل الحقيقة و بتفاصيلها ولكن( العين بصيرة واليد قصيرة). وعليه فلو استمع السياسي الحاكم للمواطن، ولو مرة واحدة. لكشطت كثيرا من الكواراث والمحن. حتي بما فيه نحن الان من حرب. ولكن ( حدث ما حدث). وترتب علي اثر ذلك معطيات وواقع جديد. فأنشطر المجتمع السوداني الي فسطاطين، الغالبية والسواد الاعظم مع الجيش، وضد الغزاة والمرتزقة والمجرمين. ولكن حتي الصنف الثاني المصطف مع اعداء الوطن والشعب، انقسم الي اثنين احدهما موقفه وعداءه معلن وواضح، اما الجزء الثاني فاتخذ موقفا عدائيا وناعما و مستترا وموزعا بين دواوين الحكومة ومؤسساتها. وهؤلاء عُرفوا (بالطابور الخامس). وهم من اشار اليهم الرجل الثالث في رأس الدولة سعادة الفريق ياسر العطا ، مع تحديده لاماكن تواجدهم وانتشارهم الناعم في المفاصل الحكومية المختلفة ومدي اثر ذلك علي الانتاج وهيبة الدولة وسير المعارك في الميدان. مع العلم ان الكل كان يتساءل لمن يشتكي جنابو ياسر العطا وهو الذي بيده القلم (الاخضر واحيانا الاسود الرئاسي). ولكن مع ذلك( صبرنا ثم صبرنا). حتي تشكلت الحكومة المدنية ، واصبح الدكتور ( كامل ادريس) رئيسا للوزراء ، وتفاءل الجميع بقدومه، وعلي اقل تقدير ان يكون هو (السم ال قدر) عشاهم( الطابور الخامس). ولكن تفاجأ الجميع بان عزف الينا السيد رئيس الوزراء مؤخرا نفس( النغمة) اياها التي عزفها من قبله جنابو العطا وهي( هنا يوجد طابور خامس). فبدلا من ان يقول لنا سعادته. لقد وجدتهم وجدتهم اي( الطوابير) وهذا هو علاجي الناجع لهم، الذي لن يعيشوا او ( يعبثوا) بعده بالبلاد ( ابدا). ولكن اذا بالسيد رئيس الوزراء اكتفي فقط باعلانه انه قد وجدهم بشحمهم ولحمهم. كما فعل من قبله جنابو العطا دون تحديد ( ما هو الدواء). وهذه في حدي ذاتها منقصة وهزيمة كبيرة لرئيس الوزراء من قِبل هذه( الطوابير) . وليته بشرنا بماذا هو فاعلا بهم حتي( تطمئن قلوبنا)، والا يكون حديثا تبريريا ( لفشل ات) . لاننا اصلا نحن عرفناهم اي( الطوابير) علي لسان جانبو العطا من ذي قبل، ولا نحتاج مجددا للتذكير بهم. ولكن يبدو اننا سنسير في طريق عدم الرغبة في( سماع الحقيقة حتي لا نري الاوهام تتحطم). مع اننا ( صبرنا وصبرنا ولكن الي متين)؟علما ان الطابور الخامس هذا، هو عبارة عن مملكة طوابير. فأن لم تجتث اليوم غدا ستكون التكلفة باهظة علي الوطن، وسيفقد ويخسر المواطن الكثير جدا. ولربما فُقد الوطن كله. وعلي السيد رئيس الوزراء. السماع الي الحقيقة كلها، مهما كان الثمن. وقديما قالوا:( الله يسترك من الذي تشتكي اليه وهو يشتكي اليك)…
01125315079
Jamma190@mail.com