منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*الجيش السوداني.. 71 عامًا من الوفاء للوطن*  قلم د.إسماعيل الحكيم

0

*الجيش السوداني.. 71 عامًا من الوفاء للوطن*

 

قلم د.إسماعيل الحكيم

 

_Elhakeem.1973@gmail.com_

يقف السودانيون في الرابع عشر من أغسطس من كل عام، وقفة إجلال واحترام لمؤسستهم العسكرية، احتفاءً بـ عيد الجيش السوداني الذي دخل هذا العام عامه الحادي والسبعين. فمنذ تأسيسه الرسمي عام 1954م ، ظل الجيش حارسًا للأرض وصونًا للعرض مدافعاً عن مقدسات البلاد ، مؤديًا واجبه الوطني دون منّ أو أذى، مؤكدًا أن حماية السودان أرضًا وشعبًا هي عهدٌ وميثاقٌ لا تسقط بالتقادم ومر السنون ..
على مدى هذه العقود السبعة، واجهت القوات المسلحة تحديات جسامًا من الدفاع عن الحدود في وجه الاعتداءات الخارجية، إلى مواجهة التمردات الداخلية، مرورًا بالمشاركة في عمليات حفظ السلام الإقليمية والدولية. إلا أن التحدي الأكبر جاء في السنوات الأخيرة حين تعرض السودان لأكبر مؤامرة في جغرافيا العالم الحديث تمثلت في تمرد مسلح واسع النطاق وإعداد وعتاد استهدف كيان الدولة ومؤسساتها وإنسانها ووجودها ذاته.
ورغم حجم المؤامرة الكبيرة هذه أظهر الجيش السوداني بقيادته وأفراده قدرة استثنائية على الصمود والمناورة. فمنذ اندلاع المواجهات في أبريل 2023م خاض الجيش معارك مصيرية في شتى جبهات القتال تمكن خلالها من تحرير مساحات شاسعة من الأراضي، واستعادة مدن إستراتيجية مثل الخرطوم مدني، سنار فضلا ً عن تحجيم القدرات القتالية للمليشيا المتمردة بنسبة تقدّرها المصادر العسكرية بأكثر من 70%.
وقد دفعت هذه الانتصارات ثمنها الغالي من دماء الشهداء والجرحى، الذين جسّدوا أسمى معاني التضحية وارفع مقامات البذل ولعبت القيادة العامة للقوات المسلحة دورًا وحاسمًا، إذ أدارت المعركة بتكتيك عسكري محكم وقيادة رشيدة فاعلة وبتوازن بين الحسم الميداني والحفاظ على أرواح المدنيين والبنية التحتية رغم محاولات المليشيا جر البلاد إلى فوضى شاملة وتدمير ممنهج .
يأتي عيد الجيش هذا العام ليس إحتفالاُ مجرداً ، بل دَيْنً مستحق في أعناق السودانيين جميعهم دون إستثناء تجاه رجال حملوا على عاتقهم عبء بقاء الوطن وتطهيره من نجس ورجس المليشيا كما أنه تجسيد عملي لشعار جيش واحد، شعب واحد، بعدما توحدت الإرادة الشعبية خلف جيشها مساندة وداعمة حتى تحررت مدن وسُحقت المليشيا ومرتزقيها .. فيما ما تزال المعركة مستمرة حتى استكمال النصر القريب بإذن الله تعالى..
التحية للقوات المسلحة السودانية، قيادةً وأفرادًا، والتحية لكل من وقف معها من أبناء هذا الشعب، دفاعًا عن الحق والكرامة والسيادة. وإن كان عمر الجيش السوداني قد بلغ اليوم 71 عامًا، فإن تاريخه سيظل ممتدًا بامتداد تاريخ السودان نفسه، ما دام على العهد ثابتًا، وعلى القسم وفيًّا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.